تضاربت التصريحات حول مصير زعيم حركة طالبان الملا أختر محمد منصور، ففيما رجح البنتاجون مقتله في غارة شنتها طائرة دون طيار، وأكد بيان صادر عن الاستخبارات الأفغانية مصرعه، تمسكت الحركة بعدم صحة تلك الأنباء. وقال بيان الاستخبارات إن تحركات منصور كانت مرصودة منذ مدة طويلة، وقتل مع صديق له في غارة جوية أميركية وقعت على منطقة "دالباندين" في إقليم بلوشستان الباكستاني.وكان البنتاجون أعلن أن الغارة قتلت - على الأرجح - زعيم الحركة في إطار مساعدتها لحكومة كابول التي تواجه اختبارا صعبا في مواجهة المتمردين، مشيرة إلى أنه تم إبلاغ باكستانوأفغانستان بالضربة الجوية بعيد تنفيذها. وقال المتحدث باسمه بيتر كوك أمس إن الملا منصور الذي استهدفته الغارة "كان عقبة في طريق السلام والمصالحة بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان، وكان يمنع قادة الحركة من المشاركة في مفاوضات السلام، كما تورط في التحضير لهجمات على منشآت في كابول وكامل أفغانستان، وشكَّل تهديدا للمدنيين وقوات الأمن". وتابع "منذ توليه قيادة طالبان خلفا للملا عمر، شنت طالبان الكثير من الهجمات أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين وعناصر قوات الأمن والعديد من الأميركيين ومن التحالف". توجيهات أوباما أوضح مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه، أن منصور قتل في ضربة سمح بها الرئيس باراك أوباما بنفسه، وقال إن عددا من الطائرات المسيرة التابعة للقوات الخاصة الأميركية قصفت منطقة نائية على طول الحدود بين باكستانوأفغانستان، جنوب غرب مدينة أحمد وال، مشيرا إلى أنه كان يستقل سيارة مع أحد مقربيه. من ناحية ثانية، رحب عدد من قادة السياسة الخارجية الأميركية، بينهم رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، السناتور جون ماكين، بالعملية، وقال ماكين في بيان "آمل أن تدفع هذه الضربة للمسؤول الرئيسي لطالبان، إدارة أوباما إلى مراجعة سياستها القاضية بمنع القوات الأميركية من المشاركة في العمليات". وكانت أصوات عدة في الجيش الأميركي وفي واشنطن طالبت في الأشهر الأخيرة بعودة واشنطن للمشاركة المباشرة ضد طالبان، خصوصا عبر توجيه ضربات جوية. اختبار صعب تأتي هذه الضربة بينما تواجه الحكومة الأفغانية اختبارا صعبا في مواجهة مقاتلي طالبان الذين حققوا تقدما في مناطق بالبلاد عدة، منذ انتهاء المهمة القتالية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في نهاية 2014، حيث بدأت الحركة منتصف أبريل الماضي "هجوم الربيع" وشنت هجوما عنيفا في وسط كابول في نهاية الشهر نفسه. وكان الملا أختر منصور تولى رسميا قيادة حركة طالبان في يوليو الماضي خلفا للملا محمد عمر، وقال مراقبون إنه كان مسؤولا عن الاستراتيجية الهجومية الحالية لطالبان، بهدف ترسيخ سلطته. من جانبه، حذر الخبير في القضايا العسكرية، مايكل أوهانلون، من انعكاسات مقتل الملا منصور على المعركة ضد طالبان. وقال "حركة طالبان لديها من القادة عدد كبير، وتتمتع بقدرة على العمل محليا دون هرم سلطة مركزي، لذلك من الأفضل أن تكون آمالنا محدودة"، غير أنه أضاف في رسالة إلكترونية "لكن ذلك يمكن أن يحسن قليلا آفاق إبرام اتفاق سلام".