كل إنسان يبحث عن السعادة، بل ويضحي من أجلها مع أنها لا تحتاج إلا شيئا بسيطا منا، فقط أن نحافظ على مستوى السيروتونيون والسيروتونيون (ناقل عصبي ينتج طبيعيا في جسم الإنسان يتواجد في الدماغ، والصفائح الدموية) مسؤول عن النشاط في الجسم وأيضا مسؤول عن السعادة ويطلق عليه (هرمون السعادة)، ومن الناحية النظرية، هو شيء بسيط أن نحافظ على مستواه طبيعيا فالتمارين الرياضية، وبعض أنواع المأكولات تساعدنا على ذلك ونكون سعداء. حاولت ذات يوم أن أطبق هذه النظرية، ومنذ الصباح الباكر،فتناولت قهوة الصباح مع الأهل، اتجهت إلى العمل ورغم الضغوط التي واجهتها إلا أنني حافظت على سعادتي أثناء العودة إلى المنزل، وصلني كالمعتاد مسج فيه الطلبات، ذهبت في البداية إلى محل الخضروات طلبت الطماطم، الثوم، الموز،ولاحظت ارتفاعا في السعرالإجمالي ، وكان الرد أن سعر الطماطم ارتفع إلى 8ريالات للكيلو بدلا من 4 وأن الثوم قفز قفزة تذكرنا بقفزة سهم المصافي حينها،أحسست بالسيروتونيون ينخفض أخذت الأغراض ، وركضت سريعا كالمجنون ليعود لمستواه الطبيعي،وحين عادت البسمة اتصل عامل المواشي يذكرني بكيس الشعير،اتجهت مباشرة وحين وصلت شاهدت ابتسامة غير معتادة من البائع عرفت سببها حين عرفت السعر(51ريالا)لعله يمزح،إلا أن إصراره هوى بالسيروتونيون إلى أدنى مستوياته وطغى على سهمه اللون الأحمر رجعت للسيارة أكلت من الموز والمكسرات لعله يرتد قليلا حتى أصل للمنزل بسعادة كما غادرته، وأثناء مروري مع مدخل القرية، شاهدت ذلك المشروع الذي مر عليه سنين لم ولن يكتمل أخذت الجوال كي أستنجد ببعض الزملاء، فإذا برسالة تخبرني بفاتورة الكهرباء المبالغ فيها، وأخرى للجوال فسقطت السيارة في حفرة خلفها ذلك المشروع، أغمي علي،ونقلت للمستشفى في حالة شديدة من الاكتئاب بسبب نقص حاد في االسيروتونيون على أمل أن يجدوا لي متبرعا وللأسف لم يجدوا شخصا لديه ما يكفيه من السيروتونيون بمعنى آخر لم يجدوا شخصا سعيدا.