أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن مقاتلي تنظيم الدولة "داعش" استولوا على ثلث مدينة كوباني السورية على الحدود مع تركيا، على الرغم من الغارات الجوية الأميركية التي تستهدفهم داخل المدينة وحولها. وأضاف أن الاشتباكات استمرت صباح أمس بينما حاولت قوات تنظيم الدولة التقدم. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "يسيطر تنظيم الدولة في العراق والشام على أكثر من ثلث كوباني. كل المناطق الشرقية وجزء صغير من الشمال الشرقي ومنطقة في الجنوب الشرقي". من جانبه، قال قائد المقاتلين الأكراد الأقل تسليحا الذين يدافعون عن المدينة إن مقاتلي الدولة الإسلامية يسيطرون على منطقة أصغر قليلا من ثلث المدينة، معترفا بأن المقاتلين الإسلاميين حققوا مكاسب كبيرة مع تواصل المعارك المستمرة منذ 3 أسابيع. وقال قائد المليشيا الكردية المسلحة عصمت الشيخ إن مقاتلي داعش استولوا على ربع المدينة تقريباً لجهة الشرق. وأضاف "الاشتباكات مستمرة، إنها حرب شوارع". وتردد أمس دوي انفجار في الجانب الغربي من المدينة ذات الأغلبية الكردية وأمكن رؤية سحابة دخان سوداء قاتمة بوضوح من الحدود التركية التي تبعد كيلومترات قليلة. وفي واشنطن قالت وزارة الدفاع الأميركية إن ثمة حدودا لما يمكن أن تفعله غارات التحالف في سورية، قبل أن تصبح قوات المعارضة السورية المعتدلة قوية بما يكفي لصد متشددي داعش. واستبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما احتمال إرسال قوات برية في مهمة قتالية هناك. وفي محاولة لمنع سقوط المدينة، شنت طائرات التحالف الدولي أمس مزيداً من الغارات على مواقع التنظيم في عين العرب وحولها. وأشارت وزارة الدفاع الأميركية في بيان رسمي إلى أن الغارات الكثيفة دمرت 5 مدرعات ومستودع إمداد ومركزا للقيادة والتحكم. وفي تركيا، ساد الهدوء الشوارع مع فرض السلطات التركية حظر تجول في 5 محافظاتجنوب شرق البلاد، وهي قيود لم تفرض منذ التسعينيات عندما كانت لا تزال قوات حزب العمال الكردستاني تقاتل الجيش التركي في المنطقة. وأغضب حزب الاتحاد الديموقراطي تركيا في العام الماضي، عندما أنشأ إدارة انتقالية في شمال شرق سورية، بعد أن انتزعوا السيطرة على المنطقة من نظام الأسد، في الوقت الذي تريد فيه أنقرة من القادة الأكراد أن يتراجعوا عن الحكم الذاتي الذي أعلنوه من طرف واحد. وقالت القيادية في الحزب آسيا عبدالله في تصريحات صحفية "هذا المطلب ليس مقبولا بالنسبة إلى الأكراد. وقلنا لتركيا إنه من غير الممكن أن نتراجع خطوة إلى الوراء". وطلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة الأميركية فرض منطقة حظر جوي فوق سورية لمنع طائرات النظام المقاتلة من الطيران فوق المناطق السورية بالقرب من الحدود التركية، وإنشاء منطقة آمنة تسمح لنحو 1.5 مليون لاجئ سوري بالعودة من تركيا إلى بلادهم. وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني فيليب هاموند قد أعلنا في واشنطن، أن البلدين على استعداد لبحث فكرة إقامة منطقة عازلة على الحدود بين تركيا وسورية. في سياق منفصل، قالت مصادر بالجيش الحر في تصريحات إعلامية إن الثوار نفذوا عملية نوعية ضد تنظيم "داعش" أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم، عبر تسميم وجبات الطعام المقدمة إليهم في أحد معسكرات التنظيم بريف دير الزور. وأكدت المصادر أن الطباخين المتعاونين مع الجيش الحر تمكنوا من الفرار مع عائلاتهم بمساعدة الثوار، وهم الآن في منطقة آمنة.