«تنظيم القاعدة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تنظيم القاعدة في اليمن تنظيم القاعدة في العراق داعش جبهة النصرة حزب الله في داخل المملكة جماعة الإخوان المسلمين جماعة الحوثي»، التنظيمات الإرهابية المسلحة المحظورة في بيان وزارة الداخلية الذي أصدرته، أمس الأول، ثابت عبر التاريخ أنها تنظيمات إرهابية ملطخة بالدماء والإرهاب والقتل وخيانة الأوطان وترويع الآمنين والمستأمنين، يرتدون عباءة الجهاد الإسلامي، وهم أكثر من يخالفونه، وأكثر من شوه صورة الإسلام والمسلمين في كل العالم بصورة غير مسبوقة تاريخيا، وهنا نستعرض في عجالة تاريخ هذه الجماعات المحظورة: تنظيم القاعدة تأسس تنظيم القاعدة أو قاعدة الجهاد في الفترة ما بين أغسطس 1988م، وأواخر 1989 وأوائل 1990م، وهو منظمة إرهابية وحركة مسلحة متعددة الجنسيات سنية إسلامية أصولية، تدعو إلى الجهاد الدولي، وهاجمت أهدافا مدنية وعسكرية في مختلف دول العالم، أبرزها هجمات 11 سبتمبر 2001م. وتستخدم القاعدة تقنيات الهجمات الانتحارية والتفجيرات المتزامنة في أهداف مختلفة، يقوم بها أحد أعضاء التنظيم الذين تعهدوا بالولاء لأسامة بن لادن «زعيم التنظيم ومؤسسه قتلته القوات الأمريكية في باكستان»، أو بعض الأفراد الذين خضعوا للتدريب في معسكرات التنظيم. وبعد الحادي عشر من سبتمبر والحرب على الإرهاب، أصبحت قيادة تنظيم القاعدة معزولة جغرافيا، ما أدى إلى ظهور قيادات إقليمية للمجموعات المختلفة، تعمل تحت اسم القاعدة، وصنفت القاعدة كمنظمة إرهابية من قبل معظم دول العالم. وقد وضح أسامة بن لادن أصل الكلمة في مقابلة مسجلة على شريط فيديو في أكتوبر 2001م: «ظهر اسم القاعدة منذ فترة طويلة بمحض الصدفة، فالراحل أبو عبيدة البنشيري أسس معسكرات تدريب المجاهدين لمكافحة إرهاب روسيا، وكنا نسمي معسكرات التدريب بالقاعدة، وبقي الاسم كذلك». ومع نهاية المهمة العسكرية السوفيتية في أفغانستان، أراد بعض المجاهدين توسيع نطاق عملياتهم لتشمل مد الجهاد الإسلامي في أجزاء أخرى من العالم، ولتحقيق تلك الطموحات، تشكلت عدة منظمات إرهابية متداخلة ومتشابكة، ومنها تنظيم القاعدة، الذي شكله بن لادن مع اجتماع أولي عقد في 11 أغسطس 1988م، وتمنى بن لادن القيام بعمليات غير عسكرية في مناطق أخرى من العالم، ولكن في المقابل كان عزام يريد الاستمرار في التركيز على الحملات العسكرية، وبعد اغتيال عزام عام 1989م، انقسم مكتب الخدمات وانضم عدد كبير إلى تنظيم بن لادن. وفي 9 أبريل 1994م، نفي بن لادن إلى السودان، وسحبت منه الجنسية السعودية وتبرأت منه عائلته. وبين عامي 1992 و1996م، ارتكز أسامة بن لادن والقاعدة في السودان، بناء على دعوة من حسن الترابي، وخلال هذه الفترة، ساعد بن لادن الحكومة السودانية، واشترى أو أنشأ عدة مؤسسات أعمال وأقام معسكرات لتدريب المقاتلين. وفي مصر، كان الظواهري وجماعة الجهاد الإسلامي المصري بمثابة النواة لتنظيم القاعدة، ولكنهم اشتركوا أيضا في عمليات إرهابية منفصلة ضد الحكومة المصرية، وكانوا أسوأ حظا في السودان، ففي عام 1993، قتلت تلميذة صغيرة في محاولة فاشلة للجهاد الإسلامي المصري لاغتيال رئيس الوزراء المصري عاطف صدقي، وتحول الرأي العام المصري ضد تفجيرات الجماعات الإسلامية، وألقت الشرطة القبض على أكثر من 280 من أعضاء الجهاد وأعدم ستة منهم. القاعدة في جزيرة العرب هو تنظيم إرهابي مرتبط بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري ويتخذ من الجزيرة العربية مسرحا لعملياته، ونشأ إثر اندماج بين تنظيمي القاعدة في كل من السعودية واليمن في بدايات عام 2009م، بعد تشديد السلطات السعودية ملاحقة عناصر التنظيم داخل أراضيها فلجأوا إلى الأراضي اليمنية مستفيدين من الوضع الأمني المتدهور بهذا البلد الذي تمزقه حرب الحوثيين في الشمال ومطالبة الحراك بالانفصال في الجنوب وقتها. وظهر التنظيم إلى الوجود في بدايات تسعينيات القرن الماضي وتوالى عدد من الشخصيات على قيادة التنظيم في السعودية وفي اليمن، وقد قتل بعضهم واستسلم آخرون، لكن ظهر بعد الاندماج قيادات جديدة على الساحة. وقبل اندماج الفرعين السعودي واليمني قام تنظيم القاعدة بعدد من العمليات في الأراضي السعودية، وفي عام 2005م، القوات السعودية تشن عملية واسعة على معاقل التنظيم، وأدت الحملة إلى توجيه ضربة موجعة له إثر مقتل عدد من قادته ومقاتليه واعتقال عدد آخر وهو ما أدى إلى تراجع عمليات التنظيم. أما بالنسبة لفرع التنظيم في اليمن، فقد اقتصرت هجماته قبل الاندماج على بعض العمليات الصغيرة التي تتم خلالها مهاجمة أشخاص غربيين باستثناء الهجوم على المدمرة الأمريكية كول في أكتوبر عام 2000م في خليج عدن. القاعدة في العراق تنظيم التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين أو «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين»، جماعة عسكرية صنفت على أنها من أخطر الحركات الإرهابية في العالم، كان يقودها «أبو مصعب الزرقاوي» في العراق، والذي قتل بعد استهدافه بضربة جوية استهدفت منزلا كان يقطن به في محافظة ديالى، والجماعة تضم أفرادا من مختلف الجنسيات وكان اسمها السابق «جماعة التوحيد والجهاد» لغاية مبايعة الزرقاوي لأسامة بن لادن، انضمت الجماعة مؤخرا إلى تشكيل يضم ثماني جماعات عراقية مسلحة ويسمى «مجلس شورى المجاهدين في العراق» وتم اختيار «أبو عمر البغدادي» أميرا له. دولة العراق والشام الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف باسم «داعش»، هو تنظيم إرهابي مسلح يتبنى الفكر السلفي الجهادي، بدأ تكوينه في 15 أكتوبر 2006م، بعد اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين وتم اختيار «أبا عمر» زعيما له، وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل أبو عمر البغدادي في 19/4/2010م، أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم. جبهة النصرة بعد اندلاع الأزمة السورية، بدأ تكوين الفصائل والجماعات المسلحة لقتال النظام السوري وفي أواخر العام 2011م، تم تكوين جبهة النصرة بقيادة أبي محمد الجولاني، حيث أصبح الأمين العام لها، واستمرت الجبهة بقتال النظام حتى وردت تقارير استخباراتية عن علاقتها الفكرية والتنظيمية بفرع دولة العراق الاسلامية، بعد ذلك أدرجتها الولاياتالمتحدةالأمريكية على لائحة المنظمات الإرهابية، وفي 9 إبريل ظهر تسجيل صوتي منسوب لأبي بكر البغدادي يعلن فيه أن جبهة النصرة هي امتداد لدولة العراق الإسلامية وأعلن فيه إلغاء اسمي جبهة النصرة ودولة العراق الاسلامية تحت مسمى واحد وهو الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش»، وبعد