أكد وزير العدل الباكستاني، رانا سناء الله، أمس، أن سلطات بلاده اعتقلت مئات الأشخاص واستجوبت الآلاف، في إطار ملاحقة منفذي تفجير لاهور الذي أسفر عن مقتل 73 شخصا، من بينهم أطفال. وأشار سناء الله، في تصريحات صحفية، إلى توقيف أكثر من خمسة آلاف شخص والتحقيق معهم، مضيفا أنه تم اعتقال 216 منهم ليخضعوا لمزيد من الاستجواب، بينما تم الإفراج عن البقية. ولفت إلى أن إقليم البنجاب الذي تعد لاهور عاصمته، سيشهد مزيدا من العمليات في جميع مناطقه لملاحقة المتشددين. وبينما توعد رئيس الوزراء، نواز شريف، بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم، سخر منه فصيل جماعة الأحرار، الذي تبنى التفجير الانتحاري، معلنا أن الحرب وصلت إلى أعتاب داره. وقال المتحدث باسم الفصيل التابع لطالبان، إحسان الله إحسان، المتحدث باسم الفصيل على "تويتر"، إن جماعته سنتنصر في الحروب القادمة، في إشارة إلى الحملات الحكومية ضد الجماعات المتطرفة. إجراءات حكومية وكان شريف تعهد في كلمة بثها التلفزيون المحلي، أول من أمس، بملاحقة منفذي الهجوم، دون أن يذكر الخطوات التي يعتزم اتخاذها في أعقاب أسوأ تفجير يشنه متشددون في باكستان منذ ديسمبر 2014، عندما وقعت مذبحة قتل فيها 134 تلميذا في مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور. وقال مسؤولون حكوميون وعسكريون، إن باكستان قررت تنفيذ حملة تشنها قوات الأمن ضد متشددين إسلاميين في إقليم البنجاب. وأشارت مصادر رسمية إلى أن رئيس الوزراء أمر بعملية مشتركة لإدارة مكافحة الإرهاب، وحراس الأحراش في المناطق الحدودية من إقليم البنجاب، ضد الإرهابيين ومساعديهم. التصدي للفوضى نشرت باكستان، أمس، الآلاف من عناصر الشرطة والقوات شبه العسكرية في العاصمة إسلام أباد لحمل متظاهرين إسلاميين على إنهاء اعتصامهم. ويحتل الآلاف من أنصار ممتاز قادري منذ الأحد الماضي طريقا يؤدي إلى المؤسسات السياسية الرئيسية في باكستان، مطالبين بإعدام آسيا بيبي، المسيحية المتهمة بالتجديف. وقال مصدر أمني باكستاني طلب عدم ذكر اسمه "ستنفذ عملية في حال لم يتفرق المشاركون في الاعتصام في الساعات المقبلة". وأضاف أن زعماء التظاهرة تلقوا إنذارا، وتم إمهالهم ساعتين للرحيل، موضحا أن عسكريين انتشروا في وسط العاصمة. وقال مصدر أمني إن أكثر من خمسة آلاف عنصر من قوات الأمن الباكستانية سينشرون إذا لم يتعاون المتظاهرون مع السلطات التي تتهمهم بتعطيل جهود الحكومة لمكافحة الإرهاب. وأضاف أن الحكومة لن تتهاون منذ اليوم فصاعدا في التصدي بحسم وصرامة لأي محاولات تهدف للمس بالأمن والسلامة.