قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان "إن الإسلام خرج من أرض مباركة، وإن قدر المملكة أنها تحتضن الكثير من الحضارات". وأضاف في كلمته خلال الندوة الثانية لليوم الثاني من الفعاليات الثقافية بالجنادرية "30" أن الملك سلمان ليس غريبا على الناس، بل كان محبا للناس فأحبوه، وكان يحضر أفراحهم وأحزانهم، إلا أن ذلك قل بعد أن أصبح ملكا بسبب كثرة التزاماته.
قارئ مميز وصف الأمير سلطان الملك سلمان بالعالم في التاريخ والسياسات الدولية، وعاصر الكثير من القضايا الخطيرة، كما كان قارئا من الطراز الأول، مستشهدا بأنه كان يقرأ الصحف المصرية التي كانت هي الوحيدة، ويلتقي بالصحفيين، ويناقشهم عما تكتب الصحافة، مشيراً إلى أن له موظفاً خاصاً يحفظ الملفات الصحفية للاطلاع عليها بشكل يومي. وذكر الأمير سلطان أنه عند انتهائه من دراسة الماجستير ناقشه الملك بالتفاصيل كافة، حيث إنه كان يضع ملصقات ويعلق على كل صفحة للكتب والمؤلفات التي يقرؤها، قائلاً "إلى هذا اليوم الملك سلمان لا يزال يخرج وثائق ويناقش فيها على الرغم من مشاغله". وتابع أن الملك سلمان أكثر شخص يحزنه أن تكون لأحد حاجة ولم يستطع توفيرها لدرجة أنه كان يقترض ليساعد المحتاجين، وكان يبدي حاجة الناس على حاجته الشخصية، مستشهدا بقصة شخصية له قائلا: "وعدني بمنحي مبلغا من المال، وعندما التقيت فيه ظهر أحد الأيام قال لي "الظاهر أن المبلغ راح"، واكتشفت بعدها أنه جاءه محتاج وأعطاه إياه. وأشار إلى أن الملك كان مثقفا من الطراز الأول سواء عربيا أو إسلاميا أو عالميا، فهو رجل عالمي من خلال سفراته لمختلف بلدان العالم إلا أن ذلك لم يثنه عن أن يكون محبا لهذه البلاد وأهلها، مستشهدا بمقولته الشهيرة التي كان يرددها "نحن عربٌ مسلمونٌ".
نظرته للربيع العربي يقول الأمير سلطان: أتذكر عندما اختطفت الشعوب العربية فيما يسمى ب"الربيع العربي" التي كان البعض يعتقد أنها ثورة الشعوب على حكامها، والحقيقة أنها الثورة على الشعوب، والتي كانت تطبيقا لمقولة "فرق تسد"، والمختلفة عن سياسة المملكة التي مفادها "جمع تسد"، مشيراً إلى أنه في عهد الملك سلمان المسؤول يرتقي إلى خدمة المواطن وليس العكس. متحدثون: سلمان محي للرياض عاشق للبحث والتاريخ شدد مشاركون في الندوة الأولى لليوم الثاني من الفعاليات الثقافية في الجنادرية "30" بعنوان "الملك سلمان قرارات وإنجازات" على أن سياسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، هي تأكيد على عزمه وحزمه وعلو همته، لافتين إلى قبوله الرأي والرأي الآخر، وأنه يناقش ويستشير قبل أن يصدر القرار أو الأمر. قال مستشار خادم الحرمين الشريفين الدكتور سعد الشثري "في هذا الزمن نحن في أشد الحاجة إلى قيادة صالحة رشيدة، ولا أعتقد يوجد في العالم كله قيادة صالحة رشيدة مثل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي وجدت لديه فهم المقاصد، وللإلمام الكامل لحاجة الناس والمعرفة والدراية بالعالم الخارجي، والصبر وقدرة التحمل على الأعمال الداخلية والخارجية وسرعة الاستجابة لها، كما أنه صريح في القول والتوضيح فيما يقصد، وأنه حسن الخلق نقي القلب وحسن السريرة، ولديه العزم والحزم وعلو الهمة". عشق الرياض وحب التاريخ لم يختلف وزير الاقتصاد والتخطيط السابق الدكتور محمد الجاسر عن الشثري، بل أضاف قائلا: "سلمان بن عبدالعزيز الملك الأمير والمفكر والمثقف منذ تولية إمارة الرياض عام 1372، وبمسيرة 60 عاما جعل من الرياضالمدينة التي أحبها بفكرة وثقافته، نقلها من قرية صغيرة إلى عاصمة منافسة لعواصم العالم بروح ملحمية، كان الملك سلمان يشارك مشاركة مباشرة في التنمية والتخطيط والعمران ليجعل من الرياض مثالا يحتذى به بين عواصم دول العالم". بدوره، كشف أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، أن الملك سلمان يهتم بالتاريخ وبحفظه، ولا يحب أن يكتب أحد عنه. ونقل السماري قول الملك سلمان "أريد أن يحفظ التاريخ ويزاول ويعايش". ومن هنا قام الملك سلمان بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وعندما تولى رئاسة مركز الملك عبدالعزيز جعل منه أيقونة تنبع بالتراث والثقافة". وأضاف أن الملك سلمان إذا قرأ كتابا في التاريخ أو الأدب ناقش المؤلف في المراجع التي سبق وأن قرأها أو لم يقرأها، ويثني على المؤلف دائما. فيما تحدث الصحفي جهاد خازن عن أن معرفته بالملك سلمان، منذ الستينات الميلادية، وطلب منه حينما كان أميرا للرياض باحثا متميزا يقوم ببحث عن المسيحيين العرب، فأتاه بأحد المؤرخين وقام ببحث أعجب به الملك سلمان، حينها، وكافأ الباحث مكافأة مجزية. بعض المداخلات سأل أحد الحضور الشيخ سعد الشثري عن مدى أهمية تشكيل التحالف الإسلامي في الوقت الراهن؟ وعلق الشثري، إن الملك سلمان سعى إلى ثلاثة أمور هي: "بث الطمأنينة في النفوس، وتوحيد الكلمة العربية الإسلامية، وحرصه على اجتماع الكلمة ووحدتها حتى لا يكون هناك مندس يثير الفتنة والطائفية والعدوان، وتحقيق قوة العلاقات العربية الإسلامية". وفي مداخلة لأحد الحضور لاحظ أن سياسة المملكة اختلفت وبدأت أكثر حزما، ما السبب في ذلك؟ ليرد عليه الشثري قائلا: "لا شك أن الأوقات تختلف ظروفها، وبالتالي تختلف معالجتها، فإذا كانت الدولة في السابق تنتهج سياسة معينة فإنها الآن اختلفت باختلاف الظروف، ولذا أنشئ المجلسان الاقتصادي والسياسي من أجل مراعاة أمور الدولة في هذين المجالين".