قتل 23 شخصاً على الأقل غالبيتهم من عناصر الأمن والاستخبارات الباكستانية، بتفجير نفذه انتحاري بسيارة مفخخة واستهدف مجمعاً أمنياً في مدينة لاهور، عاصمة إقليم البنجاب أمس. وقال وزير الداخلية رحمن مالك: «تريد عناصر معادية لباكستان ان تحول اهتمامنا الآن من إقليم وادي سوات القبلي (شمال غربي) الى المدن». والتفجير الانتحاري هو الخامس منذ تصاعد القتال في سوات نهاية نيسان (ابريل). ودمر الانفجار بالكامل مبنى وحدة عمليات الإغاثة، والحق أضراراً بالغة بمبنى الاستخبارات العسكرية المجاور الذي دفِن عشرات من عناصره تحت الأنقاض. وأفاد شهود بأن قوات الأمن قتلت بعض المسلحين خلال تبادل للنار تلى الهجوم، ما منعهم من اقتحام مبنى الاستخبارات، فيما أعلنت الشرطة أنها اعتقلت أربعة مهاجمين وعثرت على ثلاثة أحزمة ناسفة في أماكن مجاورة للمجمع، مرجحة انهم كانوا ينوون استخدامها في تنفيذ عملية واسعة ضد جهاز الاستخبارات العسكرية الذي يدير عملية الجيش في سوات ومناطق القبائل، ويتبادل المعلومات مع أجهزة الاستخبارات الأميركية لملاحقة المسلحين المتشددين. وأوضح المسؤول في حكومة إقليم البنجاب سجاد بهوتا أن التحقيقات الأولية أظهرت استخدام مجموعة المهاجمين أكثر من مئة كيلوغرام من المواد الشديدة الانفجار، فيما لم يستبعد وزير العدل في الحكومة الإقليمية رانا ثناء الله تورط الاستخبارات الهندية بالتفجير. وتحدث الوزير عن مؤامرة بين نيودلهي وزعيم «طالبان - باكستان» بيعة الله محسود الذي تبنى تفجيرين سابقين استهدفا المنتخب السريلانكي للكريكت وأكاديمية لتدريب الشرطة في لاهور في آذار (مارس) الماضي، رداً على الغارات الجوية الأميركية على مناطق القبائل. وبعد التفجير في لاهور، بدأ سكان إقليمجنوب وزيرستان الذي يسيطر عليه أنصار محسود يترقبون شن الجيش الباكستاني عملية واسعة في مناطقهم خلال الأيام المقبلة، علماً ان الرئيس آصف علي زرداري أشار الأسبوع الماضي إلى أن وزيرستان ستكون الهدف المقبل للجيش بعد سوات، لكنه تراجع عن تصريحه بعد يومين معتبراً أنه أسيء نقله. وأبلغت «الحياة» مصادر رسمية في مدينة ديرة اسماعيل خان وبلدة تانك على الطريق التي تربط بين إسلام آباد وجنوب وزيرستان، بأن أفواجاً من الجيش وناقلات دبابات وآليات عسكرية تتجه إلى جنوب وزيرستان تمهيداً للمشاركة في عمليات ضد محسود، يعززها توافق الحكومة المدنية والمؤسسة العسكرية على ضرورة القضاء على الجماعات المسلحة ومنعها من زعزعة استقرار باكستان. وكان اكثر من ثلاثين ألفاً من سكان جنوب وزيرستان نزحوا عن مناطقهم خلال الأيام القليلة الماضية. تزامن ذلك مع حملة إعلامية تناولت امتداد تأثير المدارس الدينية الى جنوبإقليم البنجاب القريب من جنوب وزيرستان، وترافقت مع دعوات الى عملية واسعة لقطع الطرق التي تربط بين مقاطعات باكستان الأربع جنوبإقليم البنجاب، للسيطرة على تنقلات المتشددين.