قتل وجرح عشرات المدنيين بغارات مكثفة، لم يعرف ما اذا كان الطيران الروسي ام السوري شنها، على حلب وريفها ومحافظة ادلب المجاورة، في وقت تحدثت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) عن خروج «عشرات العائلات» من احياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة المعارضة عبر الممرات التي فتحها النظام السوري الى مناطق النظام غرب حلب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس: «نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدات الأتارب وكفرناها ودارة عزة وإبين بريف حلب الغربي، ومناطق أخرى في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، وقرية الكماري بريف حلب الجنوبي، ما أسفر عن استشهاد وجرح نحو 30 شخصاً في بلدة إبين بريف حلب الغربي، كما ارتفع إلى 6 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية منذ صباح اليوم (امس) على مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي». وكان «المرصد» قال: «تستمر قوات النظام مدعمة بالطائرات الحربية والمروحية وبالطائرات الروسية باستهداف المدن والبلدات والقرى السورية، بصواريخها وبراميلها وقذائفها، ومن ضمن هذه البلدات التي تعرضت للقصف المكثف المتتالي، بلدة الأتارب الواقعة في ريف حلب الغربي، والتي نفذت الطائرات الحربية فيها مجازر متتالية راح ضحيتها عشرات المواطنين المدنيين بين شهيد وجريح، حيث تمكن المرصد من توثيق استشهاد 58 مواطناً على الأقل بينهم 14 طفلاً و3 مواطنات نتيجة غارات طائرات حربية استهدفت بلدة الأتارب وأطرافها، منذ 16 تموز (يوليو)»، اضافة الى غارات على مناطق في بلدة حيان بريف حلب الشمالي «بالتزامن مع استهدافها بنحو 12 ضربة جوية لأماكن في منطقتي الشقيف وضهرة عبد ربه شمال مدينة حلب وسط اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في حي كرم الطراب بمدينة حلب، ومنطقة الشقيف وضهرة عبد ربه شمال حلب، وسط قصف طائرات حربية لمناطق الاشتباك، ومناطق أخرى في أطراف حي جمعية الزهراء والليرمون شمال حلب». وألقت مروحيات النظام السوري «البراميل المتفجرة على مناطق في حيي بعيدين والجندول شمال حلب، في حين نفذت طائرات حربية غارات على مناطق في بلدتي العيس وخان طومان ومنطقة الإيكاردا بريف حلب الجنوبي، ومناطق أخرى في بلدة كفرناها بريف حلب الغربي، وبلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي الغربي، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في بلدات خلصة وزيتان والقراصي وخان طومان بريف حلب الجنوبي، كما فتحت طائرات حربية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في منطقة الراشدين غرب حلب، وبلدة خان العسل بريف حلب الجنوبي الغربي، ولم ترد معلومات عن إصابات». وإذ اشار «المرصد» الى ان «عدداً من الأشخاص عبروا من أحياء حلب الشرقية المحاصرة من جانب قوات النظام، إلى مناطق سيطرته في أحياء حلب الغربية عبر معبر بحي صلاح الدين»، قالت «سانا» ان عشرات العائلات خرجت صباح امس عبر الممرات التى حددتها محافظة حلب لخروج الأهالي المحاصرين من قبل المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية ووصلت الى حي صلاح الدين». وأضافت الوكالة: «قام عناصر الجيش باستقبالهم ونقلهم بالتعاون مع الجهات المعنية عبر حافلات نقل الى مراكز الإقامة الموقتة». كما اشارت الوكالة الى «وصول عدد من النساء ممن تزيد أعمارهن على 40 سنة من أحياء حلب الشرقية الى حي صلاح الدين» الذي يمر فيه خط التماس بين الطرفين المتنازعين. وأفادت الوكالة ايضاً بأن مسلحين من احياء حلب الشرقية سلموا انفسهم وأسلحتهم صباح السبت للقوات السورية في حي صلاح الدين، من دون ان تشير الى عددهم. وبثت قناة الإخبارية السورية صوراً لعدد من النساء والأطفال وهم يعبرون طريقاً تحيط به ابنية مهدمة. وأعلن مركز «حميميم» الروسي لتنسيق المصالحة بين أطراف النزاع «خروج 169 مدنياً، إلى جانب تسليم 69 مسلحاً أنفسهم، عبر الممرات الإنسانية التي فتحت في حلب». وأضاف، وفق موقع «روسيا اليوم»، إنه «فتح بالتعاون مع المؤسسات الحكومية في سوريا 3 ممرات إنسانية لخروج المدنيين المحاصرين في مدينة حلب وذلك في إطار العملية الإنسانية في هذه المدنية، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية في سورية». ولفت الى أنه «جهز مراكز في الممرات الإنسانية لتقديم المساعدة