فيما تزايد الجدل حول الإعلانات التلفزيونية التي تقدمها شركات الإنتاج على مدار العام، وتتزايد في شهر رمضان، وانتقاد الخبراء لها ، لمخالفتها الأنظمة الصحية، ودورها في زيادة السلوك الاستهلاكي لدى الناس، بالاستخدام الذكي للمؤثرات البصرية والسمعية، أوضحت دراسة أن 79.02% من الإعلانات تحمل معلومات غير حقيقية. إعلانات كاذبة يقول المتخصص في مجال الهوية الإعلانية شاكر الزكري "أعددت دراسة حول درجة المصداقية من خلال 15 إعلان تلفزيوني حول أجهزة منزلية، وأدوات نظافة، ومستحضرات طبية، ومشروبات غازية". وأضاف أن "الدراسة كشفت أن 79.02% من الإعلانات تحمل معلومات غير حقيقية، وأن 60 % من الإعلانات كانت موجهة إلى المراهقين، ومعظم الإعلانات حرصت على تقديم إيحاءات صحية غير حقيقية، خاصة إعلانات المشروبات الغازية، التي قدمت بطريقة غير واقعية، رغم التأثير السلبي لهذه المشروبات ". تأثير نفسي أوضح الأكاديمي المتخصص في الدراسات الإعلانية الدكتور سالم العمري ل "الوطن"، أن "صناعة الإعلانات تقوم على القالب التمثيلي والغنائي، اللذان يساهمان بتأثيرهما النفسي في ارتفاع نسب الاستهلاك لدى النساء والمراهقين على وجه الخصوص". وأضاف أن "بعض المنتجين يستغلون الأبعاد النفسية والاجتماعية التي تقوم عليها الصناعة الإعلانية التلفزيونية، ويحاولون استقطاب نجوم المجتمع الذين يملكون شعبية واسعة بين الجمهور، وبخاصة في الإعلانات الترويجية الكبيرة، والهدف ترويج المنتج بغض النظر عن قيمته وصلاحيته وجدواه". ووجه العمري انتقادا لبعض هؤلاء النجوم الذين شاركوا في ترويج عدد من الاعلانات غير الواقعية، عبر مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، دون اعتبار للمصداقية. المراهق الهدف أوضحت الباحثة آمنة الرباعي في دراسة أكاديمية بعنوان "الإعلان التلفزيوني والسلوك الاستهلاكي"، أن "المعلنون يضعون في خططهم التسويقية أهدافا محددة، منها أن يكرر المراهق عبارات الإعلان، ويحاكي المناظر التي شاهدها في الإعلان التلفزيوني، على اعتبار أن المراهق خامة اجتماعية يمكن تطويعها لتحقيق الربح"، مشيرة إلى أن هذه إحدى التأثير النفسية السلبية للإعلان على المراهقين. وأضافت أن "المنتجين يؤكدون أن معرفة دوافع المستهلك تساعد رجل الإعلان على صياغة رسالته الإعلانية القادرة على إثارته واستمالته، وأن دراسة دوافع الشراء وحاجات المستهلكين تساعد في تخطيط وتصميم النشاط الإعلاني الناجح، وتحقيق الأهداف التسويقية". ونبعت الباحثة إلى أن "الرسائل الإعلانية تركز عادة على رموز معينة، وربط استخدام السلعة أو الخدمة بدوافع معينة لدى المستهلك، ةالحاجات المختلفة له، لتنعكس في النهاية على سلوكه الاستهلاكي".