لم يعد المشهد البانورامي لمدينة جدة يجذب الزوار في مواسم الإجازات والأعياد وعطل نهاية الأسبوع، هذه السيناريوهات أصبحت من مخلفات الماضي في جدة «عاشقة البحر» التي كانت بمثابة عروس فاتنة، غير أن الاختناقات المرورية وأعمال الحفريات والشوارع المليئة بالمطبات، جعلت الزوار يهربون منها، وليس هذا فحسب بل إن بعضهم يصف جدة بمدينة الزحام المتواصل على مدار الساعة وأن العاشقة لم تعد مهيأة لاستقبال المحبين من الزوار من كل حدب وصوب. في البداية يتحدث عطية قاضي عن معاناته اليومية في الوصول إلى مقر عمله في حي السلامة، ويقول: أسكن بالقرب من برج دلة في شارع فلسطين، وأحتاج ما يقارب الساعتين للوصول لمقر عملي كل يوم بسبب الاختناقات في شارع فلسطين وطريق المدينة، ما أصابني بالملل والتعب بسبب ذلك. ويضيف: كما أحتاج إلى وقت طويل لإيصال أطفالي لمدارسهم في حي بني مالك، وأثناء خروجهم من المدرسة أتعب كثيرا لإرجاعهم إلى المنزل، ما يتسبب لي في حرج كبير مع عملي كل يوم، حيث إني أضطر لعدم العودة للعمل بسبب تأخري في الوصول لأبنائي وإعادتهم للمنزل. من جهته وصف ماجد اليوسف من سكان حي الجامعة معاناته مع الزحام بالهاجس اليومي، حيث يضطر للذهاب لعمله مرورا بالخط السريع وبسبب التحويلات الكثيرة فيه، خاصة بالقرب من قويزة ومجمع الحرمين، يتعطل الشارع كل يوم ويتوقف السير، ناهيك عن الزحام المضاعف الذي يحدث بسبب الحوادث المتكررة في الخط السريع. وقال خالد الموسى: نعاني الأمرين للوصول للكورنيش في إجازة نهاية الأسبوع بسبب الاختناق في طريق الملك، وساهر يضاعف الأمر أمام الإشارات، حيث يقف قائدو المركبات قبل احمرارها تحسبا للمخالفة التي تقدر ب300 قابلة للمضاعفة في حال لم يتم التسديد في الموعد المحدد. وأضاف الموسى أنه من سكان حي النسيم، ويعاني كل صباح حين الذهاب لعمله من الزحام في الميدان الكبير الواقع في طريق الملك عبدالله - المطار القديم والاختناق الذي يحدث فيه كل يوم، في الصباح والمساء، ما يضطرك للوقوف لنصف ساعة أو تزيد لتجاوز واحدة من الإشارات الضوئية. من جهته يقول ناصر السلمي: أقود مركبتي ويدي على قلبي بسبب بعض الشباب المتهورين الذين يتجاوزون من اليمين، حيث إن هذا الأمر يعد مخالفة صريحة لنظام قيادة المركبات، وهناك من يعكس الطريق ولا تشعر به إلا وهو أمامك يلوح لك بمصابيح سيارته طالبا منك السماح له بالمرور، وإذا حاولت الحديث معه ونصحه فإنه لن يقبل منك، وقد يتهمك بالتدخل فيما لا يعنيك. وأضاف: أصبحت الحوادث البسيطة في الشوارع العامة أمرا طبيعيا، ولكن غير الطبيعي أن يتسبب الحادث البسيط في زحام شديد وتعطيل حركة السير، لأن المركبات المتصادمة تقف مكانها ولا تبرحه منتظرة قدوم المرور لمعاينة الحادث من ذات مكانه. واضاف: إذا تحركت المركبتان فإن المخالفة لا تقدر ونسبة الخطأ بينهما تنتهي، ولذلك تجد المركبات متوقفة لساعات طويلة في الشوارع العامة. واستطرد السلمي: من الملاحظ ايضا سير المركبات الثقيلة والشاحنات في شوارع غير مسموح لها السير فيها، بل إنك تجدها في الأماكن الضيقة وبين المنازل في الشوارع الفرعية، وما يثير الاستغراب مشاهدتك لسيارات النقل الصغيرة وحملها للأثاث المنزلي والأدوات الكهربائية. وأضاف: في الطرق السريعة والدائرية لا تجد الالتزام بأنظمة المرور، فعند الميادين عادة ما توضع لوحة الأفضلية لمن بداخل الدوار ولكن للأسف لا يلتزم الجميع بذلك. أما في الخط السريع فتجد البعض يحاول السير في الأماكن التي تقل فيها نسبة السيارات كي يصل إلى مشواره في أسرع وقت متناسيا أن ذلك يعد مخالفة، فلا يجوز السير بعد الخط الأصفر الواقع في نهاية الشارع ولا بدايته، والغريب أنك تجد البعض يسير فوق الرصيف عند الإشارات المزدحمة، وهناك من يخرج عن الشارع العام تماما حتى يتجاوز الزحام في الخط السريع. ويتساءل حسن المشهدي قائلا: لا أعرف كيف منحت لهؤلاء السائقين المتهورين رخص القيادة وهم لا يجيدون أبجديات قيادة المركبات وأساسياتها التي لا يستغني عنها الشارع، ولذلك تجد الحوادث الكثيرة في الشوارع حتى أصبحت أمرا عاديا يشاهد كل يوم. وفي موازاة ذلك أوضح مدير العلاقات العامة بإدارة مرور جدة المقدم زيد الحمزي أن الادارة العامة للمرور وجهت كافة إدارات المرور في المملكة بوضع حملة مرورية لمدة أسبوعين وتكثيف التواجد الميداني لرجال المرور لضبط الحركة المرورية ورفع مستوى السلامة المرورية والتركيز على المخالفات التي تؤدي للحوادث، فقد وضعت إدارة مرور محافظة جدة بتوجيه من مدير إدارة مرور محافظة جدة اللواء محمد حسن القحطاني خطتها لهذه المهمة وتوزيع القوى البشرية والآلية على كافة أنحاء المحافظة، حيث بلغت القوة البشرية 1006 ضباط وأفراد وبلغ عدد الآليات 700 آلية لمتابعة الحركة المرورية في كافة أنحاء المحافظة وضبط المخالفات التي تؤثر على السلامة العامة لمرتادي الطريق وقائدي المركبات. إحصائية المخالفات جرى خلال فترة عشرة أيام فقط تحرير 48636 مخالفة مرورية، منها 32627 مخالفة مرورية سجلت على السعوديين و(16009) مخالفة مرورية لغير السعوديين تنوعت بين تجاوز الإشارة الحمراء وتجاوز السرعات المحددة في الطرق وعدم ربط حزام الأمان والوقوف الخاطئ والوقوف المزدوج ورمي المخلفات والتباطؤ في حركة السير وعدم إعطاء الأفضلية وكذلك عكس اتجاه حركة السير.