الطبية الأولية، إضافة إلى وجبات الطعام الساخنة، مشيراً إلى أنه تم تقديم مساعدة طبية ل 59 شخصاً. ويتم العمل على فتح 4 ممرات إنسانية أخرى في حلب، من شأنها أن تساهم في خروج المدنيين المحاصرين من جانب المسلحين في المدنية، التي تشهد منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة». وبعد اسابيع من الغارات والحصار فتحت السلطات السورية معابر لتشجيع المدنيين والمقاتلين الراغبين في إلقاء السلاح على الخروج من القسم الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب، بهدف استعادة السيطرة على ثاني اكبر مدن سوريا. ويسعى النظام من خلال فتح هذه الممرات الإنسانية الى اخلاء الأحياء الشرقية البالغ عدد سكانها حوالى 250 الف نسمة، في سياق المعارك التي تخوضها قواته لاستعادة هذه المناطق من الفصائل المقاتلة التي تسيطر عليها منذ 2012، والسيطرة بالكامل بالتالي على ثاني اكبر مدن سورية. وقدم فتح المعابر الذي اعلنته روسيا على انه لهدف «انساني» وهو ما تشكك فيه المعارضة ومحللون. وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية. ويرى محللون ان خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولاًًً في مسار الحرب التي اودت منذ منتصف آذار (مارس) بحياة اكثر من 280 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية. في ادلب المجاورة، قال «المرصد» ان طائرات حربية «شنت غارات على مناطق في بلدة كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي الغربي، وأنباء عن سقوط جرحى، كما انفجرت عبوة ناسفة قرب قرية خيارة بريف إدلب الشرقي»، في وقت قتل اربعة بينهم مواطنتان وسقط عدد من الجرحى، نتيجة قصف طائرات حربية لمناطق في بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي بالتزامن مع قصف أطراف بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، كذلك قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس، مناطق في مدينة خان شيخون وبلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي. وفي هذا السياق، اعلنت «منظمة إنقاذ الطفولة» أن مستشفى ولادة بمحافظة إدلب تعرّض لأضرار بالغة الجمعة بعد أن أُصيب بقصف مباشر. وفيما لم تحدد المنظمة من هي الجهة التي قصفت المستشفى، قالت ناطقة باسم المنظمة إن «عدد ضحايا القصف لم يُعرف بعد، وأضافت أن هذا هو مستشفى الولادة الوحيد في بلدة كفر تخاريم وأنه يستقبل 1300 امرأة وطفل شهريًّا وأنه أجرى نحو 340 عملية ولادة الشهر الماضي». وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة ان «المنظمات الدولية تتجنب الإشارة إلى روسيا وقوات الأسد في شكل مباشر عند الحديث عن استهداف سلاح الطيران للمنشآت المدنية، على رغم أنهما الجهتان الوحيدتان المسؤولتان عن ذلك». في اللاذقية، نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدة كنسبا ومحيطها بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على محاور في البلدة «بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام من جهة ثانية في محاور بجبل الأكراد»، وفق «المرصد». في الوسط، قال «المرصد»: «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أطراف بلدتي اللطامنة ومورك بريف حماة الشمالي» في وقت «جددت طائرات حربية قصفها مناطق في مدينة الرستن ومحيطها بريف حمص الشمالي، ما أدى إلى استشهاد طفل وسقوط جرحى، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، ما أدى إلى أضرار مادية، كما تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى في محيط منطقة الصوامع بريف حمص الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما قصفت طائرات حربية مناطق في قرية ام شرشوح بريف حمص الشمالي». في الجنوب، قال «المرصد» ان قوات النظام «فصفت مناطق في سهول بلدة زاكية بريف دمشق الغربي، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و»حزب الله» اللبناني والمسلحين الموالين لها من طرف، وجيش الإسلام من طرف آخر، إثر هجوم عنيف لقوات النظام على أطراف بلدة البحارية، بالتزامن مع قصف عنيف ومكثف لقوات النظام يستهدف تمركزات جيش الإسلام، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة دوما بغوطة دمشقالشرقية، ولا معلومات عن خسائر بشرية، فيما وردت أنباء عن سقوط طائرة عسكرية في سماء منطقة القلمون الشرقي، ومقتل طاقمها نتيجة السقوط».