بينما استؤنفت صباح أمس عمليات إجلاء سكان البلدات السورية المحاصرة إلى مناطق جديدة داخل البلاد، وذلك بعد يومين من توقفها جراء التفجير الذي استهدف نقطة تبادل في حي الراشدين بريف إدلب، قالت تقارير إعلامية تركية إن أنقرة تخطط لشن 16 عملية عسكرية خلال الأيام المقبلة في الشمال السوري والعراقي، تهدف من خلالها إلى دحر خطر التنظيمات المتشددة، ومن بينها الفصائل الكردية المسلحة، مشيرة إلى أن هذه العملية جاءت بعد الانتهاء من التعديلات الدستورية التي جرت في البلاد مؤخرا. ورجحت المصادر أن العمليات التركية ستكون قاعدة انطلاقها من منطقة قرقميش غربا، إلى سليوب وشوركوفا شرقا، وستطلق على العمليات اسم «درع الفرات ودجلة»، مشيرة إلى أن نقطة الانطلاق قد تكون سنجار العراقية، باعتبار أن الميليشيات الكردية تخطط لجعلها قاعدة رئيسة لانطلاق علمياتها ضد العمق التركي. وأوضحت المصادر أن الأكراد يفضلون سنجار باعتبار أنها تتمتع بميزة الاتصال بين كردستان العراق والشريط الذي يقع تحت سيطرة الأكراد في الشمال السوري. وكانت تركيا قد نشرت آلاف العناصر والمدرعات العسكرية على الحدود الجنوبية استعدادا لتنفيذ عملية سنجار، فيما ترى أنقرة أن عملية تطهير الشريط الحدودي الجنوبي لها، يجب أن تعقبها عملية إدارة ذاتية من السكان المحليين في المنطقة. تواصل الغارات شن الطيران الحربي التابع لقوات النظام غارات متعددة في ريف حماة، أسفرت عن سقوط 9 قتلى وعشرات الجرحى من المدنيين، فيما شهدت مدينة درعا اشتباكات عنيفة بين النظام وفصائل المعارضة المسلحة وسقط على إثرها قتلى وجرحى بين الطرفين. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات التي جرت في منطقة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي أوقعت 21 مقاتلا على الأقل من المعارضة، في حين قتل نحو 7 عناصر من قوات سورية الديمقراطية إثر انفجار نفذه عناصر من تنظيم داعش في ريف الرقة. استهداف المعارضة استهدفت مقاتلات روسية وأخرى سورية مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في أرياف العاصمة دمشق وحماة وإدلب وحلب شمالي البلاد، فيما استهدف الطيران الحربي مدينة دوما المحاصرة وأسفر عن سقوط مدنيين. يأتي هذا التصعيد، بالتزامن مع تجدد هجوم قوات النظام شرق دمشق، بغية التقدم في الأحياء المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وأبرزها حيي القابون وبرزة. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت أول من أمس، مقتل أحد مستشاريها العسكريين في سورية، جراء هجوم شنه مسلحون على مواقع تابعة لقوات النظام. وأوضحت الوزارة أن الضابط القتيل كان من بين مجموعة المستشارين العسكريين القائمين على تدريب إحدى تشكلات قوات الأسد، فيما أصيب رائد روسي آخر معه بجروح أثناء المعارك. وبجسب المصادر الروسية، قتل نحو 30 جنديا روسيا في المعارك السورية منذ بدء تدخل روسيا في الأزمة في سبتمبر عام 2015، في وقت يرى مراقبون أن الخسائر قد تزيد عن التقديرات الرسمية.