ذلك بفترة قصيرة ظهر تسجيل صوتي لأبي محمد الجولاني يعلن فيه عن علاقته مع دولة العراق الإسلامية، لكنه نفى شخصيا أو مجلس شورى الجبهة أن يكونوا على علم بهذا الاعلان فرفض فكرة الاندماج وأعلن مبايعة تنظيم القاعدة، وعلى الرغم من ذلك فإن للدولة الإسلامية وجبهة النصرة العديد من العمليات العسكرية المشتركة. وجبهة النصرة لأهل الشام تنتمي للفكر السلفي الجهادي، تم تشكيلها أواخر سنة 2011م، خلال الأزمة السورية وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز القوى المتمرسة على القتال هناك، وتبنت النصرة عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق، ولا يعرف بالضبط ما أصلها غير أن تقارير استخبارية أمريكية ربطتها بتنظيم القاعدة في العراق. حزب الله في المملكة ظهر ما يعرف ب«حزب الله في داخل المملكة» منذ ما يقارب 30 عاما، وبرز اسمه بعد استهدافه لمجمع يسكنه غربيون جنوبي الخبر في يونيو 1996م؛ أسفر عن مقتل 19 أمريكياً، وإصابة 372 من جنسيات مختلفة، رغم أنه لعب دوراً كبيراً في توتر العلاقات بين السعودية وإيران منذ إنشائه في العام 1987م، لولائه المعلن للخميني قبل وفاته، ثم للمرشد الإيراني الحالي علي خامنئي. وفي دراسة عن «حزب الله»، أعدها «معهد الشرق الأوسط»، في 2010م، بعنوان «حزب الله الحجاز.. تاريخ أكثر الجماعات السعودية تطرفاً»، أشارت إلى أنه صناعة إيرانية، ويسعى لتطبيق نموذج حزب الله اللبناني داخل المملكة لتحقيق أهداف سياسية عدة، ونفذ الحزب العديد من الهجمات الإرهابية، التي ذهب ضحيتها عشرات الأبرياء. وذكرت الدراسة أنه في سبعينيات القرن الماضي توجه عدد من الشيعة، ومعظمهم من سكان الأحساء، للدراسة بمدينة النجف العراقية، وفي منتصف الثمانينيات انتقلوا إلى مدينة قم الإيرانية بعد أعوام قليلة من الثورة الخمينية، وأسسوا «تجمع الأمة»، ثم غيروا اسمه إلى «تجمع علماء الحجاز»، الذي أصبح فيما بعد جزءاً من «حزب الله الحجاز»، علماً بأن كلمة «الحجاز» يقصد بها المملكة كاملة. وبعد الأحداث الدامية التي وقعت في حج عام 1987م، عندما هاجم حجاج إيرانيون رجال أمن وحجاجاً آخرين؛ ما أدى لمقتل نحو 400 شخص، وما تلا ذلك من توتر سياسي بين الرياض وطهران، رأت إيران أنها بحاجة إلى ذراع عسكرية على شكل جماعة مسلحة للضغط على المملكة من الداخل، وهو ما حصل بالفعل؛ فبعد نهاية الحج بفترة قصيرة أعلن الحزب قيامه في بيان نشره، وكان من بين مؤسسيه عدد من قيادات «تجمع علماء الحجاز»، الذين درسوا في قم والنجف، وكذلك ممن انتقلوا إلى سوريا عام 1985م، للدعوة إلى اتباع «خط الخميني». وخلال الأعوام القليلة التي تلت إعلان الحزب عن قيامه، نفذ عمليات عدة بالمنطقة الشرقية، وتمكنت السلطات السعودية من إحباط عمليات أخرى، وعثرت على قنابل وعبوات ناسفة بمصانع وشركات ومواقع حساسة، كما استشهد عدد من رجال الأمن في مواجهات مع عناصر الحزب أثناء محاولة القبض عليهم، وحاولوا اغتيال عدد من الدبلوماسيين السعوديين بالخارج. وعند الساعة العاشرة والنصف من مساء 25 يونيو 1996م، اهتزت مدينة الخبر على وقع انفجار صهريج محمل بأطنان عدة من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار، بالقرب من مجمع سكني؛ ما أدى لمقتل 19 أمريكياً، وإصابة المئات من جنسيات مختلفة، وكانت كل الخيوط التي توصل إليها المحققون السعوديون تشير إلى الحزب؛ فبدأت السلطات الأمنية حملة قوية لمطاردة عناصره، وتمكنت من توجيه ضربة قاسية للجماعة الإرهابية، سواء بضبط العديد منهم، أو بتجفيف منابع تمويلهم. الإخوان المسلمون جماعة أسسها حسن البنا في مصر في مارس 1928م كحركة إسلامية وسرعان ما انتشر فكرها، فنشأت جماعات أخرى تحمل فكر الإخوان في العديد من الدول، ووصلت الآن إلى 72 دولة تضم كل الدول العربية ودولا إسلامية وغير إسلامية في القارات الست. لكن وعلى خلاف ما يروجه قادة الجماعة من أنها جماعة سلمية دعوية، إلا أن تاريخها ملطخ بالكثير من الدماء والعمليات الإرهابية، وما يحدث في مصر من بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي أكبر دليل على أنها جماعة إرهابية وشواهد التاريخ على هذا كثيرة، يقول مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا: «الإخوان لا يطلبون الحكم لأنفسهم فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل العبء وأداء هذه الأمانة والحكم بمنهاج إسلامي قرآني فهم جنوده وأنصاره وأعوانه، وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله». وفي المؤتمر الخامس للإخوان يقول: «في الوقت الذي يكون فيه لكم معشر الإخوان المسلمين ثلاثمئة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحر، وأقتحم بكم عنان السماء، وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإني فاعل إن شاء الله». لقد استقر في عقيدة الإخوان المسلمين منهج التكفير والعنف والعنف المضاد منذ تأسيس الجماعة، وليس غريبا عليهم أن يكفروا المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو متظاهرين ضدهم، لأنهم كفروهم قبل ذلك بكثير، منذ أيام البنا وسيد قطب وبعدهما، فقد حكم قطب في كتابه «في ظلال القرآن (3/1735)»، على المجتمعات الإسلامية بأنها مرتدة، بقوله: «إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي». وكشف فريد عبدالخالق في كتابه «الإخوان المسلمين في ميزان الحق» ص 115 أن «نشأة فكرة التكفير بدأت بين بعض شباب الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وبداية الستينات وأنهم تأثروا بفكر سيد قطب وكتاباته وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية وأنه قد كفر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ومحكوميهم إذا رضوا بذلك». جماعة الحوثي نشأت في اليمن حركة تسمى بحركة أنصار الله، كانت تسمى بحركة الشباب المؤمن، وهي حركة سياسية دينية إرهابية مسلحة تتخذ من صعدة في اليمن مركزا رئيسيا لها، عرفت باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004م، ويعد الأب الروحي للجماعة. وتأسست الحركة عام 1992 على يد محمد عزان وعبدالكريم جدبان وافتتحت مراكز صيفية واستقطبت ما يقارب 15 ألف طالب، وعرفت باسم الشباب المؤمن. وخاضت الحركة ستة حروب مع حكومة علي عبدالله صالح وحربا مع المملكة في ما عرف بنزاع صعدة. اتهمت الحركة الحكومة اليمنية بالتمييز ضد الزيدية بينما اتهمتهم الحكومة بالتخطيط لإسقاطها واستعادة الإمامة الزيدية التي سقطت في 26 سبتمبر 1962م، واتهمتهم كذلك بإنشاء تحرك شبيه بحزب الله في لبنان وإثارة المشاعر المعادية للولايات المتحدة في المساجد.