انباؤكم - د . سعد بن عبد القادر القويعي لا أدري لمَ قطعت قناة الجزيرة , اتصال أحد المشاهدين - قبل أيام - , حين وجه بكل أدب عتبه , ولومه لقناة الجزيرة الفضائية , على تغطيتها الأحداث المصرية ؛ ما جعل مقدم برنامج القناة يسارع إلى قطع الاتصال , قائلاً : " أعتقد أن ما تقوله ليس مناسباً في هذه التغطية . شكراً لك أخي الكريم ، أعتذر لك " . مما أثار لدي تساؤلات عديدة يفرضها واقع القناة , - لاسيما - وهي القناة التي تنادي بحرية الرأي , والرأي الآخر , وارتفاع سقف الحرية لديها , كما تدعي . تبكي قناة الجزيرة على أحوال الشارع العربي , وما آلت إليه أحواله البائسة ؛ من خلال إثارة الفتنة , وتعميق الانقسامات , وتكريس الخلافات , وتأليب الرأي العام العربي , - وذلك - تحت مسمى دعم النزعة التحررية والانفصالية , للأقليات العربية والطوائف الدينية . - ولذا - فإن الصمت أمام ممارسات إعلامية خطيرة ، تتناولها القناة لا يصح . وبدلاً من أن تساعد تلك القناة العرب , والمسلمين ؛ لتنقلهم إلى فضاءات جديدة في العمل الإعلامي الهادف , والبناء ، أصبحت - للأسف - تنشر الغسيل العربي . وتكشف سوءات العرب على الملأ , في مشارق الأرض ومغاربها . وتعلن عن شعارات زائفة , ليس لها من اسمها نصيب في غالب ما تطرح . ونجدها في أغلب أخبارها , تبحث عن الإثارة - فقط - , وتشويه الحقائق , وقلبها من خلال سياستها الخفية غير المعلنة ، وبث أشرطة التحريض على نسف الاستقرار في دول المنطقة . ان المشاهد العربي - اليوم - , أصبح يملك فكراً واعياً , يبحث من خلاله عن المعلومة الحقيقية ، وليس عن الإثارة , وقلب الحقائق . والمتأمل لقناة الجزيرة , يجد أنها : فقدت عدداً ليس بالقليل من مشاهديها ؛ بسبب تحيزها الواضح ضد الدول الكبرى في المنطقة , مما جعل كثيراً من المشاهدين , لا يثقون في الأخبار التي تأتي بها عن تلك الدول ، بطريقة تتقمص المهنية الإعلامية , بينما هي في الواقع تزييف للوعي , وتغيير للحقائق . وتجنح نحو الإثارة , والشحن السياسي ، والطرح غير المتزن والرصين ، إلى غير ذلك من أساليب التشفي , والشماتة , وصناعة الكذب , والخداع . وتعمل - أيضا - كل ما في وسعها على شق الصف العربي , وإثارة النعرات ؛ مما يسعد أعداءنا : أن نكون أمة متنافرة متناحرة ، تتجاذبها الصراعات ، وتفتتها الانقسامات . لدي يقين , أن قناة الجزيرة نجحت بامتياز في إحداث التصدع في المجتمعات العربية , - وذلك - عن طريق فرض وجهة نظرها على الرأي العام العربي . - إضافة - إلى دعم كل ما يضر بوحدة الأمة العربية والإسلامية , وتماسكها , وتشجيع أعمال التخريب والفوضى والفتنة . ومما يؤكد هذا اليقين لدي : أن مصادر علمية , أشارت إلى بعض وقائع قامت بها قناة الجزيرة , من خلال رسالة مفتوحة , وجهت إلى إعلاميي القناة ومراسليها , ومن ذلك : 1 / عمل قناة الجزيرة - بإصرار - على استبدال فلسطين بإسرائيل , - سواء - كان بعرض الخارطة التي تعتمدها إسرائيل , أو بذكر ذلك لفظا بالتقرير , أو البرنامج المعروض عن فلسطين عبر نفس القناة . 