أشاد مصدر حكومي سعودي بتصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي التي صدرت قبل أيام، وأعلن خلالها "إمكانية تبديد ما أسماه سوء التفاهم مع السعودية في شأن الأحداث في المنطقة، واحترام طهران لسيادة البحرين"، مبيناً في تصريحات ل "الوطن" أن المملكة العربية السعودية تؤكد ما صدر عن وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نظيره البريطاني في الرياض أخيراً، بيَّن خلاله ترحيبه باستمرار الحوار مع الجانب الإيراني مباشرة، دون الحاجة إلى القيام بهذه الحوارات في دول أخرى. وبيَّن المصدر أن تصريحات صالحي إيجابية، وهي الطريقة التي يجب أن تتعامل بها إيران بشكل دائم، مع دول الجوار من خلال احترام استقلالها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، موضحاً أن أجواء عدم الثقة تزداد مع تناقض تصريحات المسؤولين في إيران فما أن تصدر تصريحات إيجابية إلا وتتبعها أخرى سلبية، مما يدل على عدم قدرة في توجيه بوصلة السياسية الخارجية الإيرانية مع رغبتها في الاستفادة من كل الملفات لمصالحها الذاتية، دون النظر إلى مصالح شعوب تلك الدول. وقال "نحن في السعودية لا ننتظر تصريحات فقط، بل خطوات عملية وفعلية للتواصل، وسياسات واضحة من الجانب الإيراني تبدد أجواء عدم الثقة الحاصلة حالياً، ونحن نرحب بكل خطوة إيجابية"، وعن الدور الإيراني في المنطقة بيَّن أنها لاعب أساس في المنطقة، لكن دورها حالياً لا يشكل الدور الإيجابي المنتظر من دولة كبيرة مثل إيران. وكان صالحي ذكر الجمعة الماضي لوكالة "فارس" الإيرانية تصريحات إيجابية قال فيها "ليست لدينا مشاكل خاصة مع السعودية، ونعترف بالسعودية بلداً مهماً في المنطقة ومؤثراً على الصعيد الدولي، ونقيم منذ فترة طويلة علاقات ودية مع السعودية، وبعد الأحداث في المنطقة، حصل تباين في التفسير والتحليل، وأعتقد أن في الإمكان تبديد سوء التفاهم هذا، وآمل في إيجاد طريقة مقبولة لمتابعة المشاورات بين البلدين". وفيما يتعلق بالوضع في البحرين، قال صالحي "طهران تحترم السيادة الوطنية للبحرين، وتدعو إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في هذا البلد، وإنها لن تتدخل في شؤونه، معتبراً خطوة العاهل البحريني لإجراء حوار مع شعبه بأنها خطوة إيجابية، معرباً عن أمله في أن تتكلل بالنجاح، مؤكداً أن ما يهم طهران في موضوع إقامة العلاقات مع الدول الأخرى هو أن تأتي هذه العلاقات على أساس "الند بالند والحوار المتكافئ". وكانت العلاقات السعودية الإيرانية تأزمت بعد اعتداء متظاهرين على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد مارس الماضي، حيث قدمت الخارجية السعودية احتجاجاً رسمياً لحكومة طهران، وحملتها المسؤولية الكاملة لحماية جميع أفراد البعثة الدبلوماسية على أراضيها، بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية.