في الوقت الذي أنجز فيه منفذ سلوى إجراءات 100 حاج قطري حتى ظهر أمس، تلاعب وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بالمفردات في مؤتمر صحفي أمس أكد فيه ترحيبه بالسماح للحجاج القطريين بأداء الحج، في إشارة إلى أن المملكة منعت قدومهم للحج في وقت سابق، وهذا ما لم تفعله إطلاقاً، ليصرح بالتزامن مع إنهاء منفذ سلوى لإجراءات الحجاج القطريين بأن «السلطات السعودية لم توضح آلية استقبالهم، وأنها تتحمل مسؤولية تأمينهم»، وكأن آلية استقبال الحجاج غير معروفة وغريبة على دولة جارة، وأن المملكة لم يعهد لها تأمين حجاج بيت الله الحرام. تعليقات القطريين على بادرة الملك سلمان كان خادم الحرمين الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد أمر بنقل كافة الحجاج القطريين على ضيافته من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي، كما وجه بإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل كافة الحجاج القطريين على نفقته الخاصة. وأشاد عدد من القطريين في تعليقاتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بمبادرة الملك سلمان، التي قامت بعض الحسابات المحرضة والمؤججة بالإساءة إليها وإلى حكومة المملكة، حيث قال المغرد راشد المانعة المري: «الإساءة للملك سلمان بعد مكرمته لنا يا أهل قطر لا تخدم سوى مصالحكم الشخصية دعوا الناس تؤدي فريضتها». فيما قال المغرد عزام المري: «أنا مواطن قطري وأشكر الملك سلمان.. جدتي والله مزهبة شنطتها من أسبوع وتقول سلمان ما يردنا وصار عند حسن ظنها». وقد دافع القطريون عن مبادرة الملك سلمان أمام حسابات إعلامهم المأجور وأكذوبة وزير خارجيتهم بمنع السعودية للقطريين بالحج والتشكيك في استقبالهم ومن ذلك ما نشرته صحيفة الراية القطرية حيث ذكرت على صفحتها الأولى أن السعودية تحاصر البيت الحرام. اللغط في تسييس الحج يأتي ذلك بعد أن طالب وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات، الدكتور أنور قرقاش، بكف الحكومة القطرية عن اللغط في تسييس الحج، خصوصاً بعد المبادرة الحكيمة والحليمة من المملكة العربية السعودية المتمثلة في أمر خادم الحرمين الشريفين، باستضافة الحجاج القطريين والسماح لكافة من يرغب في أداء مناسك الحج بالدخول من دون التصاريح الإلكترونية. وقال قرقاش عبر حسابه على تويتر: «تثبت السعودية كل يوم كم هي كبيرة، ولغط قطر وتسييسها للحج يجب أن ينتهي بعد مبادرة الملك سلمان الحليمة والكريمة، هناك أمور أسمى من السياسة». ترحيب بحريني أكد وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، أن قرار خادم الحرمين الشريفين بتسهيل أمور حجاج قطر إلى أبعد حد هي خطوات لم تحصل عليها أي دولة إسلامية من قبل حتى في الظروف العادية. وأضاف الوزير في حسابه الرسمي على تويتر «إن رعاية خادم الحرمين الشريفين للحجاج ومصالحهم هي مسؤولية تاريخية كبرى تولتها المملكة العربية السعودية لجميع الشعوب، ولا يطعن فيها إلا ناكر». وتابع «هذا التجني على رعاية خادم الحرمين الشريفين لحجاج العالم أجمع لا يسيء إليها ويرفضها إلا من انتهج الكذب والإساءة ومعاداة الإسلام». الشعوب ليست ضحية الخلافات السياسية أكد المحلل السياسي الدكتور عبدالمجيد الجلال في حديثه إلى «الوطن»، أن بادرة