حين انطلقت قناة الجزيرة الإخبارية في الأول من نوفمبر عام 1996.. كان لانطلاقتها صدى واسع، لأنها جاءت معاكسة للتيار الإعلامي العربي الذي كان محتكرا من قبل الحكومات العربية. كان المواطن العربي المهتم بالشأن السياسي حينها يستقي الأخبار من بعض الهيئات والوكالات الإعلامية العالمية، كهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، ووكالة الأنباء العالمية (رويترز) وغيرهما، وذلك بعد أن فقد ثقته في الإعلام الرسمي. فجاءت القناة لتملأ الفراغ الكامل في الفضاء الإعلامي الإخباري المستقل في المنطقة العربية. وهي المنطقة المشتعلة على مر التاريخ الإنساني! وذلك لكونها مركز العالم القديم، والحديث. دينيا واقتصاديا.. وبانطلاقتها -(قناة الجزيرة)- شعر المواطن العربي المحبط من الواقع السياسي الذي يعيشه، أنه جاء الوقت المناسب، الذي سيكون بإمكانه أن يرفع صوته، ويساهم في كشف الوجه الحقيقي للحكومات العربية التي توصف بعضها بالديكتاتورية.. والمراقب المتأمل يرى أن القناة قد انتهجت نهجا خاصا يقوم على التهييج بعيدا عن صناعة الرأي العام الواعي والمسؤول.. فهي ظلت تعزف على وتر الإحباط.. وتصنع مزاجاً شعبياً عاماً حاقدا ناقماً على الحكومات.. لدرجة أنها ساعدت في صناعة مزاج شعبي يتعاطف مع تنظيم القاعدة..!! ويلحظ المشاهد العربي، أنه ومع مرور السنوات على تأسيس هذه القناة، قد زاد التطرف في المزاج الشعبي العربي.. وقد جاءت أحداث سبتمبر 2001 لتكشف حقيقة منهجية القناة.. إذ إنها زادت من لغتها الإعلامية المتسلطة. وكرست مشاعر التعاطف مع تنظيم القاعدة الذي تشتكي من إجرامه وإرهابه المنطقة العربية في الدرجة الأولى .. وقد نجحت في ذلك حقا.. وذلك لاعتبارات كثيرة أحسنت كثيرا في توظيفها لتهيئة المناخ العام للعبث السياسي في المنطقة باسم الإصلاح. إن القناة رسمت استراتيجية عامة لها تقوم على إثارة مطالب الشارع العربي.. وحاولت في نفس الوقت أن تشعر مواطن هذا الشارع المحتقن أصلا، أن جميع الحكومات العربية مسؤولة عن ضياع الحق الفلسطيني العربي والإسلامي، في الأرض المحتلة.. ويرى المراقب المتأمل أن الأحداث أتت تباعا، لتكشف كيف أن القناة تتبنى شق الصف العربي.. وتهدف للعبث بمنظومة الأمن العربي القومي.. وما أحداث حرب صيف 2006 بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، إلا دليلا على تبنيها إثارة العبث السياسي في المواقف العربية..إذ إنها تخندقت مع ما يسمى خط الممانعة! والمواقف والأحداث السياسية المتعاقبة تكشف منهجية القناة القائمة على هدف إحداث الفوضى الدائمة في المنطقة العربية.. وما تبنيها لسياسة جماعة "الإخوان" في مصر حالياً إلا دليلا صريحا على حقيقة منهجيتها.. فهي ما زالت تكرس مجهودها من أجل إحراق "مصر" بالفوضى وذلك باسم : إعادة الشرعية.. لتنظيم أصبح مصنفا على قائمة الجماعات الإرهابية! تلك هي قناة الجزيرة.. وتلك هي منهجيتها، لماذا ذلك..؟! لست أدري!!