سلطان علي البلوشي راقت للفاشلين فكرة القتل وإكمال الدمار في العراق وسورية حيث المكان يساعد كثيرا على تشكل الخلايا القذرة، تحت مسمى يجذب مشاعر كثير من المنتمين إلى الدين، ويداعب أشجان الباحثين عن الجنة من أقصر الطرق حتى وإن كان مصيرها مجهولا، أو حتى إن مات ميتة جاهلية ليقوموا بنقل الأحداث من مناطق الصراع الرئيسة والمشكلة لتنظيمهم إلى دول الجوار، بل ومتخطين الحدود إلى قارات أخرى من العالم، بالرغم من فشلهم في تحقيق هدفهم في مكان نشأتهم. لنأخذ نفسا عميقا وننظر إلى مجريات الأحداث وكيف استطاع هذا التنظيم الخروج علينا كتنين من خرافات الماضي ليتمدد وينتعش ويصبح قوة على الأرض نسمع عنها ولا نراها، ويشكل تحالفا دوليا لمحاربة ما يسمى بداعش ولا نراه واقعا على أرض، بل إن هناك من أخرج لنا أدلة شرعية لظهوره في زمن ما، ألا نسأل أنفسنا القليل من الأسئلة؟! كيف تشكل؟ أين مركزه؟ أين قيادته؟ ما حدود سيطرته؟ هل هو فكر؟ أم دين؟ أم حالة خاصة؟ من يمثله إذا اردنا التحدث معه؟ كل هذه الأسئلة يجب أن نجيب أنفسنا عنها قبل أن أطرح رأيا خاصا يجيب عن هذه الأسئلة في مخيلتي، إنها الاستخبارات، وليست استخبارات دولة واحدة هي من يغذي هذا التنظيم، وإنما تحالف استخباراتي يقوم بتحديد هدفه ليصنع هذا التنين الذي يقوم بعمل كل شيء وتظهر نتائجه بعد أن يقوم بالعمل. الهدف الرئيس السيطرة على منابع النفط، وتفتيت ما تبقى من الدول ذات المساحات الكبيرة في عالمنا العربي، أو لنكن أكثر صراحة لتنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجديد، وعلى ما يذكر في الأمثال الشامية القديمة "من دقنو وافتلو"، نشأ هذا التنظيم بنواة استخباراتية غربية وطريقة مضحكة تحت ما يسمى جهادا بتأجيج نزعة الخلافة وانضمام المقاتلين الأوروبيين والأميركيين قبل العرب وإرسال المجندات للترفيه عن هؤلاء المقاتلين تحت ما يسمى فتوى نكاح الجهاد أو سمها ما شئت لإضفاء الطابع أو النكهة الإسلامية عليها، ليتم استقطاب الباحثين عن النهاية قبل البداية تحت بند إغرائهم بأسهل الطرق إلى ما يريدون، سواء من أراد منهم ملاقاة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من أراد أن يرتمي في أحضان الحور العين، وكأن الآخرة بأيديهم ناسين أو متناسين أن السموات والأرض أخذت في خلقها سبعة أيام ولم تكن بلمح البصر، وان الجنة والنار بيد الله. وها هم يزيدون من إظهار نتانة فشلهم باستهداف أهداف سهلة تثير العجب والسخرية باستهدافهم لدور عبادة. وختاما، إذا كانت هذه الأهداف تمثل انتصارا لمن يقومون باستهدافها، فلا مانع أن ينشأ في اليوم الواحد أكثر من تنظيم هدفه قتل الناس تحت مسمى الجهاد. كفاكم عبثا بالدين وبعقولنا يا سادة.