طهران، فيينا – أ ب، أ ف ب – رأى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس، إمكان تبديد «سوء الفهم» مع المملكة العربية السعودية في شأن أحداث المنطقة، داعياً إلى تسوية داخلية للأزمة في البحرين. وقال: «ليست لدينا مشاكل خاصة مع السعودية، ونعترف بها بلداً مهماً في المنطقة ومؤثراً في المجالين الإقليمي والدولي». وأضاف، في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، «نقيم منذ فترة طويلة علاقات ودية مع السعودية. وبعد الأحداث في المنطقة، حصل تباين في التفسير والتحليل. وأعتقد أن في الإمكان تبديد سوء الفهم هذا. آمل بإيجاد طريقة مقبولة لمتابعة المشاورات بين البلدين». وشدد صالحي على أن ايران «تحترم السيادة الوطنية للبحرين واستقلالها، وتريد لها السلام والاستقرار والأمن، ولن تتدخل في شوونها». وقال: «نعتقد أن من الضروري إيجاد تسوية بحرينية - بحرينية للمسألة». لكنه دعا إلى «عدم خلط الأوراق، من خلال الادعاء بوجود بحريني- إيراني أو شيعي أو عربي أو أعجمي»، مضيفاً: «لدينا علاقات سياسية مع الحكومة البحرينية، وننظر بإيجابية إلى قرار ملك البحرين بدء حوار مع الشعب، ونأمل بأن يتيح ذلك إيجاد تسوية» للأزمة. وتطرّق إلى الملف النووي لإيران، معتبراً أن «لا خلاف أبدياً»، وتوقع أن «يأتي يوم يُسوّى فيه الملف النووي». وقال: «نبحث عن تسوية يخرج منها الطرفان رابحين». لكنه شدد على أن بلاده «لن ترضخ، لأننا قررنا دفع ثمن استقلالنا». واتهم صالحي الولاياتالمتحدة بالسعي الى أن «تكون العلاقات بينها وبين إيران، مثل العلاقة بين الذئب والحمل، وترغب في أن تعود إيران الى ما قبل الثورة، وأن تعمل وفقاً لرغبات واشنطن». وأضاف: «إذا وافقت الولاياتالمتحدة على إقامة حوار من الند للند ومن دون شروط مسبقة، مع احترام حقوق شعبنا، فإن الوضع سيكون مختلفاً». لكن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني اعتبر أن «الذين يرغبون في إقامة علاقات مع الولاياتالمتحدة، هم على خطأ، لأن السياسة الأميركية لم تتغيّر والرئيس (باراك) أوباما لا يستطيع تغييرها». الى ذلك، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن ثمة تقويماً استخباراتياً لدولة غربية يعتبر أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يرغب في «التحرّر من القيود التي فرضتها إيران على نفسها، والدفع علناً في اتجاه صنع قنبلة نووية»، فيما يريد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي «تحقيق تقدم مستخدماً قنوات سرية، بسبب قلقه من ردّ عنيف للغرب». في غضون ذلك، نفى «الحرس الثوري» إعلان نائب إيراني إسقاط طائرة تجسس أميركية من دون طيار كانت تحلّق فوق منشأة فردو النووية قرب مدينة قم. وعزا هذه الأنباء الى أن «وحدة الدفاع الجوّي في الحرس أصابت هدفاً جوياً، في اختبار في إقليم قم». تزامن ذلك مع أنباء عن اعتقال ثلاثة استراليين، بينهم امرأة، قرب موقع لاختبار الصواريخ قرب صحراء مدينة سيمنان شرق طهران.