سجل 16 طفلا بالطائف - تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والعاشرة - حضورا لافتا في احتفالات الطائف الرسمية والشعبية، وذلك من خلال تشكيلهم لأول فرقة مزمار جميع طاقهما من الأطفال الذين يجيدون أداء هذا الفن الحجازي رقصا وأهاجيز وضربا للطبول باحترافية. وقال مؤسس الفرقة فواز جوهرجي "بزغت فكرة تأسيس هذه الفرقة التي تعد أول وأصغر فرقة للمزمار من بيت "الجوهرجي، وهو من بيوت الطائف العريقة ، ويحمل هذا البيت وفاء كبيرا لتراث الآباء والأجداد الطائفي، حيث يشكل أطفال بيت الجوهرجي 75% من أعضاء فرقة المزمار، بينما جاء 25%من الفرقة من أطفال الجيران من بيوت الطائف القديمة التي تعنى بهذا الفن الحجازي, وجاءت لترسيخ هذا اللون الحجازي الجميل لدى الناشئة. وذكر الجوهرجي أنه درب عددا من أطفال العائلة والجيران على لون المزمار لتخرج للمجتمع الطائفي أصغر وأول فرقة للمزمار تجيد أداءه باحترافية لفتت الانتباه، وسجلت حضورا في المناسبات الرسمية والخاصة. وذكر أن الفرقة مكونة من 16 طفلا أصغرهم نواف (5 سنوات) ، وأكبرهم مشعل الذي لا يزال على مقاعد الصف السادس الابتدائي، وقد تم تدريبهم على فن المزمار ودق النقرزان والمرجاف والمرد، والرقصة والعصى والزومال حتى أجادوها، وهم الآن يؤدون المزمار باحترافية، بل إن أحدهم يؤديه باللغة الإنجليزية. وبين الجوهرجي أنه لم يواجه صعوبة في تدريب الأطفال لإتقان هذا الفن، فهم يعيشون في عوائل تشتهر بلعبة المزمار، ويشاهدونه في كل مناسبة تقام لدى هذه العوائل، وقد ظهرت لديه فكرة تشكيل الفرقة بعد أن لاحظ أن لعبة المزمار بدأت تتلاشى، وبدأ بعض الكبار يتحاشون لعبها في المناسبات سوى بعض المناسبات الخاصة، وقد خشي عليها الاندثار، وهي مرتبطة بالعوائل الحجازية منذ القدم. وذكر أن لون المزمار الحجازي لون مميز كاد أن يندثر، إلا أن بعض الأسر الطائفية لا تزال تعتز بهذا الفن، وتمارسه في احتفالاتها الخاصة وتحرص على المحافظة عليه، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء فرقة مزمار جميع أعضائها من أطفال العوائل. أصغر أعضاء طاقم فرقة المزمار الطفل نواف جوهرجي (5 سنوات) لم يكن صغر سنه عائقا دون إجادة لعبة المزمار وضرب طبولها، قال ل"الوطن" إنه يجيد اللعب وضرب آلة المرد، وقد تعلم ذلك من والده، ولم يجد صعوبة في إتقانه، وهو الآن يستطيع أن يؤدي هذه الرقصة أمام الجمهور. أما مشعل فواز "بالصف السادس" فهو حالة خاصة، حيث استطاع أن يغني هذه أهازيج المزمار باللغة الإنجليزية ، وذكر أنه يستطيع ضرب آلات المزمار بكل احترافية وخاصة آلة العلبة. وذكر سلطان فواز( 8 سنوات) أنه يجيد الزومال وضرب المرد والنقرزان أيضا، ولم تواجهه صعوبة في التدريب، وخاصة أنه يرى هذا اللون ويمارسه في احتفالات العائلة. وكشف فيصل جوهرجي أن والده قام بتحويل إحدى غرف المنزل إلى موقع للتدريب وقد تدرب على يده يوميا لمدة 3 أسابيع، وحفظ الكثير من الأغاني التي يلعب بها على لون المزمار كأغنية "لبنتي يالنبة، سفرجلية سفرجلية ، وياليل دانة". أما محمد سعد البعداني (7 سنوات) فذكر أنه يعشق هذه الرقصة، حيث تعلمها من والده والذي قام بتدريبه على مدى 3 أشهر ليصبح عضوا هاما في الفرقة. يذكر أن لعبة المزمار لعبة حجازية عرفها الحجازيون منذ زمن وهي من الموروثات الشعبية القديمة وذات معان رجولية ، وارتبطت لديهم بالأفراح والليالي الملاح.