خلص تقرير استقصائي أجرته "الوطن" عن الزحام والاختناقات المرورية التي تشهدها شوارع مدينة الرياض حاليا، بعد عودة نحو 3 ملايين و500 ألف شخص من المنشغلين والطلاب لأعمالهم ومدارسهم، بعد الإجازة الصيفية، لنتيجة تفيد بأن متوسط معدل الوقت الذي يهدره كل موظف في العاصمة خلف مقود مركبته أثناء رحلتي الذهاب والإياب لأعماله تتجاوز الساعتين تقريبا في اليوم الواحد، وبواقع 18.75 يوما تقريبا خلال السنة. الرقم المستخلص تم بعد رصد شهادات لنحو 200 موظف يعملون في الرياض، بينهم موظفون حكوميون وموظفو قطاع خاص، وطلاب جامعات، وسائقو سيارات أجرة. 3 ساعات يوميا يقول فهد العامري "أنا موظف حكومي يقع مقر عملي وسط الرياض بينما أسكن بحي العريجا جنوب غرب الرياض، ويستغرق ذهابي للعمل والعودة منه للمنزل قرابة ساعتين يوميا على أقل تقدير في حالات الازدحام الاعتيادية، بينما أحتاج إلى أكثر من 3 ساعات في حال حدوث أمر غير معتاد كوجود حادث سير في الطريق أو أعمال صيانة، أي أنني أهدر أكثر من 25 ساعة على مدار أسبوع عمل. لا مفر من الاختناقات المرورية أما خالد الحسين طالب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فقال "أسكن مع عائلتي في حي الدار البيضاءجنوبالرياض، فيما يقع مقر الجامعة في الجهة المعاكسة تماماً في شمال المدينة، ولا يوجد سوى طريقين يمكنني سلوكهما للوصول للجامعة "الدائري الشرقي أو طريق الملك فهد"، وهما خياران الأفضل بينهما مختنق"، حيث يشهد الطريقان زحاما شديدا واختناقات مرورية يومية. وأضاف الحسين "المعدل اليومي الذي أستغرقه في الذهاب للجامعة والعودة منها للمنزل لا يقل عن ساعتين ونصف الساعة يوميا بسبب الزحام، كما أحتاج في بعض الأحيان إلى نصف ساعة للعثور على موقف للسيارة في مواقف الجامعة، مما يضطرني للاستيقاظ مبكراً قبل الموعد المحدد لمحاضراتي الجامعية بأكثر من 3 ساعات، حتى لا أفوت حضور المحاضرة الأولى في وقتها المحدد، فيما أحتاج إلى ساعة أو ساعتين للتنقل في الشوارع يوميا لقضاء حوائجي والزيارات الاجتماعية للأقارب والأصدقاء القاطنين في أحياء متفرقة من الرياض". التأخر عن العمل أوضح بدر العنزي موظف تقني في وزارة الإعلام أنه يحتاج إلى قرابة ساعة إلى ساعة ونصف يوميا للذهاب للعمل، ومدة مماثلة للعودة من العمل للمنزل، بمعدل لا يقل عن ساعتين ونصف يوميا، حيث يقع مقر سكنه في حي النظيم أقصى شرق الرياض ويشهد الطريق الموصل لعمله ازدحاما شديدا وتعطلا لحركة السير بشكل يومي، ودائماً ما يقع في حرج كبير مع مديريه في العمل بسبب تأخره وعدم تمكنه من الوصول للعمل في الموعد المحدد، كون طبيعة عمله ترتبط بمواعيد بث برامج دقيقة لا تحتمل التأخير بأي حال من الأحوال. وبين أنه وضع لنفسه برنامجا يوميا مرهقا لمواجهة زحام الشوارع، واجتناب الحرج الناجم عن تأخره عن وقت الدوام، وهو أشبه ما يكون سباقا مع زحام الشوارع، إذ يستيقظ فجراً لأداء صلاة الفجر ولا يعاود النوم، بل يتحرك بعد أداء الصلاة مباشرة للوصول إلى مقر العمل قبل ساعتين تقريبا يقضيهما بدون أداء أي مهام وظيفية لعدم وصول باقي فريق العمل، مشيرا إلى أن ذلك أهون عليه من الوقوع في زحام شوارع الرياض وبدء يوم العمل بمزاج متعكر يؤثر على أدائه الوظيفي. 12 ساعة عمل قدر فيصل العقاري "موظف" الوقت المهدر خلال ذهابه للعمل والعودة منه بمعدل ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميا، مضيفا أن يوم العمل لموظف القطاع الخاص يصل إلى 11 أو 12 ساعة تقريبا، وليس 8 ساعات فقط، مبرراً ذلك أنه يوجد في الشركة التي يعمل فيها فترة راحة للغداء قدرها ساعة، إضافة إلى ساعتين أو ثلاث تهدر بسبب زحام الشوارع. ذروة في كل الأوقات قال عبدالرزاق الرويلي سائق سيارة أجرة "التنقل في شوارع الرياض أصبح مهمة شاقة ومرهقة جداً، فالوقت الذي كنا نحتاجه لإيصال زبون سابقاً، نحتاج ضعفه مرتين أو ثلاث حالياً، كما أنه لم يعد هناك ساعات للذروة فقد أصبح ازدحام شوارع الرياض في الذروة معظم الأوقات، ومعظم الطرق الرئيسية مزدحمة فليس هناك مهرب أو مناص من الوقوع في الاختناقات المرورية اليومية".