أكد أكاديميون متخصصون في اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة الملك فيصل بالأحساء، متحدثون في ندوة «اللغة العربية.. والشباب»، في نادي الأحساء الأدبي، أن غالبية البحوث الأكاديمية المتخصصة في الأدب والنقد بجامعات سعودية، لا تدرك أن للبحث الأكاديمي حدودا واشتراطات علمية واضحتين، ولغة عربية صافية، وأن اللغة العربية ما تزال تبحث عن كيانها في هذه البحوث. ففي جل هذه البحوث أخطاء لغوية بدائية «إملائية، صرفية، تركيبية، نحوية» تقلل من قيمة اللغة العربية، وتطمس هويتها، مضيفين «لا نرى تلك الأخطاء مقبولة في هذا المستوى من الدراسة الجامعية»، كاشفين رصد أخطاء متعددة في بحوث أكاديمية خلال تحكيمهم رسائل علمية في جامعات سعودية، منها: سوء استخدام حروف الجر. التفاخر باللغات قام رئيس نادي الأحساء الأدبي، عميد كلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور ظافر الشهري، خلال كلمته في الندوة، التي أدارها رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة الملك فيصل بالأحساء، الدكتور عبدالله الحقباني، بانتقاد التفاخر باستخدام اللغات الأجنبية في مجالس المجتمع السعودي، واصفا ذلك بالنقص، مضيفا بقوله: «إن لغتنا العربية، كانت في يوم من الأيام هي لغة الحضارة، ولغة القرآن الكريم، وأن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان، وأن اللغة العربية لغة قوية». الإعلام والعلم أبان أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك فيصل، الدكتور عامر حلواني، خلال ورقته في الندوة، أن اللغة العربية تتعرض اليوم لتحديات خطرة، وتهديدات جسيمة، والمتحكم في مصير اللغة العربية حاليا، أمران: هما: الإعلام والعلم «البحث الأكاديمي، وأن الغالبية العظمى لوسائل الإعلام والاتصال، لا تلتزم باللغة العربية، وأن هناك تغيرا ملحوظا في علاقة الشباب العربي بلغتهم منذ بداية عهد الاتصال الجديد، موضحا أن اللغة العربية تعاني في مؤسساتها العلمية الحاضنة لها، في المراحل التعليمية الثلاث، وتعاني اللغة العربية صعوبات تهدد كيانها ووجودها. التواصل الأفقي أشار أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالقادر الحسون، إلى خصوصية عملية التواصل عند الشباب، وأنها تندرج ضمن ما يسمى التواصل الأفقي، مبررا ذلك بالمميزات الجسدية والفكرية والنفسية لدى فئة الشباب، مثل الحركية والاندفاع والقدرة على العطاء، والميل إلى التجديد والاختلاف لإثبات الذات، لافتا إلى أن لغة الشباب المستخدمة في وسائل التواصل الاجتماعي، هي لغة هجين تجمع بين لغات ولهجات وطرق في التعبير مختلفة، تراوح بين استخدام الأصوات والكلمات والمختصرات والرموز، واصفا إياها ب»اللغة الرقمية» التي تعتمد على الوسائط المتعددة، التي لا تخضع للقواعد النحوية والإملائية، وإنما هي محكومة بتحقيق الأغراض التواصلية التي فرضتها العولمة على الشباب. وأكد عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الملك فيصل، الدكتور محروس قللي، أن هناك تغلغلا للجهل باللغة العربية عند الشباب. الجوانب المشرقة بيّن عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الملك فيصل الدكتور عمر الأمين، خلال ورقته في الندوة، أن هناك جوانب مشرقة للغة العربية عند الشباب، وتحديدا في مجالي الشعر العربي والأدب، مستشهدا في ذلك بالشعر العربي الجميل عند الشباب، وتأثر الشعر العربي بكثير من التطورات في القافية والأوزان والأغراض.