يضم مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت بين جنباته مكانا خاصا ينفرد به عن المخيمات الأخرى المماثلة في لبنان. المكان هو "متحف الذكريات" الذي يحتوي على مئات الأشياء التي كان الفلسطينيون يستخدمونها قديما في حياتهم اليومية ابتداء من أدوات الزراع والحرفيين مرورا بالأدوات المنزلية ومفاتيح البيوت وحتى ما كان يعرف بصندوق العروس. المتحف الخاص أنشأه عام 2005 محمد الخطيب الذي تجول في لبنان طولا وعرضا لجمع مقتنياته التي تحمل قيمة تراثية ومعنوية كبيرة. وقال الخطيب "الهدف لم يكن المادية والتراثية وحتى الثقافية ونمط الحياة السابق في فلسطين، بل كان لا بد من تجميعها حتى تكون نوعا من المنبر الثقافي.. من المنبر التراثي.. يشاهده الناس. والمخيمات ليست هي فقط محلا للسكن غير اللائق بالإنسانية، بل عندنا بالمخيمات ثقافة.. عندنا علم، وتراث.. وعندنا ناس تفكر". ورغم الفقر الواضح في مقومات الحياة الثقافية في المخيم يسعى الخطيب من خلال المتحف إلى الحفاظ على التراث الفلسطيني من الضياع في حياة الشتات. وأضاف الخطيب "المخيم كله مصائب، من الناحية الاجتماعية، من الناحية الأمنية، من كل النواحي وخاصة الاجتماعية. ولا بد من المحافظة على الثقافة. الإسرائيليون يحاولون أن يسرقوا التراث. هم سرقوا الأرض ويحاولون الآن سرقة التراث". وسعى الخطيب أيضا من خلال إنشاء متحف الذكريات إلى تعريف الجيل الجديد من الفلسطينيين الذين ولدوا ونشأوا في الشتات بتاريخ وتراث الآباء والأجداد. ترتبط كل مقتنيات المتحف بالتراث والعادات والتقاليد الفلسطينية عدا قطعة واحدة هي فأس وضعها الخطيب داخل صندوق واجهته من زجاج وقال إنها استخدمت في قتل فلسطينيين خلال مذبحة صابرا وشاتيلا عام 1982. تروي كل قطعة من مقتنيات المتحف الصغير قصة وترتبط بذكريات قديمة لكن المكان صار يضيق بها. وقال الخطيب "نحن جمعنا بحدود 1000 قطعة. هذا المكان لا يصلح في الحقيقة ليكون متحف لأن فيه رطوبة عالية جداً وأتلفت عندي 350 قطعة". ويواصل محمد الخطيب جهوده لجمع المزيد من القطع التي يصفها بأنها هديته إلى الذاكرة الفلسطينية ويأمل أن تتولى إحدى المؤسسات الثقافية رعايتها بعد رحيله.