انتقد أكاديمي عدم اهتمام الأمة العربية بلغتها، مذكرا بأن جميع الأمم تهتم بلغاتها، مستشهدا في ذلك بالفرنسيين والألمان، الذين يمنعون التحدث بغير لغتهم، وفي دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل"، جاؤوا إلى لغة وصفها ب"الميتة"، وأحيوها خلال 50 عاما، وأصبحت لغتهم الرسمية ولغة علومهم ومعارفهم، وصارت منافسة للغات العالم. وأكد أستاذ النحو والصرف في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل الدكتور جزاء المصاروة، خلال محاضرته بعنوان "تدريس النحو.. تجارب شخصية" في ندوة أحمدية آل الشيخ مبارك في مدينة الهفوف، التابعة لمحافظة الأحساء، وأدارها نايف آل الشيخ مبارك أخيرا، صعوبة تدريس مقررات "النحو" في مراحل التعليم العام والجامعي، وذلك بسبب أن "النحو" لا يوجد له أساس للبدء فيه والبناء من خلاله على تلك المعلومة الأولى، فكل المعلومات "النحوية" مترابطة بعضها ببعض، ومعظم معلوماتها الأساسية تتطلب معلومات أساسية أخرى، ولا يوجد موضوع "نحوي" سهل للبدء فيه، بيد أنه استدرك بالإشارة إلى أن "النحو" في ذاته "سهل" ولا يعد "صعبا" أسوة بتدريسه، وخير وسيلة لتعليم وتعلم "النحو" هو التطبيق، من خلال كثرة تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه، وترديد الأحاديث الشريفة بعد الاستماع إليها من خلال المختصين، وهي وسيلة "فضلى" لاستقامة اللسان في اللغة العربية، مشددا على أن عدم استخدام اللغة العربية بشكلها الصحيح وراء صعوبتها. وأشار إلى أن صعوبة "النحو" ليست "وليدة" الوقت الحالي، بل يزيد ذلك عن 1400 عام، وشكوى دائمة بدأت قبل أن يؤلف فيه كتاب، من خلال تذمر الشعراء من النحويين، وأن العرب كانوا يتحدثون على سليقتهم دون وجود قواعد تضبط ألسنتهم، مبينا أن هناك 3 طرق مختلفة لتدريس "النحو"، وهي: الاستقرائية والقياسية والتكاملية، مؤكدا على ضرورة ربط "النحو" بالمعنى، وهو ما يؤكد على ضرورة فهم المعنى للوصول إلى الإعراب الصحيح. وتطرق المحاضر إلى ضرورة اعتماد مادة "الخطابة" في أقسام اللغة العربية في الكليات والجامعات التابعة لوزارة التعليم العالي قبل تخرج الطالب أو الطالبة؛ وذلك بهدف النهوض باللغة العربية، واعتمادها كمادة أساسية للطالب للموافقة على تخرجه والحصول على الدرجة الجامعية، وهي الوسيلة لتقييم حصيلة العملية التعليمية في الجامعة خلال 4 سنوات، مقترحا اشتراط إتقان اللغة العربية للوظائف العليا، وسيكون في ذلك حماس لتعلم اللغة العربية، ومنع التحدث في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة إلا باللغة العربية الفصحى، واشتراط إتقان اللغة العربية على العمالة الوافدة، وبالتالي سيكون لها شأن في إنشاء مدارس متخصصة في تعليم "اللغة العربية" في جميع هذه الدول المصدرة للعمالة الوافدة، رفع الدرجة التحصيلية لمقرر اللغة العربية وعدم مساواتها بالدرجات التحصيلية للمقررات التعليمية الأخرى. وبدوره، قال المحاضر في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الملك فيصل بالأحساء السيد لؤي الهاشم، إن أقسام اللغة العربية في الجامعات، لم تعد المكان المرغوب عند كثير من الطلاب والطالبات.