ينزلون إلى البحر وحدانا وزرافات ويرددون أهازيج المساء المشبع بنسمات عليله أو مع شروق الشمس وهم يسابقون الأمواج الراكضة على تلك الشواطئ الناعمة متكلين على الله ان يرزقهم بصيد وفير. هناك في مركز عمق على ساحل البحر الأحمر ويبعد عن مدينة أبها بمنطقة عسير عن طريق عقبة ضلع مايقارب مائتين كيلاً.. تختلف طريقة الصيد لمجموعة من الصيادين احترفوها أباً عن جد بطرق ماهرة تسعفهم خبرة السنين ومعرفتهم الفطرية بالبحر واتجاه الريح وأوقات محددة وأسرار لمهنة لايعلمها الكثير من الناس 0 ومركز عمق أخذ شهرته من ساحله البكر ومناظره الجميلة وأشجار الشورى الكثيفة التي تفصل بين البحر واليابسة وموقعه المميز فيما تشكل طيور النورس مع زرقة البحر وهدوئه حركة دائبة بسحر المكان وتجدد الزمان 0 ولاتختلف أسماك عمق مثل الهامور والضيرك والشعور والناجل والطرادي عن بقية الأسماك الأخرى على امتداد الساحل في مركز الحريضة والقحمة والبرك وسيعدة الصوالحة وغيرها إلا أن الصيادين في عمق يختلفون عن غيرهم باصطياد السمك ( العربي ) والذي يتميز بلونه الأبيض وطعمه المميز حيث يقبل على شرائه آلاف من المتنزهين من سكان المرتفعات بل ويسارعون بحجز أماكن لهم سواء في السوق الشعبي أو بقرب الساحل عند قدوم الصيادين 0 وأوضح الصياد / يحي محمد الهلالي ويبلغ من العمر سبعين عاماً أن طريقتهم في صيد السمك العربي لا تعتمد على السنارة أو المراكب أو الشبكة المعروفة بل يقومون بالنزول إلى البحر على أرجلهم في مياه لايزيد عمقها على المتر إلى المترين وفي أماكن يعرفونها ثم يقومون بمراقبة اتجاه الرياح وسرعتها من خلال الخبرة بتأثيرها على سطح الماء وهذا هو المؤشر الأول لهم بقدوم أسراب السمك العربي 0 //يتبع// 1059 ت م