المربع الجديد يستعرض آفاق الابتكار الحضري المستدام في المؤتمر العالمي للمدن الذكية    "سلمان للإغاثة" يوزع 2.459 كرتون تمر في مديرية الوادي بمحافظة مأرب    أمير القصيم يرعى حفل تدشين 52 مشروعا صحيا بالمنطقة بتكلفة بلغت 456 مليون ريال    فقيه للرعاية الصحية تحقق 195.3 مليون ريال صافي ربح في أول 9 أشهر من 2024 بنسبة نمو 49%    القبض على يمني لتهريبه (170) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    حاكم الشارقة يفتتح الدورة ال 43 من معرض الشارقةالدولي للكتاب    البنك الأهلي السعودي يطلق محفظة تمويلية بقيمة 3 مليارات ريال خلال بيبان24    الأمير محمد بن عبدالعزيز يدشّن فعاليات مهرجان شتاء جازان 2025    بانسجام عالمي.. السعودية ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها    إيلون ماسك يحصل على "مفتاح البيت الأبيض" كيف سيستفيد من نفوذه؟    "البحر الأحمر السينمائي الدولي" يكشف عن أفلام "روائع عربية" للعام 2024    "ماونتن ڤيو " المصرية تدخل السوق العقاري السعودي بالشراكة مع "مايا العقارية ".. وتستعد لإطلاق أول مشاريعها في الرياض    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    أمير منطقة الباحة يستقبل الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    «الإحصاء»: ارتفاع عدد ركاب السكك الحديدية 33% والنقل العام 176%    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    الذهب يقترب من أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    المريد ماذا يريد؟    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    صمت وحزن في معسكر هاريس.. وتبخر حلم الديمقراطيين    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    قصص مرعبة بسبب المقالي الهوائية تثير قلق بريطانيا    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    اللسان العربي في خطر    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التعاون يتغلب على ألتين أسير    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    التعاطي مع الواقع    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    العين الإماراتي يقيل كريسبو    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القطارات الحديثة مشاريع عاجلة للحد من الاختناقات المرورية
نشر في اليوم يوم 23 - 06 - 2011

لا يخفى الازدحام المروري في شوارع مدن وأحياء كل من الرياض وجدة والدمام وبعض المدن الأخرى حيث أصبحت مشكلة تمثل معاناة يومية لسكان هذه المدن ، فإنه لا حديث في هذه المدن سوى عن الازدحام والتأخير عن العمل و ضيق الشوارع و الطرق وفوق ذلك ازدياد النمو السكاني فيها ، الكثير من مدن العالم سارعت إلى إنشاء أنواع المواصلات الجماعية و عمدت إلى تطويرها فاستطاعت تحقيق النتائج بإيجابية على صعيد التخفيف من التكدس والاختناقات المرورية وما يصاحبها من تبعات ليس آخرها التأخير و إهدار الوقت في مشاوير العمل و غيرها .
المقارنة بالمدن السعودية تختلف جذريا ونحن نفترض البدائل بوجود 10 ملايين سيارة أو ضعفها تتحرك في شرايين الطرق ، و المشهد غني عن الوصف في توضيح حجم الازدحام وما ينتج عنه من أزمات متعددة و بشكل خاص في ساعات الذروة.
الحقيل: خدمة النقل بالسكك الحديدية لن تكون مجدية طالما بقيت في نطاق معيّن داخل المملكة
مقترحات القطارات داخل المدن هي أحد الحلول لفك الاختناقات ، فإنها تأتي استشرافا لواجهة المستقبل بمشاريع فرضت وجودها كاحتياج مرحلي يضاف إلى ملامح التنمية الشاملة في هذا المرفق الحيوي الهام ، وسط تطلعات إلى التعايش الحضاري وسائليا ، وفقا إلى ما يتوقع أن تنعكس به وسائط النقل و المواصلات البديلة من تخفيف لوطأة الازدحام الذي يكتم أنفاس الشوارع بأرتال السيارات المتزايدة والتي أصبحت عبئا غير مستوعب مكانيا في الخارطة بهذه الأضعاف داخل المدن بشكل خاص، إضافة إلى تبعات سلبية في عوادمها وصعوبة المواقف والحوادث المرورية.
