شهدت الطرق المؤدية الى جامعة الملك عبدالعزويز صباح يوم أمس زحاما شديدا أدى إلى توقف الحركة المرورية في الشوارع الرئيسية والأحياء القريبة والمجاورة للجامعة وقال طلاب وأولياء أمور وأساتذة إنهم بقوا لأكثر من ساعتين داخل سياراتهم وسط غياب من دوريات المرور وتعذر الرد على اتصالاتهم المتتالية من قبل عمليات المرور فيما عزا مسؤولو المرور الزحام إلى ضعف التنسيق والاستقبال والتنظيم داخل الجامعة وتزامن دخول جميع الطلاب والطالبات في وقت واحد، اما المتحدث الرسمي للجامعة فأوضح أن دوريات الأمن والسلامة تولت التنظيم داخل الجامعة وكان هناك تنسيق مع إدارة المرور فيما يخص الشوارع الخارجية، "المدينة" رصدت طوابير الزحام والطلبة والموظفين العالقين وكذلك من ليس له علاقة بالجامعة ولكن شاء القدر أن يسلك هذه الطرق المحاذية للجامعة وندم أشد الندم. محاسبة المقصرين في البداية قال الأستاذ عبدالعزيز الشريف المحاضر بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز ومدير إدارة العلاقات العامة بالكلية إن الأساتذة والطلاب عانوا صباح أمس من توقف الحركة المرورية من وإلى الجامعة لعدة ساعات وقد حاولت الاتصال بعمليات المرور (993) عشرات المرات ولم أجد ردا منهم ثم حاولت الاتصال بسنترال إدارة المرور وطلبت التحدث لأحد المسؤولين بقسم السير ولم يرد أحد وقمت بالاتصال مرة أخرى وطلبت التحدث مع مدير المرور ولم أجد تجاوبًا منهم في البداية وبعد محاولات رد علي أحد الأفراد وأخبرني أن الدوريات لديهم معلومات عن ذلك وهم في طريقهم للموقع وانتظرت ثلاثة أرباع الساعة ولم يأت أحد وقمت بالاتصال مرة أخرى ورد علي موظف آخر وأخبرني أن الدوريات السرية للمرور متواجدة في الموقع في حين اننا في الجامعة لم نلمس لهم أى أثر على أرض الواقع وبعد عدة ساعات أتت دوريات المرور! لقد عايشنا صباح أمس تلبكا مروريا لم يسبق له مثيل ونطالب إدارة الأمن العام والمسؤولين فيها محاسبة المتسببين فيما حدث ووضع خطة مرورية حقيقية للتصرف في مثل هذه الحالات. لأن الصغير والكبير يعلم أن العام الدراسي سينطلق في جميع مناطق المملكة هذا اليوم ويفترض أن تعد الخطط المرورية المناسبة بوقت كاف قبل انطلاقة الطلاب. التنظيم سيئ فيما أجمع عدد من الطلبة العالقين في الزحام بأن السبب هو سوء التنظيم من قبل دوريات الامن والسلامة الخاصة بالجامعة واشتكى الطلبة من إغلاق المواقف وتخصيصها لفئة دون الآخرين على حد قولهم. وقال عثمان الغامدي: منذ أكثر من ساعة ونصف الساعة وأنا عالق في وسط هذه الطوابير من المركبات وأدى ذلك إلى تأخري عن محاضراتي مع العلم أني خرجت مبكرًا من منزلي تلافيًا لأي زحام قد أصادفه وأنا في طريقي للجامعة وإذا بي أتفاجأ بأن الزحام في قلب الجامعة وامتد حتى خارجها ولم أتمكن من تلافيه وها نحن ننتظر فك هذه الاختناق. وعن دور دوريات المرور قال عثمان: اتصلت أكثر من مرة على رقم عمليات المرور لكن حتى اللحظة مشغول "أجرى اتصال بحضورنا لكن رقم المرور مشغول أيضًا وفي أثناء حديثه أتت دوريات المرور". اختناق طويل عبدالله بكري طالب بالجامعة أيضًا يقول: كالعادة كل عام تحدث اختناقات مرورية لكن هذه المرة غير عن السابق فالزحام أكبر ولم يحدث أن علقنا في طوابير الزحام مثل اليوم, مضى على وجودنا بوسط هذه الزحمة ساعتان ولم أتقدم بمركبتي أكثر من عدة أمتار طوال هذه المدة. وعمن يتحمل مسؤولية هذه الزحام أجاب زميله عمر زاهر: الجامعة هي المسؤولة وخصوصا دوريات الامن والسلامة هم المسبب للزحام فهم بدون خبرة ولا يستطيعون تحمل مسؤولية تفويج كل هذه الأعداد من وإلى الجامعة وكل ما يقومون به هو إغلاق البوابات والسؤال عن سبب دخول الجامعة وفي مثل هذه الأوضاع نجد منهم هكذا معاملة. عالق لساعتين رائد العامودي يقول: لا أستطيع الذهاب إلى عملي ولا العودة إلى منزلي ! ساعتان حتى الآن وكما ترون متوقفون ولم يستطع أفراد دوريات المرور تحريرنا من هذه الطريق المختنق وكل ما قامت دوريات المرور خارج الجامعة بفك الاختناق وتحرير بعض المركبات