اعتبر الفنان محمد الخطابي أن معرضه الشخصي الذي اختتم بالمدينةالمنورة مؤخّرًا أبلغ رد على مجموعة فناني المدينةالمنورة التي رفضت انضمامه للمجموعة بمسوغات عديدة لم تجد القبول لدى الخطابي، والتي كشف عن تفاصيلها بقوله: تقدمت منذ سنوات بأعمالي التشكيلية لمجموعة فناني المدينةالمنورة من أجل الانضمام لها؛ ولكن تم رفض أعمالي بحجة أنني فنان متنوع وشامل، وأقدم أعمالاً في مختلف المدارس والاتجاهات، وطلبوا مني أن أرسم في اتجاه واحد فقط حتى انضم؛ وفعلاً ركزت في الأعمال المجسمة، وقدمت أكثر من عشرين عملاً مجسمًا للمجموعة، وبقيت الأعمال لديهم حوالى عام ولم يتم النظر فيها، ورفضوا انضمامي للمجموعة؛ مما دعاني لإثبات وجودي خارج المجموعة، وذلك بتكوين مجموعة طيبة التشكيليين والتي تضم في عضويتها عددًا من الفنانين في المدينة ومنهم الفنانين علي سعد الغامدي، ومحمد حمود العمري، وبلال سليمان الرحيلي، وتركي عامر الخطابي. ويمضي الخطابي في حديثه متهمًا جماعة فناني المدينة بالمحسوبية في اختيار الأعضاء، قائلاً: لم تشفع لي مشاركاتي المحلية والدولية بالانضمام للمجموعة، ولكني سوف أثبت للجميع أن أعمالي وأسلوبي هو الأفضل ويستحق المعرض في أي دولة في العالم، وأتمنى أن تكون هناك مصداقية لدى رؤساء الجماعات التشكيلية في اختيار الأعضاء بعيدًا عن المجاملات والمحسوبية. صاحب المفاجآت معرض الخطابي أقيم في محطتين؛ أولاها كانت في المدينة المن ورة في معرض الصناعات الوطنية ضمن مهرجان طيبة للشباب الأول وافتتحه مدير مكتب رعاية الشباب بالمدينةالمنورة إبراهيم مصباح عمار، أما المحطة الثانية فكانت في مجمع الراشد التجاري وافتتحه مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام بالمدينةالمنورة الدكتور صلاح سليمان الردادي، وقد حظي بإقبال كبير من الفنانين والمتذوقين، وأشاد بأعماله عدد من فناني المدينةالمنورة حيث تحدث في البداية الفنان رجاء الله الذبياني بقوله: الفنان الخطابي فنان محب وعاشق للفن، وصاحب مفاجآت بلوحات خاصة تعود للفنان نفسه محب ومتابع للحركة التشكيلية بشكل ملحوظ هذا ما لمسته من خلال وجوده معنا في معارض متعددة سواء معارض جماعية أو معارض شخصية، وكثير من الفنانين المعروفين في مملكتنا الحبيبة يشيدون بمجهوده وحبه وعشقه للفن؛ وبالنسبة لي أرى أنه صاحب تجارب متعددة واتجاهات مختلفة منها التجريد والتأثير والتكعيب، يرسم عن التراث بلوحات تأثيرية جميلة، وله تجارب في الخزف، وقد استوقفتني كثيرًا، فهو تستحق أن تقف أمام لوحاته وأعماله، فأحيي هذا الفنان على مجهوده الجميل، وأتمنى له ولجميع فناني المدينةالمنورة وفناناتها التوفيق والسداد. أعمال متنوعة كما تحدث الفنان التشكيلي أحمد البار بقوله: تميزت أعمال الخطابي بتنوعها في مجلات مختلفة مثل الخزف والتصوير التشكيلي والطباعة وتنوع في طرحه للمواضيع التراثية الشعبية، وسكبت على أعماله روح التأثيرية والتجريدية وذلك في لوحاتة التشكيلية، أما عن اعماله الخزفية فقد استخدم فيها أكاسيد القليز المختلفة وجاءت بصورة تعبيرية لتكشف عن إحساسه ومدى حبه وعشقه