أكدت دراسة أوصت بها شركة "ريثيون" و"التحالف القومي للأمن السيبراني" NCSA أن الشباب في منطقة الشرق الأوسط يمتلكون درجات معرفة متقدمة بالمقارنة بنظرائهم في باقي مناطق العالم، حين يتعلق الأمر بمعرفتهم ودراستهم لعالم الأمن السيبراني، كما أنهم يملكون فهماً جيداً للعناصر الفاعلة في هذا المجال. وأظهرت الدراسة، التي حملت عنوان "أمن مستقبلنا: تقليص فجوة المواهب السيبراني" أن "82 ٪ من الشباب في المملكة و70 % من شباب الإمارات العربية المتحدة، و84 % من شباب قطر يمتلكون المعرفة اللازمة للمحافظة على بياناتهم ومعلوماتهم الشخصية آمنة عبر الإنترنت، متفوقين بذلك على المعدل العالمي الذي بلغت نسبته 65 %، بالإضافة إلى ذلك، أبدى 53 % من المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي وعياً بالواجبات المهنية المرتبطة بالعمل في مجال الأمن السيبراني، وهي نسبة تزيد بمقدار 13 % عن المعدل العالمي. دور ريادي للمملكة قال رئيس شركة "ريثيون" في المملكة لو بي لاروش "ركزت المملكة على جانب الأمن السيبراني، والعوامل الرئيسية لقطاع تكنولوجيا المعلومات، في ضوء دورها الريادي في المنطقة ومكانتها كقوة إقليمية، حيث يعتبر استمرار بناء هذه مقدرات للشباب والجيل القادم في مجال الأمن الإلكتروني، والدفاع الوطني أمراً أساسياً بشكل عام، ونظراً لبعض المتغيرات الأمنية التي تشهدها المنطقة".
التطلعات المهنية كانت شركة "زغبي للأبحاث" الأميركية قد أجرت دراسة مسحية شملت استجابات حوالى 4000 شخص من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-26 سنة، من الولاياتالمتحدة وأوروبا، وآسيا والمحيط الهادئ، ومن ضمنهم 606 أشخاص من دول مجلس التعاون الخليجي، أجاب المشاركون عن مجموعة من الأسئلة المتنوعة التي تغطي مستوياتهم التعليمية، وخبراتهم، وهواياتهم، وأهدافهم وتطلعاتهم المهنية. وأشارت دراسة نتائج الاستطلاع بين مواطني دول المجلس إلى وجود تباين بين مستوى معرفتهم وكفاءتهم في الإنترنت، وبين اهتمامهم باحتراف العمل في المجال السيبراني. وتبين من الاستطلاع أن 42 % من الرجال والنساء في دول مجلس التعاون استبعدوا العام الماضي فكرة الاحتراف في مجال يجعل الإنترنت أكثر أماناً، مقارنة ب16 % على مستوى العالم. وأظهرت الدراسة أن 40 % من النساء في دول مجلس التعاون يستبعدن فكرة الاحتراف في المجال السيبراني، مقارنة بنسبة 13 % من النساء يستبعدن هذه الفكرة على مستوى العالم.
مواهب ومهارات دلّت الدراسة أن كثيراً من الشباب في الخليج يمتلكون المواهب التي تتطلبها وظائف الأمن السيبراني، ويسعون إلى الاستفادة منها؛ حيث تملك 42 ٪ موهبة تحليل البيانات، و32 ٪ البرمجة، و28 ٪ حل المشاكل، و48 ٪ الإدارة، وعلاوة على ذلك، ذكر 79 % من المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي أنهم يتبعون نشاطات من شأنها أن تعطيهم دفعة للعمل في الميادين السيبرانية، مثل المسابقات الخاصة بالمجال السيبراني، والمنح الدراسية، والوظائف التدريبية، والبرامج الإرشادية، أو معارض الوظائف وغيرها.
فرص كبيرة يقول شهزاد ظفر، المدير التنفيذي للأمن السيبراني في "ريثيون": "تمتلك دول مجلس التعاون الخليجي خزّاناً من المواهب التي يمكن الاستفادة من مهاراتها في وظائف تتعلق بالأمن السيبراني، ويمتلك عدد كبير من النساء الشابات بالتحديد أيضاً المستوى التعليمي، والمهارات اللازمة لشغل وظائف ناجحة ومجزية في هذا المجال المتنامي والمهم". وأضاف أن "الرسالة التي يجب أن تصل إلى الشباب الراغبين بدخول سوق العمل في دول مجلس التعاون الخليجي هي وجود فرص كبيرة لاحتراف العمل في مجال الأمن السيبراني وقطاع أمن المعلومات، وهو المجال الذي تسعى دول الخليج إلى تعزيزه للاستمرار بدعم قدراتها التكنولوجية".