رغم أن قرار دولة المالديف بقطع العلاقات مع إيران لم يكن الأول خلال الآونة الأخيرة، إلا أنه يمثل بداية لدول غير عربية في اتخاذ نفس الخطوة، لاسيما بعدما تكشفت أطماع إيران في المنطقة وإلحاقها الضرر ببلدان عربية وإسلامية. وكانت الرياض أعلنت في يناير الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، كما أعلنت الإمارات تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في طهران إلى مستوى قائم بالأعمال، وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين لديها. وكذلك استدعت قطر والكويت سفيريهما في إيران، وسلمت طهران مذكرتي احتجاج. أما البحرين، فقررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق بعثتها الدبلوماسية وسحب جميع موظفيها، واتخذ السودان وجيبوتي والصومال نفس الخطوة في شهر يناير الماضي، كما قررت جزر القمر استدعاء سفيرها في طهران. وأوضح رئيس وحدة الأبحاث بمركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، الدكتور فتحي المراغي، في تصريحات إلى "الوطن"، أن توغل إيران في العراق أغراها بمحاولة تكرار نفس التجربة في دول عربية أخرى كلبنان وسورية واليمن، إلا أن اليقظة السعودية كشفت أطماع إيران في المنطقة، وبعثرت أوراق مخططاتها، وجعلت عددا من الدول العربية تقطع علاقتها معها، مشيرا إلى أن اتخاذ المالديف هذه الخطوة ستتبعه مواقف مماثلة لدول في آسيا غير عربية، بدأت تستشعر خطورة تحركات إيران على أراضيها. خسارة إيرانية قال المراغي إن إيران تخسر معنويا بشكل كبير، بسبب قطع دول عربية وغيرها علاقتها معها، غير أنه طالب في نفس الوقت باتخاذ موقف جماعي في الجامعة العربية بقطع العلاقات مع إيران، أسوة بقرارات السياسة الخارجية الموحدة التي يتبعها الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن إيران تعاني من العزلة منذ قيام حكم الملالي عام 1979، نظرا لرغبة هذا النظام في إيجاد نفوذ له بدول الجوار، لافتا إلى أنه مع عقد الاتفاق النووي بدأت هذه الرغبة تتزايد بعدما شعرت طهران بأنها ليست بحاجة للتعايش السلمي مع دول الجوار، وأنها مع إقامة علاقات قوية مع الغرب تستطيع أن تقوم بحماقات جديدة في المنطقة، دون محاسبة أو احتمالات خسارة". وتابع" ينبغي الحرص مستقبلا من المخططات الإيرانية بعيدة المدى، فإيران لا تنفذ عمليات إرهابية عبر مواطنيها مباشرة؛ إنما تستعين دائما بالأقليات، كما أن لديها سياسة التطويق وتأجيل الهجوم، وهي لا تعرف الصداقة طويلة الأمد وتخوفها من الآخر هو الذي يدفعها إلى العدوانية الدائمة، مدفوعة في ذلك كدولة ومواطنين بسبب تاريخ طويل للصراع مع دول الجوار". أسباب عزلة طهران * تدخلها في شؤون الدول المجاورة * تهديدها لأمن دول عربية * محاولاتها مد نفوذها في المنطقة * رفضها التعايش السلمي * أطماعها في تعويضات نفطية استهداف السعودية عن سبب التصعيد الأخير مع السعودية، قال مراغي "تصدي المملكة للسياسة التوسعية التي تنتهجها إيران في المنطقة كان السبب المباشر في ذلك"، لافتا إلى أن الموقف السعودي جاء متناغما مع كونها الدولة الأكبر في المنطقة، وتتحمل مسؤولية الحفاظ على أمن واستقرار الدول العربية ومن ثم الحيلولة دون تحقيق الأطماع الإيرانية في المنطقة". وأضاف أن إيران تطمع في أن تتنازل لها دول الخليج عن حصتها في تصدير النفط، تعويضا عن سنوات الحظر التي فرضت عليها، وكأن دول الخليج العربي هي التي تسببت في هذا الحظر وليست سياستها العدوانية، مشيرا إلى أنه "إذا كانت إيران تريد تعويضاً عن ذلك فلتطلبه من الدول الغربية وليست العربية".