وأن من يفكر بالانتقال من موقع إلى آخر في أقرب مسافة ، يحسب الوقت زيادة نصف ساعة في الحد الأدنى و أكثر عند التفكير بالذهاب إلى مقر العمل أو الدراسة، وهذا يعني ساعة و نصفا في المشوار أثناء الانتقال و العودة، و يعود إلى حسابات الوقت المهدر في شوارع المدن، فأنت بحاجة إلى ساعة لقطع المسافة بالسيارة من وسط الرياض إلى شرقها أو شمالها ، وقريبا من ذلك ما بين الدمام إلى الخبر ومن القطيف إلى الدمام.
في البداية يقول معالي رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبد العزيز الحقيل ، أن خدمة النقل بالسكك الحديدية لن تكون مجدية طالما بقيت محصورة في نطاق معيّن داخل المملكة و لن يبرز دورها الفعلي إلا إذا انتشرت عبر شبكة متكاملة تربط المدن ببعضها و تخدم التجمّعات السكانية الرئيسية بالموانئ و المدن الاقتصادية في مختلف مناطق المملكة، مشيرا إلى أن مشاريع كبيرة لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية تم إطلاقها مؤخراً.
وأضاف أن العالم ينظر إلى النقل بالقطارات باعتبارها واحدة من أهم دعائم التنمية الاقتصادية وهي إن كانت الأكبر في منطقة الشرق الأوسط ، إلا أن حجم السكك الحديدية بالمملكة لا يتناسب مع هذا الحجم وهذه المكانة، ولا مع النمو السريع و الواعد.
لذلك فقد أدركت الدولة أهمية تعزيز شبكة السكك الحديدية لتتناغم مع النمو والتطوير الشامل الذي تشهده المملكة في كافة المجالات، ولتكون داعماً حقيقياً لجميع المجالات.
وفي هذا الإطار جاءت مجموعة من الخطوات التطويرية، بعضها على شكل مشروعات توسعية تشمل ربط شرق المملكة بغربها، و شمالها بوسطها، وربط الحرمين الشريفين مروراً بما بينهما، إضافة إلى ربط المنطقة الغربية بالجنوبية، ومن بين الخطوات التطويرية العمل على تخصيص المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، وفتح الباب للاستثمار الوطني والأجنبي فيها، بما يدعم دورها و يعزز نجاحها.مؤكدا على جدية العمل على إنفاذ الرؤية الاستراتيجية الحكيمة لقطاع النقل الحديدي، بالاستفادة من كل الوسائل . و بين أن الإنجازات بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، شكّلت النقلة في تجربة الخطوط الحديدية، فكانت بهذا العهد الزاهر أهم انطلاقة على مستوى التنظيم والتطوير و التوسعة ، و ذلك باهتمام من القيادة في وضع الأسس التي تمهّد لانطلاقة صحيحة لهذا النشاط الكبير في حجمه ، الفعّال في دوره، المهم في نتائجه وآثاره، حيث كانت الخطوات محوراً لعدد من القرارات الصادرة من المقام السامي التي تتلخص أهدافها في تنظيم نشاط النقل بالخطوط الحديدية والإشراف على سلامة تشغيله، وشمولية خدماته.
خدمة النقل بالسكك الحديدية لن تكون مجدية طالما بقيت محصورة في نطاق معيّن داخل المملكة
و أشار إلى أن ما حظي به مشروع قطار الحرمين السريع ، باهتمام شخصي من الملك المفدى كونه من أهم مشاريع السكك الحديدية في المملكة ، حيث تم خلال فترة وجيزة جداً تم توقيع مجموعة من العقود الخاصة بتنفيذ المشروع وفق أعلى المواصفات و المقاييس المتبعة دولياً. خاصة و ما ينتظر له في أن يلعب دوراً مهماً لتنشيط حركة النقل بين المدينتين المقدّستين مكة و المدينة مروراً بمحافظة جدة ، و بقطارات عالية السرعة ذات تصاميم متطوّرة وتعمل بأحدث التقنيات في الدول المتقدمة.
و كانت وزارة النقل انتهت من وضع استراتيجية خدمة النقل العام في مناطق المملكة، بإقرار المخططات العامة لمواقع و محطات و نقاط سير مشاريع القطارات الخفيفة و الحافلات داخل المدن الرئيسية بالتنسيق مع أمانات المناطق و المدن ، و مديريات المرور، والجهات ذات الاختصاص. وروعي في ذلك احتياجات كل مدينة ووسيلة النقل المناسبة لها بحسب المحاور الداخلية، سواء كانت قطارات خفيفة أو حافلات.
