يعيش سكان محافظة الحرث على الشريط الحدودي بمنطقة جازان حياة آمنة ومستقرة، ويمارسون طقوسهم الرمضانية بشكل طبيعي، دون تأثر بقصف العصابات الحوثية الانقلابية في اليمن. فبعد دقائق معدودة منذ إعلان رؤية هلال شهر رمضان، ارتفعت أصوات المآذن بالدعاء في صلاة التراويح، في أجواء تسودها الروحانية والطمأنينة، وسماء تحلق فيها طائرات الأباتشي والقوات الجوية التي أسكتت أفواه مدافع العدو التي تحاول يائسة ترويع الآمنين. وفي كل صباح باكر، يخرج الشباب والأطفال لممارسة لعبة كرة الطائرة التي طالما استهوت كثيرا من أهالي المنطقة في شهر رمضان، حتى أصبحت عادة اعتادوها، فترى في كل قرية وحي ملعبا يضم مجموعة من الشباب والصغار. ويقضي بعض السكان وقته في القيام بأعماله الخاصة أو المنزلية، ويستغل البعض وقت فراغه في النزهة داخل الحقول الزراعية ورعي الأغنام والمواشي، ثم تعج أسواق الفواكه والخضروات بالمتسوقين في عصر كل يوم، وتزدحم محلات بيع السمبوسة بالزبائن. ويسجل سكان محافظة الحرث وقراها أروع صور الشجاعة والبسالة والولاء من خلال ثباتهم أمام سقوط قذائف العدو، دون الخروج من منازلهم أوالرحيل عن أراضيهم، بل تراهم يقفون جنبا إلى جنب مع رجال الأمن، بتقديم وجبات الإفطار لهم والمصاحف والهدايا مما يجسد اللحمة بين أبناء دين واحد في وطن.