أكد محللان سياسيان سعوديان على أن عملية «عاصفة الحزم» هي قرار حازم وشجاع اتخذ من قادة نفد صبرهم في تسيير الأمور في اليمن بالطريقة الدبلوماسية والحوارية، ووجدوا بأن الحوثيين والميليشيات الداعمة لها أصابهم الغرور من جراء تمددهم السريع في أرجاء اليمن وتهديد أمنه واستقراره وتنفيذ مخططات إيرانية بتمزيق نسيجه الاجتماعي. حيث أكد المحلل الاستراتيجي، فضل بن سعد البوعينين على أن اتخاذ قرار المواجهة العسكرية ليس بالأمر السهل؛ خاصة من قبل الدول المتزنة التي تنتهج العقلانية في اتخاذ قراراتها وردود أفعالها؛ كالسعودية التي استنفدت كل السبل الدبلوماسية لمعالجة الأزمة اليمنية؛ وإنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية؛ وآخرها دعوتها للفرقاء اليمنيين؛ بما فيهم الحوثيون؛ لعقد مؤتمر في الرياض لإنهاء الأزمة؛ إلا أن دعواتها المتعقلة لم تزد الحوثيين إلا جنونا وجهالة قادتهم للزحف نحو عدن ومهاجمة مقر الرئيس هادي بقصد تصفيته؛ وهو أمر سيقود اليمن نحو الهاوية؛ وسيسقطها في مستنقع الحروب الأهلية التي لن تتوقف على الحدود اليمنية بل ستتجاوزها إلى المنطقة برمتها. وأضاف: إن ذلك سوف يمهد للجماعات الإرهابية ومنها القاعدة في اليمن للتمدد وتهديدها للمملكة ودول الخليج انطلاقا من اليمن، إضافة إلى ذلك سيطرة إيران من خلال الحوثيين على اليمن يعني قدرتها بالتحكم في مضيق باب المندب وهو أحد أهم المضائق في العالم؛ والمتحكم في صادرات النفط إلى أوروبا وأمريكا؛ ولو سيطرت إيران على مضيقي هرمز وباب المندب فذلك يعني قدرتها على شل حركة صادرات النفط وحركة التجارة العالمية؛ وهذا ما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لإطلاق «عاصفة الحزم» من أجل إحقاق الحق وحماية المنطقة من عبث الحوثيين ومن خلفهم إيران التي تسعى جاهدة لزعزعة أمن الخليج واستقراره. هدف السعودية هو تحقيق أمن واستقرار المنطقة وهو أمر لن يتحقق ما لم تستقر اليمن؛ ويقمع الانقلابيون؛ ويوقف التغلغل الإيراني في اليمن. نجاح السعودية ودول الخليج وحلفائهم في إنهاء التدخل الإيراني في اليمن؛ وقمع الانقلابيين وإعادة الشرعية سيعطي الدول المارقة درسا لن تنساه أبدا. وأوضح بأن حصول السعودية على دعم المجتمع الدولي في استجابتها لطلب الرئيس اليمني هادي بالتدخل وحماية الشرعية وإنقاذ اليمن؛ يوفر الغطاء الدولي لها؛ ويدعم الشرعية اليمنية ويضعف من موقف الحوثيين وأعوانهم. أعتقد أن التدخل في اليمن بات ضرورة ملحة لإنقاذه وإنقاذ الشعب اليمني وقطع الأيادي الإيرانية العابثة في المنطقة العربية؛ ووقف تمددها؛ فسقوط اليمن سيقود إلى انعكاسات سلبية على منطقة الخليج الغنية بالنفط وقد يفتح ذلك بابا للتدخلات الأجنبية فيها؛ وهو أمر لا يرغب أحد في حدوثه. ومن جانبه أكد الدكتور عبدالله القباع، استاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بأن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قد جاء في الوقت المناسب وخاصة في ما يتعلق بالضربة الجوية التي قصفت مواطن القوة في التحالف الحوثي مع قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح والتي أخذت تعبث بأرجاء اليمن وتهدد أمنه وتمزق نسيجه الاجتماعي. وأضاف بأن المملكة سعت من خلال هذه العملية التي شاركت فيها دول الخليج وبعض الدول العربية إلى تأكيد الشرعية للرئيس هادي واستعادة اليمن لبسط نفوذه على كافة أراضيه ووقف عمليات زعزعة الأمن والاستقرار الذي سببته الميليشيات المسلحة الفوضوية التي تهدف إلى رسم استراتيجية واجندة خارجية على البلاد بقوة السلاح. وأشار إلى أن الحوثي كان يرغب في توسيع نطاق البلبلة ونقلها إلى الدول المجاورة وخاصة المملكة، ولكن القرار الحازم والشجاع الذي اتخذته المملكة أوقف هذا المخطط المشبوه وأعاد الحوثيين إلى جحورهم. وأفاد بأن من نتائج هذه العملية أن تساعد الشرعية في اليمن على بسط نفوذها وإحباط المخطط الحوثي المدعوم من إيران الذي يريد تحويل اليمن إلى جبهة تهدد أمن واستقرار المملكة ودول الخليج..