على غير ما صورته الولاياتالمتحدة من تزايد احتمالات تحقيق السلام في أفغانستان، بعد مقتل زعيم حركة طالبان، الملا أختر منصور في غارة جوية أميركية، السبت الماضي، وما قاله الرئيس باراك أوباما، إن الخطوة "نقطة تحول في جهود إعادة السلام إلى أفغانستان"، حذرت وزارة الخارجية الروسية من استمرار التصعيد العسكري وتعقيد عملية المفاوضات في أفغانستان. وقال مدير قسم آسيا في الخارجية الروسية، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، زامير كابلوف "مقتل منصور سيؤدي إلى تعقيد عملية المفاوضات كثيرا في هذه المرحلة، في حال تأكدت هذه المعلومات"، مضيفا أنه من غير المرجح أن يسارع قادة طالبان الميدانيون في الاستسلام وبدء المصالحة، بل سيواصلون الحرب. وأشار كابلوف إلى وجود احتمال كبير بأن زعيم طالبان قد قُتل بالفعل، إلا أن موسكو ليس لديها ما يؤكد ذلك، محذرا من أن اختيار سراج الدين حقاني زعيما جديدا للحركة كونه أكثر تشددا من منصور. وكانت وزارة الدفاع الأميركية، أكدت، في وقت سابق، قيام طائرات من دون طيار تابعة لسلاحها الجوي، بشن غارة استهدفت فيها زعيم طالبان في منطقة تقع بين الحدود الأفغانية الباكستانية، الأمر الذي أكدته الاستخبارات الأفغانية، في بيان صادر عنها. في سياق متصل، أنكرت وزارة الخارجية الإيرانية زيارة منصور لأراضيها، قبل مقتله بيوم، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، حسين أنصاري، إن الملا أختر منصور، لم يعبر الحدود الإيرانية. وكانت وزارة الخارجية الباكستانية قد أفادت في وقت سابق بأنه تم العثور في مكان الغارة الأميركية على جواز سفر باسم "محمد والي" وفيه تأشيرة دخول صالحة لإيران، تشير إلى أن صاحبه كان عائدا من إيران في اليوم الذي هاجمته طائرة من دون طيار قرب الحدود مع أفغانستان. يأتي ذلك فيما قالت تقارير إن الخارجية الباكستانية أعلنت أن ملا كان مسافرا بهوية باكستانية، ووصل لتوه من إيران في سيارة مستأجرة، مؤكدة أن "جواز سفره كان يحمل تأشيرة دخول صالحة لإيران". وألمحت التقارير إلى أن هناك تفاصيل كثيرة غير معروفة عن هذه العملية عموما، وعن تورط الاستخبارات الإيرانية على وجه الخصوص، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن طهران لعبت دورا مهما في هذه العملية، لحساب قوى دولية أخرى.