يعد "التاجر الصغير" أول برنامج تدريبي للأطفال في المملكة فيما يخص تنمية الوعي المالي والاقتصاد، وقوبل بتأييد من وزارتي التجارة والشؤون الاجتماعية وكذلك هيئة سوق المال، وبرعاية عدد من القطاعات الخاصة من أبرزها شركة التصنيع الوطني والبنك الهولندي والفرنسي وبنك الجزيرة. بداية البرنامج أوضحت المديرة التنفيذية للبرنامج هالة الزير ل"الوطن" أن البداية أتت بعد عملها في مجال تنظيم المعارض والمؤتمرات لمدة 15 عاما في بيروت ورجوعها إلى المملكة، لتجد أن معظم الفعاليات والبرامج الخاصة بالفئة العمرية بين 5 و 18 عاما، مجرد أعراس وتصفيق، على حد وصفها. وأشارت إلى أن هذه الفئة غالبا ما تكون مهمشة في مسألة إشراكها في برامج تثقيفية إلا ما ندر. وحول أهداف البرنامج، قالت الزير إنها تتمثل في جعل الإدارة المالية أسلوبا يوميا في حياة أطفالنا، كأن يعرف الطفل كيفية إنفاق المصروف، إضافة إلى الادخار ومعرفة قوانين الصرف، والاكتفاء بما هو ضروري والابتعاد عن الترف بجميع الأوجه. ويتمثل الهدف الثاني في كسر حاجز الخوف لدى الطفل عند مواجهته المجتمع، لذلك غالبا ما يتم اختيار موقع الفعاليات في مجمع تجاري لجعل الأطفال يعيشون تجربة واقعية مع زبون حقيقي. ويخضع الأطفال المشاركون في البرنامج إلى دورة مكثفة لمدة 6 أيام على التوالي في مركز "إدراك" للتدريب حيث يتعلم الطفل دروسا عن الوعي المالي وكيفية عمل دراسة جدوى وتخطيط المستقبل المالي، ومعرفة آلية عمل البنوك والمعاملات البنكية، أيضا شرح كيفية استخدام بطاقات الائتمان، وحديثا تمت إضافة برنامج "المستهلك الذكي" ضمن الدورات التأهيلية. آثار إيجابية أكدت مديرة البرنامج أنهم وجدوا آثارا ملموسة على أغلبية الأطفال الذين خضعوا للدورة التأهيلية، حيث طلب من جميع الأطفال الإجابة على استبانة قبل وبعد البدء في البرنامج، فكانت إجابات الأغلبية قبل التدريب متمثلة في جملة "لا أعرف"، وفي المقابل كانت إجابات 85% منهم بعد التدريب إيجابية. ولم يصدق أولياء أمور الأطفال هذا التغيير، فأغلبهم باتوا أكثر حرصا على توفير الطاقة الكهربائية، إضافة إلى مشاركتهم في الأعمال المنزلية، وخلق أعمال منزلية جديدة كالاهتمام بالحديقة وغسل السيارة مقابل مصروف بسيط متفق عليه بين الأهل والطفل. تقول الزير: "أطفالنا معتادون على أوجه الترف والرفاهية والشراء والاستهلاك فوق الحاجة، ومن خلال هذا البرنامج تعلموا التفكير قبل شراء أي شيء من البقالة والتدقيق في الفاتورة بعد عملية الدفع". رسالة لوزارة التعليم حرصت هالة الزير على توجيه رسالة إلى وزارة التعليم بأن تولي الانتباه لمثل هذه المشاريع غير الربحية، خاصة أنها تعود على أطفالنا بالفائدة. وذكرت أن "التاجر الصغير" بدأ ب 70 طفلت فقط، أما الآن فلديهم ما يقرب من 300 طفل مشارك سنويا في الفعاليات. وقالت "إن أهمية مثل هذه البرامج تكمن في تأصيل مبدأ الوعي المالي والاقتصاد في الاستهلاك بشكل يتوافق مع رؤية المملكة بشكل خاص ومع المنطقة العربية بشكل عام لأننا لكوننا مهد الإسلام فخورون بوجود جمعيات مختصة في حفظ الطعام وعدم إهدار النعمة". يذكر أنه كان هناك حضور ملحوظ لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد ضمن المشاركين في المعرض المقام في المركز التجاري غرناطة في مدينة الرياض الذي سيستمر لمدة 10 أيام. وبحسب ما ورد في دراسة كندية خاصة بمركز "هانين" للتوحد، فإن محاكاة الأطفال لأدوار الكبار أثناء اللعب لها آثار إيجابية عديدة من أهمها: تحسين المهارات الاجتماعية، والانخراط في التفاعل مع الأشخاص، وتنمية فهم أفضل للغة بين الطفل والأهل والمجتمع.