مندفعاً بحبه للوطن وخوفاً على أثاره من الضياع أو التلف ،قرر الشاب سالم عبدالله الغيلاني الشهري تحويل منزله ومحيطه في مركز ثربان شمال جنوب منطقة عسير إلى متحف وطني يضم قطعاً أثرية ومقتنيات قديمة نادرة حرص على جمعها والاحتفاظ بها ويعد متحف الغيلاني للتراث والاثار في ثربان من المتاحف التراثية الخاصة المتميزة بما يضمه من مقتنيات عمد إلى جمعها بجهود ذاتية . وذكر الغيلاني أن الهدف من إنشاء المتحف هو الحفاظ تراث الأباء والأجاد خشية اندثارها وضياعها واستطاع الغيلاني جمع أكثر من 5600 قطعة أثرية على مدى 12عاما، من مختلف القرى والهجر والمحافظات في جنوب المملكة والمناطق الأخرى ويعرف الغيلاني بين سكان ثربان بعاشق الآثار. ويوضح الغيلاني أن رحلته مع الآثار بدأت قبل 18 عاماً، حيث استطاع جمع العديد من المكتشفات الأثرية والوثائق التاريخية ومتحف الغيلاني يضم عددا من القطع النادرة، المقتنيات التشكيلية المتنوعة، عملات نقدية ورقية ومعدنية تعود إلى مئات السنين، مقتنيات تراثية مختلفة الأشكال، منها أدوات زراعية، أدوات منزلية،صناديق لحفظ البارود، وملبوسات نسائية قديمة تمثل الزي العسيري.وتنوعت السيوف والرماح المعروضة في المتحف، والتي لا تزال بحالة جيدة، حيث يضم المتحف رمحا حجريا يعود إلى أكثر من ألف عام، ورمحا حديديا عمره 115 عاما، كما يضم مصاحف قديمة تعود إلى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقطعة من الفضة يقدر عمرها ب135 عاما منحوت عليها آية الكرسي، وعددا من القطع التراثية القديمة ما بين أسلحة وسيوف وأوانٍ منزلية يصل عددها إلى أكثر من 5600 قطعه أثرية. ويحتل متحف الغيلاني مساحة تقدر بنحو 300 متر مربع في منطقة جميلة وهادئة، حيث البساطة التي تضفي على المكان بما فيه من مقتنيات جمالاً توحي للزائر بأنه يتنقل بين عصور تاريخية مختلفة، ويفد على المتحف الكثير من الزوار كالوفود المدرسية وبعض الوفود الأجنبية التي تزور المنطقة بين الحين والآخر. يضم المتحف ثلاثة أقسام الأول قسم التراث والأثار القسم الثاني قسم الفن التشكيلي القسم الثالث قسم التصوير الضوئي. ويطمح الغيلاني إلى إنشاء مبنى جديد للمتحف يتيح له عرض كل ما لديه من أثار ومقتنيات قديمة وذكر الغيلاني أنه تلقى خطابات شكر من عدد من الدوائر الحكومية وأن عددا من المسؤولين ووجهاء المجتمع زاروا متحفه، وعبروا عن دهشتهم وإعجابهم بما شاهدوه من تنوع وندرة في مقتنيات المتحف، وتقديرهم لما بذله في سبيل تطوير وتحديث المتحف ليكون مقصدا للزائرين من كل مكان، مشددا على ضرورة التمسك بالإرث التاريخي، واقتناء كل ما يحكي أو يرمز إلى تاريخ الآباء والأجداد، مضيفا (حرصت على أن يكون المتحف متنوعا وشاملا كي يقدم للزائرين تعريفا مبسطا عن ماضي منطقة تهامة عسير، وليبقى ذلك الماضي عالقا في الأذهان)