نجح المتحدث الرسمي لتحالف عاصفة الحزم العميد ركن طيار أحمد عسيري، في تقديم صورة نموذجية للإعلام العملياتي خلال الحرب، فكان بحق نموذجا لإعلامي الأزمة الناجح، ومنحه انتماؤه للدولة التي تقود عمليات التحالف قوة ومصداقية، كما أكسب الإعلام السعودي الرسمي حضورا مميزا في قلب تلك العاصفة. هذا وفق تصنيف المستشار الإعلامي الدكتور عايض حسن الشهراني، الذي قال في تصريح خاص إلى "الوطن" أمس، إن عسيري نجح في إدارة الحرب إعلاميا بصورة متقنة، اتسمت بشمولية العرض لكل محتوى المؤتمر اليومي، وتتبع التفاصيل، وتسلسل الأحداث لما يعرض من صور ومقاطع لعمليات القصف الجوي، إضافة إلى الفطنة والذكاء، وسرعة البديهة التي يتمتع بها، كما توّج عسيري حضوره المميز بإجادته أكثر من ثلاث لغات عالمية، ما أعطى الثقة في إدارة الكلمة ونقل المعلومة خلال المؤتمر. ويضيف الشهراني "تمتع عسيري بكثير من عوامل القوة لإدارة الأزمة إعلاميا في كثير من المواقف، وإجابته عن بعض الأسئلة، كالسؤال الشهير عن كلفة الحرب. كما اتسم بالهدوء والصمت، ومنح الصحفيين الوقت الكافي لطرح أسئلتهم. وعسيري لا يهتم ولا يتأثر لما يثار في الإعلام سلبا بشأن عاصفة الحزم، حتى وإن كان من إعلام بعض دول التحالف، كالسقطة المدوية لإحدى القنوات المحسوبة على التحالف التي وصفت الشهداء السعوديين بالقتلى. ونحج عسيري في جعل المؤتمر الصحفي لعاصفة الحزم مصدرا موثوقا لتزويد الأمة والمجتمع والعالم بالحقائق التي تحدث على أرض المعركة، ما أسهم في الحد من انتشار الإشاعات والأخبار الكاذبة حول الحرب، وساعد المجتمع على تكوين رأي عام صحيح معتمد على المعلومات والحقائق المدعمة بالصور والأفلام الوثائقية لعمليات القصف، وأهدافها. كما أثبت متحدث عاصفة الحزم احترافية التخطيط الإعلامي المتقن الذي يتسم بالمرونة، وآليات العمل الدقيقة القادرة على التكيّف السريع في التغير والتحول الذي يشهده الميدان، بما يخدم أهداف الحرب.ويضيف الشهراني "الإعلام السعودي ليس معنيا وحده بإدارة أزمة الحرب إعلاميا، بل إن على إعلام دول التحالف دور مهم جدا في دعم عاصفة الحزم وأهدافها في اليمن، وضرورة جعل المتحدث الرسمي للعاصفة مصدرا رئيسا للأخبار، والعمل على رفع الروح المعنوية للجنود المرابطين في الجبهة، وشن الحرب النفسية ضد العدو، وطمأنة المجتمع وجعله يعيش حياته بصورة طبيعية، كما كان الوضع عليه قبل الحرب، الأمر الذي يتطلب تقوية ثقة المجتمع بالقوات العسكرية في اليمن. كما أصبح من المحتم إخراس بعض الأصوات النشار في بعض الوسائل الإعلامية العربية المحسوبة على دول التحالف، خاصة في مصر، لما تبثه من انتقادات ليس هذا وقتها، ولا مناخها الطبيعي.