مكة والمدينة
وأوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار ، أن مدينة مكة أصبحت أول مدينة يدخل القطار فيها كوسيلة للنقل العام بعد تشغيل قطار المشاعر في موسم حج هذا العام ، و أن مشروع قطار الحرمين سيدخل الخدمة في النقل في العام 1433 ه ، و ستكون حاجة مكة إلى شبكة قطارات سريعة داخل المدينة لتتواءم مع مشروعي قطار المشاعر وقطار الحرمين ، مبينا أن المرحلة الأولى من إنشاء الشبكة الداخلية تشمل ربط قطار المشاعر بقطار الحرمين مرورا بالمسجد الحرام ، و ربط الجهتين الشمالية و الشرقية في المنطقة المركزية بطول 12 كيلو مترا، وسيتم تنفيذ المشروع حال اعتماده في مدة زمنية لا تتجاوز العامين ونصف العام، لافتاً إلى أن تنفيذ هذا المشروع يأتي بالتوازن مع المشاريع التي يجرى تنفيذها في العاصمة المقدسة، كما أنه سيتطلب نزع عقارات و من ثم إزالتها و تم رصد ملياري ريال لنزع الملكيات و تعويض ملاكها ، حيث سيتم إنشاء أربع محطات لشبكة القطارات داخل مدينة مكة المكرمة إلى جانب محطات قطار المشاعر و قطار الحرمين ، و تبلغ تكلفة المرحلة الأولى من الشبكة الداخلية لمشروع قطار مكة تبلغ 8 مليارات ريال . و تعد محطات قطار الحرمين ، من أحد أهم مشاريع البنية التحتية في المملكة حيث ستكون نقاط ارتكاز لمشروع قطار الحرمين السريع الذي سيربط بين مكة و المدينة مروراً بجدة و مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ بطول 444 كم . و من المتوقع الانتهاء من المشروع في نهاية عام 2012 . و تصل سرعة قطار الحرمين الكهربائي ل 300 كيلومتر في الساعة، بحيث تستغرق المسافة بين مكة والمدينة ساعتين ، و من المتوقع أن يخدم المشروع 3 ملايين مسافر في السنة بما فيهم الحجاج و المعتمرين .
المنطقة الشرقية
أمانة الشرقية و الجهات الهندسية في الدمام ، أكدت على أن النظرة لما هو قادم في المنطقة الشرقية تتجه بثقة نحو الأخذ بالأفكار الخاصة بمشاريع النقل العام ، و تمت مناقشتها في ضوء الدراسة المقدمة لوزارة النقل و شملت عددا من المقترحات لربط حاضرة الدمام بالقطارات السريعة ، بمتابعة من المجلس البلدي و تناولت الدراسة جوانب أهمية إنشاء القطار المعلق المزمع تنفيذه لربط مدن حاضرة الدمام بعضها البعض ، باعتبارها خطوة مطلوبة عاجلا لمعالجة ظاهرة الازدحام المروري في المقام الأول ، و الحد من التلوث وأيضا توفير بدائل نقل سريعة وعملية .
ومن خلال مجموعة اقتراحات المجلس البلدي ، ركزت الدراسة على نقاط هامة في تحديد التصور لخارطة النقل بقطارات سريعة و من النوع الخفيف مناسبة لجميع المواقع المقترحة و شاملة لحاضرة الدمام . و كانت أمانة المنطقة الشرقية من خلال ورش العمل الخاصة بتطوير خدمات نظم النقل العام استعرضت البدائل بالتنسيق و التكامل بينها و بين خدمات النقل الأخرى و البيئة الحضرية من ناحية الحلول للربط بالمشروع ما بين الدمام, والظهران, والخبر, والقطيف, وتقديم الطلب الحالي والمستقبلي لخدمة النقل في المدن الأربع ووضع خطة تطوير استراتيجية للمدن وحلول قصيرة و بعيدة المدى للتعامل مع النقل العام لخدمة السكان و السياح طوال العام , بالإضافة إلى تطوير الخطط التشغيلية للنظام المقترح بوسائطه المختلفة ، و المنهجية المتبعة في تطوير الطلب على النقل اعتماداً على استراتيجيات نموذج تخطيط النقل ذات المراحل الأربع و هي توليد و توزيع و اختيار الأنماط و تخصيص المرور , و استعراض العديد من المقترحات لنظام النقل من خطوط حافلات مع خط للقطار , وخط حافلات مع خط قطار خفيف بحيث يخدم القطار داخل وبين المدن, و خط حافلات مع ثلاثة خطوط قطار خفيف تخدم داخل و خارج المدن .

