بدأ التصويت في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان بشمال العراق اليوم الإثنين، على الرغم من المخاوف الإقليمية والدولية من أنه سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، على أن تغلق في السادسة مساء، وستعلن النتائج النهائية خلال 72 ساعة. وستكون على الأرجح نتيجة الاستفتاء تصويت الأغلبية "بنعم" على الاستقلال، ويهدف الاستفتاء غير الملزم إلى منح تفويض لرئيس الإقليم مسعود البرزاني لإجراء مفاوضات مع بغداد ودول الجوار. وكانت بدأت عملية التصويت في استفتاء استقلال كردستان في الخارج السبت، وفقاً لما أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، شمالي العراق، مبينة أن العملية ستستمر لمدة ثلاثة أيام. قرار الشعب وفي كلمة عن تطورات الاستفتاء، أمس الأحد، قال البارزاني إن شعب كردستان اتخذ قراراه بإجراء الاستفتاء، وأن آخر اجتماع للأحزاب الكردية كان من ساعتين، وقرر المضي قدماً فيه. وتابع أن المشكلة بيننا وبين الحكومة العراقية لكننا لن نسمح بنشوب صراع بيننا، لا نتوقع نزاعاً مسلحاً مع العراق، وهناك تنسيق كامل بين البشمركة والجيش العراقي. وأوضح أن الاكراد سيتفاوضون مع بغداد عن كيفية تنفيذ نتيجة الاستفتاء معتبراً أن الاستقلال وحده يمكنه تحقيق بعض أهدافنا. وشدد البارزاني قائلاً: "توصلنا إلى قناعة بأن أياً كان ثمن الاستفتاء، فهو أهون من انتظار مصير أسود". تحذير عراقي وأضاف أن أكراد العراق سيحترمون الحدود المرسومة وفق القانون الدولي.من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، رفضه لاستفتاء إقليم كردستان، وقال إن "استفتاء كردستان هو محاولة لتقسيم العراق مؤكداً أنه لا يمكن الاستمرار في فرض الأمر الواقع بالقوة". وشدد العبادي على أن الانفصال عن العراق يضر وحدته ويخالف الدستور، وتابع "لن نتخلى عن مواطنينا الكرد وسيبقى العراق لكل العراقيين. وقال "أقول لشعبنا الكردي أن معظم مشاكل الإقليم داخلية وليست مع بغداد.. أطالب الشعب الكردي بمساءلة قادته عن عوائد الإقليم من النفط.. أسألوا قادتكم عن سبب عدم ادخال عائدات النفط في الميزانية". رفض دولي أعربت تركيا عن رفضها ومعارضتها الشديدة للاستفتاء، وتعهد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، باتخاذ خطوات أمنية ودبلوماسية وسياسية واقتصادية، رداً على الاستفتاء الذي يعتزم إقليم كردستان إجراءه للانفصال عن العراق، مشيراً إلى أن "هذه الخطوات ستتخذ بالتعاون الوثيق مع العراق، وإيران وبلدان مجاورة أخرى". وتخشى عدة دول من تبعات الاستفتاء، خاصة تركيا وإيران، اللتان تخشيان من انتقال عدوى الانفصال إلى سكانهم الأكراد، ومن مطالبات محلية مشابهة في بلدانهم. مشاركة كبيرة ويشارك نحو 5 ملايين شخص في مناطق خاضعة لسيطرة الأكراد في شمال العراق، في استفتاء غير ملزم على الاستقلال اليوم الإثنين، وسيجيب المشاركون في الاستفتاء ب"نعم" أو "لا"، على سؤال "هل تريد إقليم كردستان والمناطق الكردية خارج إدارة الإقليم، أن تصبح دولة مستقلة؟.