تشهد الصحف البريطانية جدلا محتدما، بعد اتهام قياديين في حزب العمال البريطاني بالتعبير عن آراء معادية للسامية، والانتقادات التي وجهت إلى زعيم الحزب جيريمي كوربين، وطريقة تعامله مع الأزمة. ونقل أكثر من صحيفة، من بينها الجارديان، تصريحات وزيرة التنمية الدولية في حكومة الظل، المقربة من كوربين، ديان أبوت، التي وصفت اتهام أعضاء من الحزب بمعاداة السامية بأنه نوع من حملة تشويه السمعة، في وقت انضم 200 ألف عضو جديد إلى الحزب. وركزت صحيفة إندبندنت، على إقرار أبوت بأن الحزب يواجه معركة جديدة على قيادته، ووضعته عنوانا على صدر صفحتها الأولى مع صورة للوزيرة. تهديد بالاستقالة نشرت التايمز في صفحتها الأولى تقريرا يشير إلى أن كوربين يواجه خروجا لعدد من سياسيي الصف الأول من نواب الحزب الذين يهددون بالاستقالة خلال أسابيع، احتجاجا على طريقة تعامله مع قضية الاتهامات بمعاداة السامية، وسط مزاعم بتوقف عدد من المتبرعين اليهود عن تقديم أي تبرعات للحزب. ونقل التقرير عن السير رونالد كوهن، الذي تبرع للحزب بأكثر من 2.5 مليون جنيه إسترليني عندما كان تحت قيادة توني بلير وجوردن براون، قوله: "لا مكان للعنصرية وسط قيم حزب العمال. وإذا لم تنبذ القيادة العنصرية الآن، فستقود إلى نبذ حزب العمال". وتحت عنوان: "المانحون اليهود لم يقدموا أي بنس لحزب العمال تحت قيادة كوربين"، تناولت صحيفة الديلي ميل القضية، بينما تناولتها ديلي تلجراف في صفحتها الأولى تحت عنوان "كوربين يدافع عن المحادثات مع حماس". حماس وحزب الله استشهد تقرير ديلي تلجراف بتصريح كوربين الذي أكد فيه مواصلة المحادثات مع حماس وحزب الله، واصفا المنظمتين ب"الأصدقاء"، رغم أن كلا منهما مصنف إرهابيا في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية. وترى الصحيفة أن تلك التصريحات تهدد بالمزيد من عدم الاستقرار في قيادة الحزب قبيل الانتخابات المحلية، مضيفة أن الزعيم العمالي رفض إدانة هذه الجماعات بعد أن دعاه زعماء يهود والسفير الإسرائيلي وأعضاء من حزبه إلى إبعاد نفسه عن أولئك الذين يحملون وجهات نظر معادية للسامية. وكان كوربين دعا إلى إجراء تحقيق مستقل في الاتهامات بمعاداة السامية وغيرها من أشكال العنصرية داخل الحزب، كما علق الحزب عضوية عمدة لندن السابق، كين ليفينجستون والنائبة بالبرلمان عن برادفورد، ناز شاه، وسط مزاعم اتهمتهما بمعاداة السامية.