أدى القصف الروسي المتواصل على ريف حلب الشمالي إلى تهجير عدد كبير من سكان مدينتي تل رفعت ومارع، أبرز معاقل المعارضة السورية المسلحة في شمال سوريا، بينما تقدمت قوات سوريا الديمقراطية الكردية جنوبي إعزاز وتصدت المعارضة لهجوم لها في المدينةغرد النص عبر تويتر. وقال المجلس المحلي لتل رفعت -أكبر معاقل المعارضة في ريف حلب- إن القصف الروسي أدى إلى تهجير نحو خمسين ألفا من سكان تل رفعت، وذكر المراسل أن المدينة خلت من سكانها ما عدا بضع مئات. وأعلن المجلس المدينة منكوبة بفعل القصف الروسي، ورصدت كاميرا الجزيرة جانبا من الدمار الناتج عن هذا القصف. وقد آثر بعض السكان البقاء في منازلهم رغم شراسة القصف على مناطقهم، بسبب سوء الأوضاع في المخيمات. تقدم الأكراد وفي ريف حلب الشمالي أيضا، قال مراسل الجزيرة أمير العباد إن مقاتلي جيش الثوار التابع لقوات سوريا الديمقراطية تمكنوا الأحد من السيطرة على قرية عين دقنة، وهي المدخل الجنوبي لمدينة إعزاز، وقطعوا بالتالي الطريق بين إعزار وتل رفعت التي تعد المعقل الرئيسي للمعارضة السورية المسلحة في شمال البلاد. وأضاف المراسل أنه بقيت ثلاث مدن رئيسية بيد المعارضة، وهي تل رفعت التي تتعرض منذ السبت لعشرات الغارات الروسية، ومدينة مارع وهي جبهة قتال بين المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية، ومدينة إعزاز وهي البوابة الرئيسية للمعارضة باتجاه تركيا. وأشار إلى أن القصف الروسي طال أيضا مدينة حلب، إذ قتل وجرح العشرات -بينهم أطفال- في غارات روسية استهدفت حي القاطرجي بمدينة حلب. وذكرت وكالة الأناضول أن فصائل المعارضة السورية تصدت الأحد لهجوم عنيف شنته وحدات حماية الشعب الكردية على مدينة تل رفعت الواقعة جنوب إعزاز. تل رفعت وأوضحت مصادر في المعارضة للوكالة أن الوحدات الكردية هاجمت فجر الأحد الجهة الغربية من المدينة، بعد تمهيد جوي روسي استمر طيلة الليل، وتمكنت من الدخول إلى عدد من البيوت، إلا أن قوات المعارضة شنت هجوما معاكسا انتهى بإخراج مقاتلي الوحدات من المدينة، وقتلت ما لا يقل عن عشرة منهم وجرحت العشرات. وتشن وحدات حماية الشعب منذ الأسبوع الماضي هجوما واسعا على مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي بمساندة جوية روسية، سيطرت خلالها على عدد من القرى ومطار منغ العسكري. ويتزامن ذلك مع هجوم شنته قوات النظام والمليشيات الشيعية على القسم الجنوبي من الريف الشمالي، حيث تمكنت من فصل مدينة حلب عن ريفها الشمالي. وذكر مراسل الجزيرة أمير العباد أن قوات النظام وسوريا الديمقراطية تتجاور في القتال بريف حلب الشمالي، إذ سيطرت الأخيرة على 15 كلم من الطريق الدولي بين غازي عنتاب وسوريا، وهي باتت على مشارف إعزاز. خطط النظام ويحاول جيش النظام السوري التقدم باتجاه كفر ناية وهي ربما آخر الأهداف التي يحاول بلوغها، وبعدها يلتقي بقوات سوريا الديمقراطية. ويسعى النظام للسيطرة على عندان وحيان حيث شن عليهما عشرات الغارات، وهما من المراكز الرئيسية للمعارضة في ريف حلب الشمالي. وفي سياق متصل، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 350 من مقاتلي فصيل فيلق الشام انتقلوا من منطقة إدلب إلى الأراضي التركية ليدخلوا مجددا إلى سوريا عبر معبر باب السلامة للمشاركة في القتال دفاعا عن مدينتي تل رفعت وإعزاز. وذكرت وكالة رويترز نقلا عن المرصد أنه تم تسجيل ضربات جوية من طائرات يعتقد أنها روسية في مناطق شرقي دمشق وشمالي حمص وفي محافظة درعا جنوبيسوريا. هجوم في داريا وقالت وكالة الأناضول إن مسلحي المعارضة تصدوا الأحد لهجوم واسع شنته قوات النظام السوري والمليشيات الشيعية على مدينة داريا المحاصرة غرب دمشق. وأضاف مركز داريا الإعلامي أن طائرات استطلاع روسية حلقت في سماء المدينة لساعات قبل بدء الهجوم، وتلا ذلك تمهيد بعشرات القذائف الصاروخية والبراميل المتفجرة، لتتقدم بعدها قوات النظام باستخدام الدبابات وكاسحات الألغام من الجهة الشمالية للمدينة.