تصاعدت وتيرة الخلافات بين حليفي الانقلاب على الشرعية الدستورية في اليمن، ووصلت إلى أعلى ذروتها بعد طلب قيادي موال للمخلوع بمقاضاة زعيم الميليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي بدعوى التحريض على الفتنة والاقتتال. واتهم القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الدكتور عادل شجاع الدين، زعيم التمرد الحوثي، ب «ممارسة العنف، وإثارة الفتنة المذهبية، والدعوة إلى تصفية معارضيه»، محذرا من «مجازر نازية» على يد الحوثيين، وحروب داخلية تهدر دم اليمنيين، فيما طالب بوضع حد للخطابات العنصرية. إذكاء الكراهية قال شجاع الدين في بلاغ رسمي رفعه إلى النائب العام بالعاصمة صنعاء، أمس، «الخطاب الأخير للحوثي فعل من أفعال التمييز العنصري، وإشعال لنيران الكراهية والحقد العنصري والتمييز المذهبي، ولم يكتف الحوثي بذلك، بل حاول أن يستخدم الدين كأداة للتفرقة وتعميق روح الكراهية في انتقاص سافر لحقوق اليمنيين، زاعما أن المشكلة في اليمن ليست سياسية، بل دينية، كما حاول استخدام الدين لبث روح العنصرية». وأشار إلى أن الحوثي وجه الموالين له بالتصفية المباشرة لكل معارضيه، في سابقة قد تؤسس لمرحلة جديدة من العنف، والكراهية، والتمييز العنصري، والإقصاء، والتمييز، محذرا في السياق ذاته من أن التغاضي عن خطابات الحوثي سيبيح دم فئات كبيرة من الشعب اليمني، وسيجعل الجميع أمام مجازر أفظع من مجازر النازية نفسها، مؤكدا أن ذلك الخطاب يدعو إلى هدر دماء اليمنيين واستمرار الحرب، دون أن يأبه لحياة اليمنيين أو حريتهم في اختيار مستقبلهم. تزايد الخلافات كشف مصدر في الميليشيات التابعة للمخلوع صالح، قبل أسابيع أن ميليشيات الحوثي هددت باغتيال المخلوع، حال تخاذل عن حماية العاصمة صنعاء من قوات الجيش الوطني التي تفرض حصارا خانقا عليها، وتوشك على استعادتها من قبضة الانقلابيين، كما أكد أن المخلوع شكا في وقت سابق من انتهاكات يتعرض لها الوزراء الموالون له في حكومة الانقلابيين، وصلت حد الاعتداء والإهانة المباشرة، إضافة إلى منعه من اعتلاء منصة ميدان السبعين بصنعاء، خلال مهرجان جماهيري للانقلابيين الأسبوع الماضي. وتأتي هذه الخلافات وسط هزائم كبيرة تمنى بها الميليشيات الانقلابية في مختلف جبهات القتال مع الجيش الوطني المسنود بقوات التحالف العربي بقيادة المملكة، خصوصا في جبهة نهم، المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء، مما ينذر بانهيار الميليشيات واقتراب موعد إنهاء الانقلاب الممتد منذ عامين.