يقوم أفراد الأمن داخل الجامعة بالسماح بخروج أعداد كبيرة في نفس الوقت لدخول السيارات وهذا يعيدنا للمربع الاول من المشكلة ولا أعتقد أن بين المرور وأفراد الأمن داخل الجامعة أي تفاهم وقد أدى هذا الأمر الى تعطيل مصالح المواطنين وسكان هذه الاحياء الذين يسلكون الطرق المجاورة للجامعة. نقاط فرز عبدالعزيز العتيبي أحد موظفين الجامعة يقول: يجب على دوريات الأمن والسلامة فك جميع البوابات لتسهيل الدخول والخروج من وإلى الجامعة وليس إغلاق البوابات وعمل نقاط فرز ! وكذلك فتح المواقف المغلقة لاستيعاب الأعداد الهائلة من مركبات الطلاب والزوار خصوصًا في الأيام الأولى للدراسة وليس ما يحدث الآن حيث نرى آلاف المواقف المحجوزة بأسماء أعضاء هيئة التدريس وأبنائهم والمقربين منهم سواء حضروا أو لم يحضروا ! ولو فعلوا هذه الأمرين لما كنا علقنا في هذه الطوابير. الجامعة: الازدحام أمر طبيعي قال المتحدث الإعلامي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي إن الازدحام المروري بجامعة المؤسس في أول أيام الدراسة أمر طبيعي، بسبب الحضور المكثف للطلاب والطالبات في أول أيام الدراسة، ويقول: بسبب دخول عدد كبير من المركبات والسيارات سواء في شطر الطلاب أو الطالبات، فمعظم السائقين لا يعلمون اتجاهات ومواقع الكليات المطلوبة، ويؤدي ذلك إلى التوقف المتكرر والانحراف الجانبي المفاجئ بغرض السؤال أو الاستفسار عن مواقع الكليات، وهو ما يتسبب في عرقلة انسيابية الحركة المرورية في شوارع وطرق الحرم الجامعي، والقائمون على الأمن والسلامة بالجامعة يبذلون جهودًا مضاعفة في توجيه المركبات لتسهيل انسيابية الحركة المرورية داخل الجامعة. أما الازدحام وتوقف الحركة المرورية خارج أسوار الحرم الجامعي، فالجامعة تعمل على التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص للتخفيف من الاختناقات المرورية والعمل على انسياب الحركة المرورية. والتعاون مع إدارة المرور بجدة في هذا الباب تسهيلًا على منسوبيها وطلابها وطالباتها. ويبقى الازدحام المروري ظاهرة تعرفها جدة في السنوات الأخيرة وتحتاج إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجتها. "المدينة" سألت الدكتور البقمي عن رده على ماذكره مسؤولو المرور من ضعف التنسيق والاستقبال والتنظيم داخل الجامعة لكنه تحفظ عن التعليق. استقبال ضعيف "المدينة" زارت إدارة مرور جدة والتقت العميد علي القرني رئيس قسم السير الذي عزا ما حدث من زحام الى عدة أسباب أبرزها كما قال ضعف التنسيق داخل الجامعة، وكذلك تزامن دخول طلاب السنة التحضيرية والانتظام بكافة مراحله في موعد واحد أدى لحدوث الاختناق المروري ونعمل مع إدارة الامن والسلامة بجامعة الملك عبدالعزيز لتلافي حدوث مثل هذه الحالة. وقال العميد القرني: تفاجأنا في الحقيقة بهذه الأعداد الهائلة من المركبات المتوافدة للجامعة في وقت واحد فقد جرت العادة المتبعة من قبل الجامعة على تحديد مواعيد حضور الطلاب كل على حدة في خضم الأسبوع الأول ولم يحدث أن سجل حضورهم في وقت موحد. بالإضافة لحدوث خلل وتسرب في أحد مواسير التصريف والتي تقع أمام أحد البوابات مما سبب حفرًا عميقة أعاقت عبور المركبات من وإلى الجامعة بيسر وسهولة, وقد تواجدت دوريات المرور ضباطًا وأفرادًا، وعلى رأسهم مدير الإدارة المكلف العميد وصل الله الحربي في الموقع وقامت بفك الاختناق وتحرير المركبات العالقة في طوابير امتدت لخارج الجامعة. وفي البداية كانت دوريات الأمن والسلامة داخل الجامعة تقوم بالتنظيم ومن ثم طلبوا تدخل فريق دوريات المرور المتواجد في الموقع خارج أسوار الجامعة بقيادة نقيب وعلى الفور دخلت الدوريات المرورية للجامعة وقامت بتحرير الطرق وفك الاختناق الحاصل هناك وفتح البوابات. ومن ثم قمنا بالاتصال بأمانة محافظة جدة وطلبنا إرسال فريق طوارئ لإصلاح الخلل في الطريق بسبب الماسورة وقاموا بإرسال فرقة للموقع والآن هم يعملون جنبًا إلى جنب مع فريق أفراد المرور وبتنسيق مستمر مع الجامعة للعمل على معالجة المشكلة بشكل جذري ونهائي.