فيما أعلنت المالديف قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الدور الضار الذي تقوم به طهران في السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، أجمع سياسيون على أن اتخاذ المالديف لهذه الخطوة، أتى بسبب دور طهران التخريبي في المنطقة وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية. وقال المحلل السياسي ومدير وكالة أنباء "تُستَر"، قاسم محمد، إن قطع دولة المالديف لعلاقتها مع إيران جاء بعدما ظهر دورها الواضح في إشعال النزاعات بالدول العربية، مشيرا إلى أن الدول الإسلامية بدأت تعي خطورة السياسة الإيرانية في نشر الفوضى لضرب الأمن والاستقرار لتلك الدول. وأضاف أن المعلومات الواردة تشير إلى نشاط غير مسبوق لإيران في دولة سريلانكا المجاورة لجزر المالديف، من خلال فتح مكاتب لنشر التشيع، ومن ثم نشر الفتنة المذهبية في هذا البلد المجاور، والتي يمكن أن تنتقل إلى المالديف. السياسة الطائفية أوضح عضو اللجنة التنفيذية في حركة النضال الأحوازي، حسن حيدري، أن أهم أسباب قطع المالديف علاقاتها مع إيران يعود إلى السياسة التي انتهجتها الدولة الفارسية على الصعيدين العربي والإسلامي، مشيرا إلى أن هذه السياسة لا تعتمد على معايير أخلاقية وتخالف القوانين والأعراف الدولية والإسلامية، مستدلا في ذلك على دور إيران في الحرب الدائرة بسورية والعراق. وأشار مدير شبكة "ميسان" للإعلام والدراسات الإيرانية، محمد المذحجي، إلى أن قطع المالديف لعلاقتها بإيران كان متوقعا، في ظل إصرار الأخيرة على سياستها التوسعية العابرة للقارات وذات الطابع الطائفي. وكانت وزارة خارجية المالديف قد أعلنت عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أول من أمس، أن "حكومة المالديف تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران"، مشيرة إلى أن "إيران تلعب دورا ضارا في السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي". وكانت الرياض أعلنت في يناير الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، كما أعلنت الإمارات تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في طهران إلى مستوى قائم بالأعمال، وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين لديها. كما استدعت قطر والكويت سفيريهما في إيران، وسلمت طهران مذكرتي احتجاج. أما البحرين، فقررت "قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران"، وإغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى إيران وسحب جميع أعضاء بعثتها، واتخذ السودان وجيبوتي والصومال نفس الخطوة في شهر يناير الماضي، كما قررت جزر القمر استدعاء سفيرها في طهران.