مواطنون يطالبون بإنشاء قطارات أرضية أسوة بالمدن العالمية
طالب عدد من سكان المدن الرئيسية بالمملكة بضرورة الإسراع في تنفيذ شبكة القطارات داخل المدن، بهدف الحد من الزحام وتسهيل الحركة المروية، ومن خلال استطلاع آراء المواطنين وتوقعاتهم لما هو قادم، اتفق الغالبية على ما يسببه الازدحام من إزعاج وضجر بين الجميع، حيث يراود الكثيرين منهم الحلم بخطوات عملية سريعة في قطارات خفيفة داخل المدن، مؤكدين أنه الحل الأمثل للخروج من مشكلة الاختناقات المرورية، واعتبار هذه الوسيلة الخيار الأنسب في ظروفنا المدنية المختلفة من تضاعف أعداد السكان وبالتالي اعتمادهم على السيارات في تنقلاتهم.


أنفاق السيارات الأرضية لم تنجح في حل الازدحامات المرورية
وفي البداية قال أحمد الناصر: إن مشروعات قطارات المدن ، ستكون واقعا في القريب العاجل إذا وجدت المقترحات والدراسات المعلنة طريقها من التنظير والمناقشة في أروقة المكاتب والاجتماعات ، ولأنها ضرورة معاصرة واحتياج في الحاضر والمستقبل ، فإن الأمل في اعطائها صفة الجدية بالتنفيذ كما هو في مشروع قطار الحرمين ، يضيف بأن دولا أقل في الإمكانيات والموارد لجأت للقطارات وتخلصت من الازدحامات المرورية ، وفي مدننا بات من المؤكد أن احتياجنا يفرض البدء بخطوات عاجلة قبل أن تمضي سنوات أخرى، وإن كانت حلما في نظر البعض فإنه ليس بالمستحيل خاصة في المقارنة بالآخرين ، ولمن يعيش معانات النقل بالسيارات الخاصة بشكل يومي ، مثل هذه التطلعات التي ترافق الحلم بالخروج من عنق الزجاجة في كل مشوار وهي معاناة مشتركة لا يسلم منها أحد وتستحق التوقف عندها والتفكر فيها، فنحن مشتركين في معايشة الوضع اضطرارا مع الزحام المروري ونعرف بأن المعاناة سوف تتضاعف مستقبلا ، ومن يستغرق مشواره إلى عمله ساعة قد يحتاج إلى ساعتين ومثلها في العودة وذلك يعني بإضافة ساعات العمل بأنه سوف يعود للنوم مرهقا 6 ساعات فقط بعد عناء مشاوير التعب !!
أما بوجود وسيلة مواصلات أخرى غير السيارة ، فهي أقل تكلفة وأيسر من عناء القيادة واختصار الوقت ، هو ما نحتاجه بالفعل ليتيسر لنا وقت للإنتاج العملي بدون التأثير المزعج في الطرق المزدحمة وبكل ما فيها من مصادر تبعث على القلق والتوتر ، نعم هو حلم يفكر به الأغلبية في مقارنة الوضع بالمدن العالمية التي تتنوع بها القطارات المعلقة وعبر الأنفاق.
أهمية إنشاء قطارات تحت الأرض لتخفيف الزحام بعد فشل مشروعات أنفاق السيارات
ويتساءل جعفر الهارون ، عن إمكانية القطارات تحت الأرض (Subway Trains) ، فيقول بأنه قد لا توجد صعوبة ونحن لدينا مشروعات أنفاق للسيارات كمثال ولم تنجح كثيرا في القضاء على الزحمة المرورية في المدن الكبرى ، والاستفادة منها على المدى البعيد سوف تكون متحققة بإذن الله لأن معدلات النمو تتسارع ، ناهيك عن التكلفة الأقل واقتصادية استهلاك الوقود ، والأهم برأيي الوصول السريع اختصارا لما يحدث بالسيارة . ويشير عبدالله يسلم مروان إلى أن الاختناقات المرورية في شوارع المدن يتفاقم بشكل مقلق ، دون أن تلوح في الأفق القريب والبعيد إمكانية المزيد من توسعة الطرق بما فيها من أنفاق وجسور ، وهو ما يعد مؤشرا قويا باحتمال مواجهة مشكلة لا يستهان بها خاصة إذا أخذ في الاعتبار النمو السكاني الذي وصف بأنه الأعلى في المعدلات العالمية ، أيضا فإنه لا مجال لإغفال مشكلة تعقيدات تخطيط المدن فمعظم الشوارع لم تأخذ في الحسبان هذه الزيادة والتطور وحقيقة الهجرة المضاعفة إلى المدن ، وهي عوامل لها ظروفها السابقة في غياب التخطيط الاستراتيجي والذي ارتجل التنفيذ قبل حوالي 3 عقود تقريبا وفقا إلى حلول آنية ، وبالتالي فلم يؤخذ في الاعتبار توقعات الطفرة في جوانب عدة كالنمو السكاني والظروف الاقتصادية المتنامية بسرعة عالية وبانعكاساتها في الحراك العام داخل المدن وفي كل المجالات . وعند الأخذ بهذه الرؤية في احتمالات بعض التأثير السلبي بوجود صعوبات النقل فإنه من الطبيعي القول بضرورة الإقدام على مشروعات عاجلة في تأمين وسائل نقل جماعي بين نقاط حيوية داخل المدن ، والتصور في ذلك ليس غائبا عن جهات التخطيط ، فمن المقترحات في مشاريع المواصلات بالقطارات وهو شأن لجأت إليه دول عديدة ، بأن تحدد المسارات من وإلى المناطق الحيوية كمراكز الأعمال والشركات والدوائر الحكومية والجامعات والشواطئ والأسواق المركزية ، ومن الطبيعي أن نتوقع في البداية صعوبة في الإقبال ، فهي مسألة وقت ومرحلة آنية ثم يساعد الوعي بأهمية هذه البدائل في اختيارها ومن ثم تحقيق الهدف من وجودها على مختلف الأصعدة .
يؤكد على مسفر السبهان أن سكان المدن مثل الرياض والدمام والخبر وجدة يعانون من الزحمة المرورية أكثر من أي شيء آخر ، فلابد من الحلول الإستراتيجية لمواجهتها ، و الأمل بأن تبدأ مشروعات النقل بالقطارات المناسبة ، وأن تكون سريعة اختصارا للوقت الذي يذهب سدى في المشاوير المتكررة يوميا بما تسببه من إزعاج وتوتر وسط ضجيج السيارات ، فهو تطلع المواطنين دون شك ، لأن الايجابيات كبيرة جدا ، وبالمقارنة فإن الكثيرين يستخدمون القطارات في النقل خارج المملكة فلا توجد معوقات في تقبل هذا الاختيار خاصة عندما تنفذ لدينا بمواصفات حديثة وهو اتجاه الجهات المسئولة التي أصبحت مقتنعة بالجدوى من ذلك ، والفرص المتاحة بالأخذ بالأفضل والأحدث ومن حيث انتهى الآخرون في تجاربهم . والذي يمكن إضافته من وجهة نظري أن النقل الجماعي بالوسائل المقترحة هو ما عمدت إليه الدول المتقدمة للتخلص من مشكلات الازدحام المروري وهي حلول جذرية مناسبة لمدننا بإنشاء قطارات الترام المعلقة وقطارات السبواي (تحت الأرض) وغيرها من شبكة خطوط القطارات السريعة.

خبير يؤكد على سرعة إيجاد قطارات بين المدن
الباحث في جغرافية النقل يوسف عبدالرحمن، يؤكد على ضرورة الإسراع في خطوات بدائل كالقطارات داخل المدن و فيما بينها ، خصوصا إذا قورن ذلك بإنشاء خطوط السكك الحديدية في المملكة قبل أكثر من نصف قرن، وظلت خدماتها متواضعة ومحدودة إلى أن نصل اليوم إلى مستجدات تتغير فيها هذه الاحتياجات بتعددية وسائل النقل، سواء في التخفيف من الازدحام والضغط المروري في الشوارع أو في البعد الاقتصادي كاستثمارات متوقعة وعوائدها الحتمية في النمو الاقتصادي والحراك الاجتماعي في توقعات إحصائية موثقة للجدوى في كل الاتجاهات. أيضا فانه عند النظر إلى التوقعات في أن يبلغ عدد سكان المملكة 40 مليون نسمة بعد 10 أعوام، فإن الصورة سوف تكون أصعب كثيرا من حيث الضغط داخل المدن في مجال النقل بشكل خاص، علاوة على أن ربط السكك الحديدية بالمحافظات القريبة، والضواحي التي تنشأ لاحقا سوف يوفر الحلول في هذه الحالة، حيث يتم التغلب على مشكلات مصاحبة، ومنها الحد من الهجرة الريفية للمدن، كذلك يتمكن الساكن في واحدة من الضواحي من الذهاب إلى عمله والعودة إلى قريته أو مدينته الأصغر دون تفكير في إضافة أعباء السكن والاستقرار بالمدن الرئيسية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.