انتقد أكاديميون متخصصون في الإعلام والأدب العربي تعالي الأصوات التي تقول إن اللغة العربية لغة منغلقة ومنكمشة وغير منفتحة على العصر والحداثة، وفي الوقت نفسه، تدعو هذه الأصوات إلى الانفتاح على اللغات الأجنبية، مستندين في ذلك إلى تقارير لبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، الذي اعتبر الإشكالات التي يواجهها العالم العربي مرتبطة ارتباطا وثيقا بغيات الإصلاحات اللغوية العميقة. جاء ذلك في الندوة العلمية التي أقيمت بالشراكة بين كلية الآداب بجامعة الملك فيصل، ومركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية، ونادي الأحساء الأدبي، بعنوان: "اللغة العربية والإعلام.. الواقع والتحديات"، في قاعة المحاضرات والاحتفالات بمقر النادي أول من أمس، وأدارها رئيس قسم الإعلام والاتصال في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور سامي الجمعان. الرابعة عالميا قال عضو هيئة التدريس في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور لطفي الزيادي، إن ترتيب اللغة العربية يأتي في المرتبة الرابعة، والأكثر انتشارا في العالم، بعد لغات الإنجليزية، والصينية، والهندية، مؤكدا على وجود تقهقر كبير للغة العربية الفصحى في وسائل الإعلام، وصعود ملفت للانتباه للغة "الوسطى" والعامية ولغات تجمع بين العربية والفرنسية أو العربية والإنجليزية. وانتقد اللجوء إلى الاعتماد على المبني للمجهول في وسائل الإعلام: "تم"، وكذلك الاستعمال المكثف للمقدر "عدد من"، وبروز اختلافات لغوية وطنية ومناطقية على مستوى المفردات والتراكيب، لافتا إلى أن الإحصاءات تشير إلى أن اللغة العربية هي خامس أكثر اللغات استعمالا وتداولا على الإنترنت، كاشفا عن أن أبرز الصعوبات التي تعيق استعمال اللغة العربية على الإنترنت هي طريقة الكتابة من اليمين إلى اليسار. لغة الإعلام أشار عضو هيئة التدريس في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور مصعب عبدالقادر، إلى أن اللغة العربية من أكثر اللغات صلاحية للإعلام، الأمر الذي شفع لها أن تكون لغة الإعلام عن جدارة واستحقاق، لأن تركيب مفرداتها وعباراتها وقواعدها يتجه إلى النمذجة والتبسيط. بدوره، يؤكد عضو هيئة التدريس في كلية الآداب بالجامعة الدكتور محمد الشريف، على ضرورة تعريب البرمجيات بما يضمن الحفاظ على استخدامها في الكتابات العربية في وسائط وتطبيقات التواصل الاجتماعي.