لشهر رمضان نكهة خاصة لدى صيادي السمك بجازان، الكادحين في أعماق البحر، فهم لا يعرفون الراحة ولا إجازات العمل، وفي رمضان محرومين من تناول وجبتي إفطارهم وسحورهم مع أسرهم، فوجبة إفطارهم حبات تمر وقارورة ماء فقط يتناولونها فوق مراكبهم التي تتمايل بها الأمواج المتلاطمة، حيث تكمن فرحة هؤلاء الصيادين الصائمين حينما يعودون بصيد وفير ليبيعونه على الشاطئ. "الوطن" رصدت يوما رمضانيا من حياة هؤلاء الكادحين بين الأمواج، التي تملؤها الأسرار والحكايات والمغامرات، فمع انبلاج ضوء الفجر وطلوع الشمس تبدأ أفواج الصيادين تتوالى إلى المرسى يحملون صيدهم الوفير، فيما تبدأ رحلة صيد اليوم التالي قبل غروب شمس نفس اليوم، حيث يجهزون وجبة إفطارهم في قواربهم عصرا قبل مغادرة الشاطئ، ويتناولون إفطارهم ببعض التمرات وجرعات الماء وسط البحر منتظرين العثور على الأسماك. يقول الصياد محمد الحسن: "إن لرمضان نكهة خاصة رغم زيادة العناء وتحمل العطش، فما أن تشرق الشمس نذهب للصيد تحت أشعة الشمس الحارقة ونتعرض لمخاطر في عرض البحر"، مشيرا إلى أن الصياد دائما معرض للمواقف أثناء رحلة الصيد لم يتوقع حدوثها. وبين الصياد أحمد القاضي، أن أصعب الظروف التي يواجهها الصيادون في البحر خلال الشهر المبارك، عدم معرفتهم بالحالة الجوية فقد يصادفون عواصف ورياح قوية وهم في البحر فيسارعون بالتوجه إلى أقرب شعب للاحتماء من قوة الرياح والأمواج الهائجة. وأوضح الصياد صالح جابر، أن من أهم العادات التي مازال الصيادون متمسكين بها خلال رمضان، التجمع والسمر والسحور على الشاطئ مع الأهل والأصدقاء والأحبة وتذكر القصص والمغامرات التي صادفوها خلال رحلاتهم، مؤكدا أن مهنة صيد السمك وخاصة برمضان، بالرغم من كثرة مصاعبها لا يمكن للصياد أن يتركها أو يتخلى عنها، فهي مصدر رزق ومتعة.