تلزم ظروف الدراسة وبعد المسافة كثيرا من الطلاب السعوديين صيام رمضان بكندا وقلوبهم تتوق للعودة لقضاء الشهر الفضيل في المملكة. بدر ربيع الرشيدي، طالب في جامعة تورنتو يقول: لا يوجد إنسان لا يشتاق إلى قضاء أجمل أوقاته مع الأهل والأصدقاء، ورمضان مع الأهل له طابع آخر، ويضيف اضطررت للصيام بكندا بسبب ظروف دراستي. وليد بن منصور النويصر الذي يدرس لغة إنجليزية في تورنتو يقول: كنت أود قضاء شهر رمضان في المملكة وذلك بسبب اشتياقي لعائلتي ورائحة مملكتي الحبيبة وأمنيتي أداء العمرة ولكني اضطررت للبقاء بكندا بسبب ارتباطي بإكمال متطلبات اللغة الإنجليزية حتى يتسنى لي بعدها الحصول على قبول في الجامعة لإكمال الدراسة. أما حسن عيديد فيقول: نشتاق للأجواء الأسرية في المنزل، وتعودنا على الأجواء الرمضانية في كندا، والسبب الذي يجبر أغلب الطلاب المبتعثين على صيام رمضان بالخارج هو نظام الابتعاث حيث السماح بالسفر بعد انقضاء تسعة أشهر على الدراسة كأقل مدة (فترة اللغة) حتى يصرف له تذكرة سفر. يفتقد المبتعث في شهر رمضان يقول الرشيدي أفتقد سماع الأذان وأصوات المساجد في صلاة التراويح وازدحام الشوارع قبل الفطور إضافة إلى اجتماع الأهل على مائدة واحدة ولقاء الأصحاب واجتماع العوائل للإفطار الجماعي. ويذكر النويصر أفتقد الأجواء الروحانية وأصوات المآذن والاجتماع حول المائدة الرمضانية بين أفراد العائلة، لكن وجود زوجتي معي يساعدني على تحمل الغربة والأصدقاء الذين تعرفت عليهم في هذه البلاد أصبحوا إخوة لي. ويتحدث العيديد فيقول نفتقد الصلاة في المسجد سواءً في رمضان أو غير رمضان بما في ذلك صلاة التراويح والتجمع العائلي وقت الإفطار وأفتقد أكلات والدتي والأكلات الشعبية مثل السمبوسة والشوربة، والمشروبات مثل السوبيا التي لها نكهتها المميزة في رمضان. ويقول عيديد لكن سأحاول تعويض ذلك من خلال تجمع العوائل العربية ومساعدة بعضها بعضاً وروح الأسرة الواحدة، والتجمع لصلاة التراويح في رمضان ومتابعة وسماع أخبار الوطن في مختلف المجالات. جدول المبتعث في رمضان يقول الرشيدي أحرص على اغتنام هذا الشهر بالإكثار من الطاعات خصوصا أني بعيد عن الحرمين الشريفين وأحرص أيضا على مساعدة الأهل في إعداد الإفطار. أما النويصر فيقول: قمنا بتجهيز مصلى قريب من منطقة السكن وخاصة أنها كثيفة بالسكان السعوديين ولا يوجد مسجد قريب، كما تطوعت في برنامج إفطار صائم الأسبوعي. ويقول العيديد: يعد أول رمضان أعيشه خارج وطني وخارج مدينتي (مكة) لكني أحاول قدر المستطاع التأقلم ومسايرة أموري بنفس أفكار رمضان في وطني ومشاهدة بعض برامج التليفزيون الرمضانية المفيدة عبر الإنترنت.