واصلت وحدات الجيش اللبناني إجراءاتها الأمنية في بلدة عرسال بحثاً عن قائمة مطلوبين في الاعتداء الذي استهدف عسكريين كانوا في مهمة أمنية الجمعة الماضي، في وقت انتقل قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى عكار (شمالاً) على متن طائرة مروحية وتوجه الى بلدة حكر الشيخ طابا وقدم التعزية بالشهيد المعاون إبراهيم زهرمان، وذلك على رأس وفد من القيادة، وأكد في كلمة مقتضبة: «إننا كقيادة لن نساوم ولسنا مع الثأر وإنما مع الحق والعدالة». وشدد الجيش تدابيره لتحديد أمكنة بعض المطلوبين في جريمة الاعتداء على الجيش وتضييق الخناق عليهم تمهيداً لتوقيفهم وفق استنابات قضائية، فأحكم فوج المجوقل انتشاره حول أطراف البلدة ومداخلها وأقام حواجز تفتيش للتدقيق في هويات المارة. وأوضحت مصادر عسكرية لوكالة «الأنباء المركزية» أن عرسال ليست واقعة تحت الحصار، بدليل أنه يمكن التنقل فيها ولكن من الطبيعي أن يكون هناك حواجز للجيش طالما أن هناك مطلوبين في الداخل. وأكدت المصادر العسكرية عدم التراجع عن المهمة، مشيرة إلى أن الجيش سيستمر في عمله ومداهماته حتى توقيف جميع المطلوبين، وأن مهمته تنفذ بطريقة معينة وهدفها محدد. وأعلنت انه تم توقيف عدد من الأشخاص ولكن هذا لا يعني أن جميع المطلوبين تم توقيفهم، وأن كل من يثبت أن لا علاقة له بما حصل في عرسال سيطلق سراحه. ولفتت إلى ان الموقوفين حكماً في هذه القضية والمشتبه في تورطهم بشكل مباشر لا يتعدى عددهم العشرة. وكان في استقبال العماد قهوجي النائبان خالد زهرمان ونضال طعمة. وقدم طعمة التعازي لقائد الجيش وعائلة الشهيد ودعا الى «نبذ الفتن الطائفية والمذهبية»، مستنكراً الاعتداء على الجيش اللبناني، ومشدداً على «ان تأخذ العدالة مجراها مع المتورطين». وقال: «إن أهالي عرسال وطنيون كما أبناء عكار الذين قدموا العديد من الشهداء، شهداء الواجب الوطني في الجيش اللبناني». وتحدث النائب زهرمان باسم العائلة فشدد على العدالة، شاكراً قائد الجيش على مواساته. وذكرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أن العماد قهوجي «نوّه بمسيرة الشهيد ومناقبيته العسكرية المميزة، مؤكداً أن دماءه ودماء رفيقه الرائد الشهيد بيار بشعلاني والعسكريين الجرحى كافة، أمانة في أعناق الجيش الذي سيتابع قضيتهم حتى توقيف المجرمين وتحقيق العدالة كاملة». وكان حاضراً وفد من إقليم عكار الكتائبي برئاسة رئيس الإقليم جورج سعود الذي قدم للتعزية باسم الرئيس أمين الجميل. وزار وفد من حزب «الكتائب» برئاسة نائب الرئيس شاكر عون عائلة الرائد الشهيد بشعلاني ناقلاً تعازي الرئيس الجميل إلى العائلة ومشاركته مصابها. تعزية بريطانية وبعث السفير البريطاني لدى لبنان طوم فليتشر برسالة تعزية باسم الحكومة البريطانية إلى العماد قهوجي باستشهاد الرائد بشعلاني والرقيب الأول زهرمان ووزعت السفارة نص الرسالة وفيها: «ضحيا بحياتهما في خدمة وطنهما، وخسارتهما ما هي إلا حافز يقوي العزيمة لمحاربة الخروج على القانون بكل أشكاله، كما وأدعم بالكامل إعلان رئيس الجمهورية ميشال سليمان القائل «بأن على الدولة والجيش أن يكونا في المقدمة، ونأمل في تحقيق العدالة وتوقيف المجرمين». كما جدد دعم «المملكة المتحدة المستمر للجيش اللبناني». وكان تواصل مسلسل قطع الطرق تضامناً مع الجيش، ونفذ عدد من الشبان اعتصاماً تضامنياً على طريق عام صيدا-صور عند مفرق العباسية، ورفع المعتصمون الأعلام اللبنانية واللافتات المؤيدة للجيش والمنددة بالمعتدين. وفي محطة بحمدون، نظمت «حركة لبنان الشباب» في مكتبها لقاء تضامنياً مع الجيش، واستنكاراً لما تعرض له في عرسال، حضره رؤساء بلديات.