لخامات الفن التشكيلي. أسلوب مثير وعلق مقرر لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي بفنون المدينة عادل حسينون قائلاً: ضم معرض الخطابي عدة مدارس في الفن التشكيلي تدل على عمق رؤية الفنان التشكيلية، وتفاعله مع أصالة بيئته وقيم مجتمعه، وكذلك ثقافته وإطلاعه الفني لكل ما يدور حوله من اتجاهات. إن لوحات الخطابي تعبر عن الحياة، وإذا كان الفن هو أقصى تعبير عن الحياة فإنها نتاج لتلك الحياة أيضًا، إذ إنها تتطور في أوضاع مختلفة إلى أن وصلت إلى النظام الأكثر إبداعًا والقادر على فهم كل مرحلة وما تتطلبه من أشكال وأساليب للتشكيل وما تسعى له من مضامين وموضوعات، فتراه حينًا يستعمل بعض المواد التي تحول السطح إلى تضاريس لكي يتسنى له التلوين والتأليف بشكل متفاعل على جسد اللوحة، أو باستخدام السريالية الرمزية، أو بضربات فرشاته ذات التعبير الجريء، وتركيباته اللونية المتداخلة. أما مفردات لوحاته فهي تنتمي للهوية السعودية والموروث الشعبي في ضوء تجربة بنائية مبتكرة تعتمد على الشخصيات والحركة والإيقاعات المتحركة مع توزيع عقلاني للإضاءة، فهو يأخذ من معايشاته اليومية للبشر والطبيعة ويصيغها بأسلوب مثير. طائر الفن ومن جانبه يقول الفنان عمار علي سعيد: الخطابي فنان ذو حس مرهف للغاية حيث يتأثر بأبسط المواقف الحياتية التي يمر عليها. الفنان محمد حينما أطلق عليه الطائر لأنه تنقل بين عدد كبير من روّاد الفن وكان ينصت لتوجيهاتهم بكل دقة وحرص للاستفادة من هذه المصادر المخلصة للفن والفنانين أمثال الفنان الدكتور عبدالحليم رضوي رحمه الله، والفنان الدكتور فؤاد مغربل وغيرهم كثير من رواد الفن وكانت تربطه علاقة قوية بهم وذلك ليستقي من إبداعات رموز الفن في المملكة وغيرها، ولقد ظهر ذلك من خلال الأعمال المقدمة في معرضه الأول الذي كان يتكون من مجموعة من الأعمال بالأساليب المختلفة أمثال المدرسة التأثيرية والواقعية التي كانت واضحة في جل أعماله مثل لوحة صانع الصحائف، وكذلك سوق الأغنام. ويضيف سعيد: الفنان محمد الخطابي تناول معظم الخامات التي توصله إلى أحاسيسه من خلال الفن التشكيلي والذي تمثل في لوحاته المرتبطة ارتباطا وثيقا بالموروث الشعبي الذي استقاه من الحياة العامة في المدينةالمنورة وكذلك استفاد من رواد الفن الذين كانوا نبراسا له في هذا المجال ومن أهمهم الأستاذ المرحوم بإذن الله الفنان محمد سيام الذي كان حريصًا علينا في هذا الجانب والتركيز على الموروث الشعبي لما له علاقة قوية بإحساس الفنان، وفي المقابل لم يترك طائر الفن جانب الفنون التطبيقية التي أرى من خلال زوار المعرض والنقاشات التي كانت تدور في جنبات المعرض وحول الأعمال الخزف الذي أرى من وجهة نظري أن الفنان أبدع وبجدارة عالية جدًّا في هذا المجال والواضح في المجسمات التي قدمها التي كانت تدل على قوة إحساس الفنان التي كان يرمز لها من خلال مجسم الأمومة الذي استخدم فيه طلاء البريق المعدني وبتقنية عالية جدًّا، وكذلك مجسم الطائر الذي أرى فيه صمود وشموخ واعتزاز الفنان بالأعمال المقدمة خلال مشواره الفني الزاخر بالعطاء والتجديد.