أثار مقطع تعرض 4 أطفال للضرب على يد والدهم وعمهم المعروف ب"معيض" الجدل حول قضيتي التأديب والتعنيف، إذ أكد المتحدث باسم جمعية حقوق الإنسان خالد الفاخري ل"الوطن" أن الجمعية تحاول الوصول إلى الأطفال الذين ظهروا في الفيديو بغية التحقيق في الأمر. وفيما اعتبر مختصون نفسيون أن المقطع أظهر عنفا جسديا ولفظيا، تسابقت شركات ومؤسسات بتقديم هدايا للأطفال، الأمر الذي عده كثيرون ترويجا للعنف. فيما أكدت جمعية حقوق الإنسان أنها تعمل على الوصول للأطفال الذين تعرضوا للجلد بخيزرانة العم معيض، الذي ظهر في مقطع فيديو وهو يضرب أبناءه وأبناء إخوته بعصا خيزران، فتح المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع أمس جدلا حول التعذيب والتأديب. حقوق الإنسان تتدخل أعلن مستشار الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان والمتحدث باسمها خالد الفاخري ل"الوطن" أن "الجمعية تحاول الوصول للأطفال الذين ظهروا عبر الفيديو يتعرضون للتأديب عبر الجلد بالخيزران من قبل العم "معيض". وأضاف أن "الجمعية لم تتلق أي شكوى ضد بطل مقطع الفيديو "معيض"، إلا أن عدم شكوى المتضررين لا يعني تجاهل الموضوع والسعي للوصول إليهم ومعرفة خلفياته ومدى تضررهم من الضرب الذي تعرضوا له"، مشيرا إلى أن الجمعية تتابع مثل هذه القضايا المثارة في مواقع التواصل والتي تصل إليها مباشرة، وعند ثبوت حدوث عنف تقوم بالرفع للجهات المعنية بخصوصها. قضية جدلية سعوديون توزعوا حول المقطع بين مؤيد ومعارض وباحث عن التسلية أو راغب في "الطقطقة"، إذ تفاوتت الآراء حول تصرف المواطن، فبعد انتشار المقطع بشكل موسع بمواقع التواصل الاجتماعي تحول "معيض" إلى قضية جدلية حيث أنشأ مغردون هاشتاقا في موقع "تويتر" حمل اسم #جلد_العم_معيض، تصدر الهاشتاقات السعودية، ووصل الترند العالمي في وقت قصير. علق الفنان فايز المالكي على المقطع عبر تغريدة قال فيها: "أول مرة ما أرى أحدا يكتب عنفا أسريا وحقوق إنسان، ذلك يدل أن معيضا في كل بيت"، لافتا إلى أن اسم معيض لوحده يدل على تراث الماضي وأصالة الحاضر. أما المغرد سلمان فاستغرب تضخيم البعض لمقاطع الفيديو التي تظهر من وقت لآخر وتحويلها إلى قضايا رأي عام. المغرد الذي عرف نفسه بلقب "رعاك الله" حدد 4 مزايا للعم معيض وهي: "الدخول المفاجئ، والدقة في الجلد، وتوجيه الخيزرانة بدقة عالية، والجلد بالتدريج الأقرب ثم الأبعد". أما المغرد بوداحم فقد علق على المقطع بأبيات شعرية قال فيها: "ياونتي ونة اللي ضاعت أهدافه.. غص بحلا لقمته يا صعب بلعتها، معيض شافه وهو يركض ولا شافه.. وعطاه جلدة يخوف صوت لسعتها". التأديب والتعذيب يرى المدير السابق لمستشفى الصحة النفسية بجدة واستشاري الطب النفسي بصحة جدة الدكتور سهيل خان أن "هناك فرقا كبيرا بين التأديب والتعذيب، فالتأديب يكون باستخدام اللين، والكلمة الطيبة في إصلاح النشء، ويجب أن يتميز القائم بالتقويم بالقدرة على الحوار والصبر والإقناع، أما التعذيب الجسدي بالضرب أو الإهانة فيخالف ما جاء به الدين الإسلامي السمح والذي يدعو للتعامل مع الأطفال باللين". وأضاف أن "ضرب الصغار قد يتسبب بإصابتهم بانكسار نفسي يستمر على مدى سنوات، وقد يعاني هؤلاء من الألم النفسي والحسي، وكثيرا ما نشاهد حالات عنف انتقلت عبر الأجيال كان السبب فيها معايشة الصغار لعنف جسدي أو أسري". عنف متعمد ترى استشارية الطب النفسي وخبيرة الأممالمتحدة في علاج الإدمان الدكتورة منى الصواف أن "هذه حالة ظهرت على السطح رغم أن هناك حالات كثيرة، وأسهمت في انتشارها مواقع التواصل الاجتماعي، وبالنظر إلى منع ضرب الأطفال، فإن ما أقدم عليه العم معيض يعد عنفا متعمدا للأطفال يعودهم على لغة الضرب". وأضافت أن "هذه الأفعال قد تصيب الطفل المضروب باضطرابات نفسية، فقد يلجأ الصغير لإحالة العنف وممارسته مع أقرانه، وقد بصمت الطفل ويصبح جبانا، وقد يصبح المضروب فريسة سهلة للإرهابيين، حيث يستجذب هؤلاء الأطفال الخارجين من منازل يمارس فيها الإيذاء، وقد يؤدي ضرب الصغير إلى إصابته بالسيكوباتية وهي اللجوء الدائم للعنف".