فيما أصبحت محافظة تكريت على وقع هدير طائرات نظام رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي جواً ودباباته أرضاً، لإنقاذ المحافظة من أيدي من سموهم ب"المسلحين"، بدأت أحزاب عراقية سياسية البحث في آلية من شأنها إسقاط المالكي. وتسعى الأحزاب السياسية العراقية إلى بلورة حكومة مشتركة لا تهيمن عليها الأطراف الشيعية، وذلك بعد أن طالب المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، بضرورة الاتفاق على تشكيل الرئاسات الثلاث، رئاسة الجمهورية، والحكومة، والبرلمان في أقرب وقت ممكن، في إشارةٍ إلى رفع غطاء المرجعية، عن شخص رئيس الوزراء. وفي جانب مقارب، ولتأكيده عدم التنازل عن كركوك، التي وضعت أربيل يدها عليها أمس الأول، خرج رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني للقول إنه سيجري استفتاءً لسكان المنطقة وغيرها، من أجل "الانفصال" عن حكومة بغداد المركزية. وعلى صعيد آخر، اعترفت واشنطن أخيراً بوجود طائرات لها بدون طيار على الأراضي العراقية، بحسب ما أكد المتحدث باسم البنتاغون الأميرال "جون كيربي"، الذي قال: "إن طائرات أميركية البعض منها حامل للسلاح، والبعض الآخر لا يحمل، وجدت الفرصة في التحليق بالأجواء العراقية"، لكنه استدرك بالقول: "هدفها ليس القيام بضربات إنما جمع المعلومات، وحماية المواطنين الأميركيين". واستنفرت طائرات المالكي أمس، حيث ألقت منشورات فوق مدينة الموصل محذرة فيها السكان من الاقتراب من مقرات داعش وحواجز التفتيش التي أقامتها، فيما تم قطع الطرقات والحركة باتت قليلة في أغلب شوارع المدينة، فيما نقلت وسائل إعلام كردية عن مصادر في داخل المدينة قولها إن "طائرات حربية مجهولة ألقت مناشير فوق المدينة، محذرة السكان من الاقتراب من مقرات المسلحين أو التوقف عند حواجز التفتيش الخاصة بهم. من جانبها، أفادت مصادر عسكرية في العاصمة بغداد أمس، أن سرايا الدفاع الشعبي وغياراى العراق، اقتحمت مطار مدينة تكريت وطهرته بالكامل، واستمرت بالسير نحو مدينة تكريت. وقالت: "إن مطار مدينة تكريت طهر بالكامل بمساندة "سرايا الدفاع الشعبي وغيارى العراق"، والقوات الأمنية، التي استمرت بالتقدم نحو تطهير مدينة تكريت". وعزلت قوات المالكي العاصمة بغداد عن محيطها، بإنشاء "حزام بغداد"، وهو عبارة عن تشكيل إداري لمجموعة من الأقضية تلتف حول بغداد، لخلق طوق أمني، يحمي بالدرجة الأولى النظام وليس الأهالي. سياسيا دعا ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي أمس الكتل السياسية، إلى اجتماع سريع لتطبيق مبادرة زعيمه للخروج من الأزمة، مندداً بالتدخل الإقليمي والدولي في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، مجدداً في الوقت نفسه مطالبته بتأجيل الجلسة الأولى لمجلس النواب. وقال الائتلاف عبر بيان: "إن قيادة ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي اجتمعت مساء الجمعة، للتباحث في آخر المستجدات في الساحة العراقية، والتي ابتليت بتمزق واضح في البنية الاجتماعية والإدارية، وأوصلت العراق إلى أوضاع جديدة". وفيما أعلن ائتلاف متحدون، إرجاء طرح مرشحه لرئاسة مجلس النواب أسامة النجيفي، بعد اختيار التحالف الوطني الذي يقود الحكومة الحالية المنتهية ولايتها مرشحه لرئاسة الحكومة الجديدة، أكد اتحاد القوى الوطنية الذي يضم كتلاً نيابية، تمثل "سنة العراق" طرح مرشحه القيادي في الحزب الإسلامي العراقي سليم الجبوري رئيسا للبرلمان الجديد. وقال النائب عن الاتحاد رعد الدهلكي ل"الوطن": "إن اتحاد القوى الوطنية المكون من كتل العربية، وائتلاف العراق، وكتلة الحل، والوفاء للأنبار، وغيرها من الكتل، التي يبلغ عدد مقاعدها 49 مقعداً، رشحت النائب سليم الجبوري رئيساً لمجلس النواب في الدورة المقبلة"، معتبراً حضور كتل الاتحاد لجلسة البرلمان الأولى المقرر عقدها يوم الثلاثاء المقبل المصادف، مرهونٌ بتحقيق مطالب المحافظات المنتفضة، قبل الشروع بأية اتفاقات تخص تشكيل الحكومة".