هموم الحياة في معرض الغرباوي عرض الفنان محمود غرباوي 40 عملا تشكيليا في صالة أتيليه جدة للفنون الجميلة اعتمدت في مجملها على التكوينات اللونية الثرية والتي يخرج من ثناياها تلك الأجساد البشرية المحملة بهموم الحياة أحيانا وفرحة الأمل أحيانا أخرى، كما يظهر في بعض أعماله الجمل العربي محاطا بتلك المثلثات التي تربطه بتراثه وحضارة الأمة العربية ليشعر المتلقي وهو يتأمل أعمال الغرباوي باندفاع اللون نحو سطح اللوحة ليدخله في خيالات وحركات اهتزازية سرعان ما تتخلد في الذاكره البصرية لتعطي إحساسا بالاندهاش المجازي بتلك الإيحاءات والشخصيات والبرورتريهات التي رسمها الفنان بطريقته الخاصة مستحضرا لحظات الصمت وليبرهن أن للألوان سحرا يرقى إلى القصص الأسطورية في التاريخ العربي. لم يخرج المثلث من أعمال الغرباوي الجديدة ربما لإيمانه أن للإبداع أصلا وأن جميع أصول كل الفنون هو ذلك الرمز الهندسي الإسلامي الذي أرتوت الأرض بفنونها وحضارتها على مر الزمان. المعرض الذي أطلقه الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي التجاري حازم زقزوق البارحة الأولى في أتيليه جدة شهد حضور نخبة من التشكيليين ومتذوقي الفنون التشكيلية، منهم: هشام بنجابي، أحمد فلمبان، هشام قنديل، فهد الحجيلان، محمد حيدر، ورئيس بيت التشكيليين سامي الدوسري. جدة تستضيف التجريد الكويتي 40 عملا تشكيليا امتلأت بها جنبات الصالة العالمية للفنون الجميلة في جدة للفنانتين الكويتيتين شيخة أحمد، ونورة عبدالهادي، تناولن فيها التجريد بكل أشكاله فتجد أعمال شيخة امتازت بالتجريد الزخرفي وإضافة مجموعة من عناصر التراث الكويتي ومفردات البيئة لدى الفنانة الناتج من ارتباطها الوثيق بوطنها، حيث خرجت في أعمالها الجديدة عن أسلوبها السابق الذي امتازت فيه بانطلاقتها اللونية. أما أعمال نورة عبدالهادي فكانت امتدادا طبيعيا لتجربتها السابقة في التجريد باللون وملء فضاءات اللوحة بمساحات لونية تعطي المتلقي بعدا ثقافيا لونيا، إلا أن المعرض بشكل عام جرد مشاعر الفنانتين وأفكارهن وهواجسهن اللونية بروح التجريد الحديث ليستمتع المشاهد بالفرحة والغموض في آن واحد والحلم أحيانا لتنتقل أعمالهم إلى عالم مرئي أكثر رحابة وعمقا. المعرض الذي أطلقه نائب القنصل العام الكويتي في جدة سلطان السبيعي يأتي امتدادا للتعاون المشترك بين فناني الخليج للوصول إلى حراك تشكيلي خليجي..