جاء توقيت عملية "عاصفة الحزم" قبيل انعقاد القمة العربية من أجل وقف تمدد الحوثيين تجاه عدن وفرض سيطرتهم على اليمن، وإرسال رسالة واضحة إلى إيران. ويجد المحلل السياسي والكاتب الصحفي الدكتور عبدالله الطاير أن المملكة تريد أن ترسل رسالة قبل انعقاد القمة العربية، سواء للداخل أو الخارج، ترمي إلى لمّ الشمل العربي، باعتبار أن اليمن عمق استراتيجي للمملكة، وأن التدخل الحاسم تم بناء على استنجاد اليمن بالمملكة ودول الخليج والمجموعة العربية التي رمت بثقلها في الحرب لاستعادة الشرعية، والحد من تمدد الخطر الحوثي. وأضاف "طلب اليمن للتدخل الخليجي جاء بصورة طبيعية، وهذا ليس غريبا. فهو حق يكفله لها نظام مجلس الأمن والأمم المتحدة أن تطلب العون من المجموعة الدولية، ومن الدول المجاورة في حالة التعرض لعدوان، لتعزيز السيادة الشرعية في هذا البلد، سواء بالعمل العسكري أو غيره. الخطوة التي اتخذها الملك سلمان ودول الخليج في التدخل قبل انعقاد القمة العربية تسير وفق القانون الدولي، وفيها أيضا رسالة واضحة تفيد بأن التوغل الحوثي الإيراني خطر محدق على دولة شقيقة، هي جزء من أمن المنطقة، ومن هذا المنطلق لا يمكن السماح للتغلغل الإيراني أن يمتد أكثر مما هو عليه". ويرى الطاير أن دول الخليج لا يمكنها السكوت إلى أن يتم اقتياد الرئيس الشرعي لليمن من عدن إلى صنعاء، ومن بعد تتحرك الدول المجاورة، وقال "كان التدخل في الوقت المناسب، الوقت يمضي والمتمردون يبسطون سيطرتهم على اليمن، ولا أعدّ الحوثيين هم العامل الرئيس في السيطرة، وإنما فلول علي عبدالله صالح والولاءات التي لا تزال حاضرة في المشهد اليمني. وللأسف لم تستطع الحكومة اليمنية أن تعيد ترتيب الجيش اليمني، وهذا مكن الحوثيين من الاستيلاء على العاصمة". وحول احتمال التدخل البري أشار الطاير إلى أن "التصريحات المعلنة تؤكد أن الهدف هو حرمان الحوثيين من القدرات العسكرية وبالذات الاستراتيجية والثقيلة التي استولت عليها من القواعد العسكرية اليمنية. الهدف من العملية هو شل قدرات الحوثيين ومنعهم من السيطرة على البلاد. لذلك فإن التدخل البري مشروع في هذه العملية. تصريح المملكة واضح، فالأرض اليمنية مشروعة لهذه الحملة من أجل استعادة الشرعية وإعادة الاستقرار لهذا البلد الشقيق". وعن احتمالية الرد الحوثي على المملكة من الجبهة الحدودية مع صعدة، قال "هناك أكثر من 150 ألف عسكري سعودي على أهبة الاستعداد لحماية المناطق الحدودية، وإذا تحرك الحوثيون في هذا الاتجاه فإن الرد سيكون سريعا وحاسما وأقسى مما يتصورون وستكون نهايتهم". وعن التوقعات الممكن أن تقوم بها إيران للرد على عملية عاصفة الحزم بين الطاير أن هذه العملية رسالة واضحة للإيرانيين، مفادها أن دول الخليج لن تقبل التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة، مشيرا إلى أن إيران حاولت التدخل خلال عملية حرب الخليج الأولى عبر الاقتراب من حدود المملكة، وكان الرد صاعقة لهم.