الملك سلمان باستضافة كافة المواطنين القطريين على نفقته، يعتبر تأكيداً على ألا تكون الشعوب ضحية للخلافات السياسية، مبيناً أنها بادرة فعالة، وقد تكون خطوة إيجابية نحو الحوار لإنهاء هذه الأزمة التي عصفت بالمنطقة الخليجية أكثر من شهرين. لا حجة للقطريين وعن بعض أصوات النشاز القطرية والحسابات التي تدار من قبل خلايا عزمي المطالبة بالسيادة وعدم قبول مبادرة خادم الحرمين الشريفين، أشار الجلال إلى أنه لا حجة للقطريين بعد فتح معبر سلوى البري لهم، فمن أراد الحج على نفقته الخاصة فهذا مكفول له، وعدم قبول بعضهم لمبادرة الملك سلمان يرجع إليهم، ولكن لا يكرروا مزاعم وجود التضييق عليهم. وأضاف: «على الحكومة القطرية والشعب القطري التعامل مع المبادرة بإيجابية لأن من مصلحتهم قبل كل شيء». ضربة قاصمة لحكومة الدوحة من جهته، بين المحلل والخبير السياسي خالد الزعتر أن بادرة الملك سلمان باستضافة حجاج قطر تعتبر ضربة قاصمة للحكومة القطرية وتأكيد أن الأزمة سياسية مع النظام، وليست كما يحاول نظام تميم تصويرها بأنها مع الشعب القطري. ولفت الزعتر إلى أن نظام قطر الذي اختلق أكذوبة منع السعودية للقطريين من الحج سيصبح في ورطة إذا عرقل حج القطريين، وسيدخل في مواجهة مع شعبه، وقال: «النظام في قطر تبنى خطاب المظلومية، واختلق أكذوبة منع السعودية للقطريين من الحج لكي يضمن تأييد الشعب القطري له». مغالطات المسؤول القطري السعودية لم توضح آلية استقبال الحجاج المملكة تتحمل مسؤولية تأمينهم الردود الإمارات: على قطر الكف عن اللغط في تسييس الحج البحرين: رعاية المملكة للحجاج لا يطعن فيها إلا ناكر خبراء: قرار خادم الحرمين ضربة قاصمة لحكومة الدوحة القطريون: نشكر الملك سلمان رابطة العالم الإسلامي: قرار خادم الحرمين يؤكد القيم الثابتة للمملكة أكدت رابطة العالم الإسلامي، على تقديرها لأمر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدخول الحجاج القطريين بدون تصاريح إلكترونية، واستضافتهم بالكامل على نفقته، وتوفير الاحتياجات كافة لهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، وموافقته على إرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطاري الدماموالأحساء لإركاب الحجاج القطريين كافة على نفقته الخاصة. وأشارت الرابطة في تصريح للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى بهذه المناسبة إلى أن الأمر الكريم يحمل في مضامينه دلالات تؤكد على القيم الثابتة والراسخة التي ارتكزت عليها السياسة الحكيمة للمملكة العربية السعودية، موصولة بتعزيز أواصر أخوتها الإسلامية والعربية والخليجية، مؤكدة في ذات السياق على عمق العلاقة التاريخية التي تجمع بين الشعب السعودي وشقيقه الشعب القطري. وقال الدكتور العيسى إن المملكة تترجم على الدوام بسجلها التاريخي المشرِف أُفقها الإسلامي والإنساني الواسع والحاضن، كما تُترجم من جانب آخر توصيفها السياسي الحكيم، وإدراكها الواعي أن الُّلحمة الأخوية هي في عُمق الوجدان الكبير لخادم الحرمين الشريفين، عادا التواصلَ الأخوي من الملك سلمان نحو الشعب القطري تقديراً منه لتلك الوشائج، تحفها معاني الاستضافة الخاصة في إطار مساعي ووسائط الخير التي تَسْتصحب تاريخ الشعبين الشقيقين والتعاطي الأخوي بينهما.