2 / نشطت القناة باستضافة المفكرين , والمثقفين , والوجوه الإعلامية الصهيونية , وقيادات عسكرية ,- خلال - فترات البث اليومي ؛ ليبثوا سمومهم للعالم العربي , من جهة ؛ ولتقديم تبريراتهم عن ما يقوموا به من مجازر , وتدمير بحق الشعب الفلسطيني . 3 / عملت القناة على ضرب القواسم المشتركة بين الشعب العربي الواحد , من جهة , وما بين الجماهير العربية فيما بينها , وما بين العربية والإسلامية , كنوع من تكريس نظرية التجزئة . - بالإضافة - إلى تفتيت وحدة العالم الإسلامي - نفسه - . ومثال على ذلك : الفتنة الطائفية , أو العرقية , وحتى الحزبية التي تحاول أن تثيرها بين الفينة والأخرى . ولا أريد أن أذكركم , بما تقدمه قناتكم من برامج في ذلك ؛ لأنكم حتما شاهدتم بعض البرامج , التي استضافت من يشككون بقدسية الإسلام , ويعملون على تحقيره . 4 / ساهمت القناة في تكريس الانقسام , والتشرذم العربي الرسمي تحت مسميات , ومصطلحات حق , ولكن يراد بها باطل , كالتركيز في برامجهم على معسكري الاعتدال , والمقاومة , وذلك للمس بسيادة دول بعينها . وما الهجوم المبرمج على " جمهورية مصر العربية " , إلا المثال البسيط في ذلك , بهدف زيادة التفكك , والتشرذم العربي ؛ تسهيلا لمهمة المشرفين على إدارة تلك القناة , ومموليها بإثارة الشارع , وتفتيته في محاولة ؛ لإيقاع الصدام ما بين الجماهير العربية , وأنظمتها الرسمية ؛ لإبقاء إسرائيل منفردة في منطقة الشرق الأوسط . 5 / عملت القناة على إنهاء القضية الفلسطينية , وتذويبها بطريقة غير مباشرة , كالعمل على تكرار البرامج المسيئة لقادة الشعب , وتكثيفها , بحجة أنها : تمارس الفساد الإداري , والمالي , والسياسي , عن سبق إصرار ؛ للنيل من سمعته , ومكانته ؛ وللتقليل من كفاءته في تقرير مصيره . وإما بطريقة مباشرة , بإثارة الشعب ضد قيادته , بحجة : التفريط , والتسليم ؛ وذلك لزعزعة الاستقرار , وإبقاء مناطق السلطة مناطق ميليشاوية ؛ لينظر إليها العالم , بأنها لا تستحق أن تكون دولة . ولهذا جاء تأييدها للانقلاب الحمساوي , وتبريره ؛ لشق وحدة الصف الفلسطيني , ولإحداث نوع من التوازن بين الطرفين المتصارعين ؛ لإضعاف سلطة الرئيس عباس , من جهة ؛ ولإطباق الفخ على حركة حماس , وإيقاعها في مصيدة الإرهاب , وفق ما تسمح به خطتهم . ولذلك , كان لا بد لقناتكم من دعم سياسة حركة حماس , وصولا إلى الجبنة ؛ لإطباق الفخ عليها , بما يتوافق مع أهداف الصهيونية . إن رسالة الإعلام , رسالة سامية صادقة ، تجمع ولا تفرق ، تبني ولا تهدم ، تبحث عن الخبر الصحيح , وهو أخذ المعلومة الصحيحة من مصادرها الصحيحة . والوسيلة الإعلامية الصادقة , هي : التي تحترم مشاهديها , وتقدر قيمهم عن طريق صدق المعلومة ، والصدق في التعليق عليها ، وقراءتها بشكل مهني صحيح ، ومن ثم تحليل المعلومة بشكل دقيق . قناة الجزيرة , التي طالما افتعلت الأزمات ، وقوبلت بالنقد - تارة - ، وبالهجوم - تارة أخرى - , يجب أن تقابل بإجماع عربي على إدانتها ، - لاسيما - وهي تغذي الفوضى الخلاقة ، التي تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية ؛ لنشرها في منطقتنا . فقد آن الأوان أن تكون نظرتنا أكثر عمقاً ؛ لتناول الأمور بعقلانية أكبر . [email protected]