لم يكن بحسبان العم معيض، وهو يحمل «خيزرانة الطيبين» بيمينه، أن محاولته تأديب ابنه وأبناء أخيه على الطريقة السعودية التقليدية، ستجعل منه «مربيا» مختلفا عليه، وشخصية ساخرة تمنى الكثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي إسناد العديد من الملفات التي شغلت الرأي العام المحلي إليه، لتأديبها وفق «ضوابط سعودية قديمة». ويبدو أن «كلاسيكو» مجلس «العم معيض» والتلوث الضوضائي الذي رافقه، كان السبب الرئيسي وراء إنهاء محاولة «صغار العائلة» توثيق مشهد «يوتيوبي» يظهر براعتهم في لعب كرة القدم، قبل أن يقتحم «معيض» مستطيلهم الأخضر المتواضع، منهيا مباراتهم ب «لسعة» حلت محل «صافرة الختام»، بعد ما أحدثوه من عبث في أرجاء المنزل. وعلى رغم تداول مقطع «جلد العم معيض» تخطى حدود مواقع «التواصل»، ليصل إلى حادثة أعادت «الرأي العام السعودي» إلى سالف العصر، في مشهد عاشه «السواد» الأعظم السعودي، ابان طفولته، الأمر الذي أظهرته تعليقات مرتادي المواقع، بعد بلوغ عدد التغريدات تحت وسم #جلد_العم_معيض إلى ما يربو على 200 ألف تغريدة. مغردو «تويتر» وعشاق «فيسبوك»، لم يقف بهم الحال على حافة الذكريات، بعد أن عاد بهم المقطع إلى أيامهم الخوالي فحسب، بل تمنى بعضهم ملفات وقضايا عدة، إلى «معيض» مثل المنتخب السعودي، وبعض الأندية السعودية، وملفات «الدرباوية» ومعضلة «الكوميديا» السعودية. ولأن ما فعله «العم معيض» لم يكن مستهجنا من غالبية المجتمع السعودي، تفاعلت عدد من الشركات والمؤسسات السعودية الكبرى مع مقطعه، بتقديمهم العديد من الهدايا له، وللأطفال المشاركين في المقطع الذي صور عفويا، دون علمه، كرحلة سفر إلى إحدى الدول الآسيوية، وجهاز ألعاب إلكتروني، واشتراك في ناد رياضي للأطفال. من جهته قال العم معيض ل«عكاظ»: إن الأطفال أخطأوا وأراد تأديبهم، وهذا شيء طبيعي. وأضاف «نربي أبناءنا على طريقتنا مثلما ربانا أهلنا، ولا أرى غرابة في الموضوع، ولم أتوقع أن يتداول الفيديو على نطاق واسع بهذا الشكل في وسائل التواصل الاجتماعي». وعن مطالبة حقوق الإنسان بالتقصي عن صاحب المقطع، أفاد معيض أن ضرب الأبناء نوع من التأديب، ولا يتطلب وقوف حقوق الإنسان عليه. وأردف «لم أبحث عن شهرة أو ظهور في الإعلام رغم الاتصالات التي انهالت علي من شخصيات كبيرة في المجتمع وقنوات فضائية وشركات سياحية، وإنما قمت بواجبي التأديبي».