شدّد محللون سياسيون على أهمية عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة ضمن تحالف دولي - عربي للقضاء على الحوثيين، معتبرين أن من شأنها تعزيز أمن المنطقة وحماية مكتسباتها، لافتين إلى أن ما يقوم به الحوثيون من عبث بالأمن والاستقرار يدعو إلى وضع الحد الحازم معه، إلى جانب التصدّي للتدخل الإيراني على مستوى اليمن والمنطقة عموماً. وأكد رئيس الجمعية السعودية للعلوم السياسية الدكتور سرحان العتيبي، أن المواطنين في اليمن يرفضون وجود الحوثيين، لذلك هم ينددون بوجودهم ويطالبون بخروجهم، لافتاً إلى أن الترحيب الشعبي اليمني لعملية «عاصفة الحزم» يؤكد الإجماع على رفض هذه الجماعة وتمددها غير الشرعي. وأضاف العتيبي في حديثه ل«الحياة»: «قامت مجموعة من الدول العربية بقيادة المملكة بدعم شرعية الحكومة اليمنية في صنعاء، وكانت عاصفة الحزم التي ضربت مكامن القوة الحوثية وكذلك قوة الرئيس السابق على عبدالله صالح ومراكز التحكم والقيادة للحوثيين، وشهدت النتائج الأولية أن هناك ضربة قوية للحوثيين ستسهم في الحد من تمددهم وتجاوزاتهم». وأشار إلى أن ضرب الحوثيين وجد التأييد والترحيب، مستشهداً بالمسيرات والمظاهرات الشعبية في صنعاء وتعز والحديدة وعدن التي تؤيد تلك الضربات وتندد بالمشروع الحوثي، وترحب بعاصفة الحزم وعملياتها، مضيفاً: «هذا أكبر دليل على أن الشعب اليمني يرفض كلياً السياسة والوضع الذي فرض عليهم من الحوثيين، فهذه الجماعة على تعاون واضح مع إيران منذ فترة طويلة، والتصريحات الإيرانية التي ظهرت قبل أيام تدل أن هناك توافقاً وتعاوناً وتخطيطاً مشتركاً مع الحوثيين، كما أنها تؤكد تحكم إيران في أربع عواصم عربية ومنها صنعاء». وأفاد بأن هناك وصولاً إيرانياً في باب المندب وكذلك خبراء عسكريون يعملون مع الحوثيين في صنعاء، مبيّناً أن التدخل الإيراني ومحاولة إسقاط الحكومة الشرعية في اليمن وتهديد الأمن السعودي دفع المملكة والتحالف المكوّن من دول عدة إلى اتخاذ الخطوة الرادعة واللازمة ووضع حد لتلك التهديدات. بدوره، أكد المحلل السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور علي العنزي، أن المصالح السعودية والعربية خط أحمر في اليمن وغيرها من المناطق العربية، مشيراً إلى أن التوغل الإيراني في اليمن وتدخلها في شؤونها استدعى تدخلاً حازماً من المملكة ودول المنطقة، مؤكداً أن هذا التحالف جاء في الوقت المناسب. وقال العنزي في حديث ل«الحياة»: «إن التحالف الذي تقوده السعودية ومجموعة من القوى المؤثرة في المنطقة، ليس بهدف الحفاظ على المصالح السعودية وأمنها وحسب، وإنما الحفاظ على أمن واستقرار جميع دول المنطقة، بدليل أن الخطوة وجدت دعماً مصرياً ودولياً واضحاً وفعالاً، ولم يقتصر الأمر على دول الخليج العربي وحدها، فهذه الخطوة تشكل مؤشراً قوياً بأن المملكة تملك القرار الحاسم والحازم، إضافة إلى أنها تملك الذراع العسكرية القويّة في حال أرادت أن تحمي مصالحها ومصالح الدول الخليجية من التدخلات الخارجية، وخصوصاً التدخل الإيراني الذي يتطلب أن يوضع له حد صارم، وأجد أن كل القوى الإقليمية في المنطقة ستحسب حساب رد فعل المملكة ودول المجلس بعد عاصفة الحزم». وأفاد بأن الخطوة التي قامت بها المملكة لا بد أن يواكبها مشروع تنموي وسياسي يدعم الاستقرار في اليمن وتعزيز أمنها وثقلها في المنطقة، مشدّداً على ضرورة أن يكون اليمن عضواً كاملاً في مجلس التعاون لدول الخليج العربي، مضيفاً: «في حال دخول اليمن ووجودها كجزء من المنظومة الخليجية فلن يكون لأحد الحق في التدخل في شؤونه، إضافة إلى أن هذا الدخول سيسهم في تنمية اليمن وتقدمه على مستوى شؤون عدة، لذا لا بد من مواكبة الخطوة العسكرية بشكل عاجل». واعتبر أن التأييد الدولي والشعبي لعاصفة الحزم، يعكس صحة الخطوة وأهميتها، مشيراً إلى أنه منذ بدء خطوات الانقلاب على الرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور ظهرت التنديدات والمعارضة لهذه الخطوة، نظراً لكونها غير مقبولة وفيها من التعدّي والتجاوز، منوّهاً بأن عاصفة الحزم ستوازن القوة بين مختلف الأطراف وستقضي على الحوثيين بشكل كامل. الأمين العام للجاليات اليمنية: نحن تحت إمرة المملكة أوضح الأمين العام للجاليات اليمنية في السعودية حسين باهميل، أن اليمنيين يقفون جنوداً مع المملكة وصفاً واحداً يهدف إلى تعزيز أمن ووحدة اليمن ودول المنطقة عموماً. وقال في حديث ل«الحياة»: «إن ضرب الحوثيين من خلال عملية عاصفة الحزم قرار موفق جداً وفي محله، فالحكومة اليمنية الشرعية برئاسة عبدربه منصور طلبوا من دول المنطقة بقيادة المملكة التدخل السريع لوضع حد للتمدد الحوثي في اليمن، ولم تتوان المملكة في تقديم الدعم اللازم، فهذه الخطوة تسهم في إعادة الأمن والاستقرار في اليمن والحفاظ على الشرعية فيها». ونوّه بأن للمملكة الدور الكبير في قيادة التحالف الخليجي والعربي لإعادة الشرعية والحفاظ على أمن اليمن، معتبراً أن المملكة هي الراعي للأمة الإسلامية، لافتاً إلى أن المواطنين اليمنيين منذ اليوم الأول لمحاولات التوغل الحوثي وهم ينددون بوجود الحوثيين ويطالبون بإخراجهم من اليمن نظراً لكونهم يشكّلون عصابات، مضيفاً: «ظهر الترحيب الكبير من المواطنين اليمنيين بالتحالف وبعملية عاصفة الحزم، بدليل المظاهرات التي شهدتها مدن عدة».