أثار الحصار العسكري المحكم الذي يضربه حزب الله حول مدينة عرسال، بالتنسيق مع الجيش السوري، استياء أهالي البلدة التي يقول إنها المعبر الذي تمر منه السيارات المفخخة إلى مناطق حزب الله في البقاع وضاحية بيروت الجنوبية. وهذا ما دفع بعض الأوساط السياسية إلى التحذير من تداعيات هذا الوضع، خصوصاً بعد إقامة الحزب حواجز أمنية لتفتيش السيارات الداخلة إلى البلدة والخارجة منها، وتحول محيطها إلى مربع أمني لعناصر الحزب الطائفي، مما أثار استياء الأهالي فحذروا من وقوع "مجزرة حقيقية" وشيكة بحق بلدتهم على حد تعبيرهم. وكان الحزب قد أقام حواجزه بعد انفجار الشويفات الأخير وعززها بالآليات في المنطقة الواقعة بين اللبوة وعرسال. كما عمدت عناصره إلى توقيف السيارات العابرة وإخضاع من فيها إلى تحقيقات ميدانية، ومصادرة هوياتهم وتصويرها قبل إعادتها. وهذا ما دفع الأهالي لمناشدة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وقادة الجيش لإنقاذهم من هذا الوضع، محذرين من كارثة وشيكة إذا تواصل حصار المدينة والنازحين السوريين، من خلال مصادرته للقرار الأمني من القوى الشرعية وتنفيذه ممارسات كيدية بحق أهالي البلدة أثناء دخولهم أو خروجهم من المدينة، ومحاولة إذلالهم على حواجزه المسلحة التي أقامها منذ فترة وجيزة على الطرقات المؤدية إلى عرسال. بدوره، قال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري في تصريح إلى "الوطن": "بعد مناشدتنا لرئيس الجمهورية، تم استبدال عناصر الحزب بعناصر من الجيش على الحواجز الأمنية، لكن استفزازات الحزب المذهبي للأهالي لا تزال مستمرة، من خلال إيقاف عناصره للسيارات دون وجه حق وتفتيشها وإنزال ركابها وطلب هوياتهم". وتابع "لقد طفح الكيل. ونحن نسير باتجاه واقع مرعب إذا استمرت هذه المضايقات بحق الأهالي". في هذا السياق يقول المحلل السياسي أسعد بشارة في تصريحات إلى "الوطن": "فرض طوق أمني في منطقة متداخلة طائفياً يزيد من الاحتقان ويدفع نحو الفتنة. لا يحق لحزب الله إقامة حواجز في محيط مدينة عرسال، لأن هذا الأمر من حق القوى الأمنية فقط، وبالتالي فإن هذا الوضع سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه". وتعجب بشارة من تبرير بعض قادة الحزب الطائفي لإقامة الحواجز الأمنية بأنها تمنع وصول المتفجرات والانتحاريين. مشيراً إلى وجود احتكاكات يومية مع الأهالي بعد تطويق المدينة.